تبكيه مساء وحين تصبح.. العجز والاستحالة باتا الكلمتين الأكثر التصاقا بجدران النادي الأهلي. نعاود الكلمات إياها مع بداية أو منتصف أو نهاية كل موسم، ما الجديد في السيرة الحزينة لهذا الفريق، اللاعبون، المدرب ركنان أساسيان لكرة القدم لكن العامل الأساسي والرئيسي والذي حينما يصلح يثمر إنجازات في جسد الفريق، (البيئة).. بيئة الأهلي الموغلة في التصحر هي المكون الأساسي في لعبة الفشل التي تنخر في جسد الفريق. نعم تتبادل أدوار الفشل في كل موسم لكن الخلل هو الرافد الأساسي الذي يستشري لدرجة المرض. هذا الموسم يتصدر اسم الكوتش بيريرا قائمة شرف (الانهزامية)، النجاح لا يبنى على سيرة ذاتية أو إنجازات سابقة بل هو نتاج العمل الآني المشاهد.. السيد بيريرا وعبر كل اللقاءات التي خاضها حتى اللحظة لا يشفع له ذلك النتاج أمام أنصار النادي الأهلي، فريق عجز أن يكسب متذيلي الدوري قبله.. وهي من الأسس التي تبنى عليها فكر الشخص.. فشل في البناء عليها، عصف باستقرار الفريق، بل هد أركان مكونات عمل سنوات مضت بعناد لا يمكن أن تفهم معه إلا تسلط القرار، كان يملك أدوات ناجحة من أجانب يأتون له بالأهداف من أنصاف الفرص.. من أجل إثبات الذات وفرض السطوة وليس من أجل نجاح العمل واستحضار المكتسبات.. فرط في هذه الأدوات. هذه العقلية جعلت نفسية الفريق أكثر تنافرا، اختفت معها حتى روح الفريق والأمثلة كثيرة وإن حاول مسيرو الفريق إخفاءها.. من يدافع عن بيريرا أنصحه بمشاهدة ثلاثة لقاءات متتالية للفريق لكي يعرف عجزه عن قراءة الخصم بالتالي تغيير الخطة.. السيد بيريرا وبسبب العنجهية والفكر التدريبي الحاد بعثر في بداية استعداد الموسم بجل اللاعبين المتميزين، لا أثق إطلاقا بعقلية مدرب يرفض «المغربي» هداف الدرجة الأولى والذي يسير بفريق الوحدة لمصاف الممتاز.. ويعتمد على لاعبين أمثال المجرشي والمولد والشهري، ثم يبدأ الاستغناء عنهم تباعا. هنا أتكلم عن هذا الموسم.. لكنني أرى أزمة الأهلي أكثر عمقا، إذ الأهلي نتاج فكر يرفض الاعتراف بفشل سياسته وهي إحدى مميزات النجاح في حال الاعتراف، لذا فتراكم الأخطاء واستفحالها جعل المواقف أكثر تأزما وبالتالي تصبح مع السنوات من الاستحالة حلها ما لم تطل بنية وهيكلة القرار نفسه. إن السؤال الأكثر شيوعا في المدرج.. ما الذي يحدث؟، فيما من المفترض أن يكون السؤال: لماذا يحدث كل هذا؟ ولكي تكون الإجابة أكثر نجاعة وخروجا من هذا الاستيطان لا بد من حل يلامس ويجتث بنية الخلل ومكوناته.. وإلا ستسمر السنوات عجافا وتصحرا.. وأول هذه الحلول العودة لمكونات النادي والتي من أسسها فتح مشارب الأفكار الأخرى لكي تتلاقى من أجل الخروج من استيطان الفشل. أذكر مسيري النادي والمدرج المجنون.. ما الذي جعل النصر يعرف طريق النجاح وبعدد وافر من لاعبي الأهلي السابقين.. ابحثوا عن كلمة تريحكم من هذه المعاناة اسمها « البيئة».. ففي الأهلي (البيئة طاردة). قلت منذ سنوات عدة في حوار وأردفته في مقالات.. الأهلي (مبتلى).. ارحموا مبتلاكم.