رغم التعديل الوزاري الواسع الذي أجراه بشكل عاجل مساء الأربعاء، لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس في موقف ضعيف بسبب فضيحة الفساد غير المسبوقة التي تهز البلاد والتي يبدو انها باتت تهدد اسرته مباشرة. وعوضا عن تهدئة العاصفة السياسية التي اثارها القضاء الاسبوع الماضي توارى التعديل الحكومي ليطغى على الساحة الصراع المستعر بين مدعيي اسطنبول المكلفين بالتحقيق في الملف وبين قيادتهم على خلفية الحرب المفتوحة بين السلطة المحافظة ومنظمة الداعية فتح الله غولن. وبعد ايام من الشائعات اكدت وسائل الاعلام التركية امس ان التحقيق بدأ يتجه الى احد نجلي اردوغان. وذكرت صحيفة ملييت ان رئيس الحكومة اعرب عن قلقه للمقربين منه قائلا «الهدف الرئيسي لهذه العملية هو أنا». وتوقعت صحيفة جمهوريت المعارضة زلزالا في قمة الدولة، مشيرة الى تورط منظمة غير حكومية هي المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية (تورغيف) التي يرأسها بلال نجل اردوغان الكبير في هذه الفضيحة. وفي هذا المناخ من الشائعات المستمرة انكشف علنا الصراع المحتدم في الكواليس بين مدعيي اسطنبول المكلفين بالتحقيق وقيادة الشرطة التي اصبحت مطيعة للنظام بعد خضوعها لعملية تطهير واسعة النطاق.