أصبحت قرية "العجلية" التابعة لمحافظة الأفلاج وتقع على الطريق الدولي الذي يربط الرياض بجنوب المملكة ومنها إلى اليمن..أصبحت مسرحاً لحوادث مرورية بشعة راح ضحيتها العديد من المواطنين خاصة من أهالي العجلية الذين تسبب فصل الطريق الدولي لقريتهم في تعريضهم للخطر بشكلٍ يومي، لكون المدارس والمحلات التجارية في جهة، وبعض سكان هذه القرية في الجهة الأخرى من الطريق، مما يضطرهم للمخاطرة بأنفسهم عند ذهاب أبنائهم للمدارس أو رغبتهم في قضاء حاجياتهم. وقال "منيخر الخفران" - أحد أهالي القرية - بأنهم تعودوا على الحوادث المرورية البشعة، ورغم ذلك فهي تفتقد للخدمات الهامة كالمركز الصحي، ومركز الهلال الأحمر، والدفاع المدني، مما يتسبب في وفاة الكثير من الحالات عند اسعافها، موضحاً أن الأهالي والمسافرين كثيراً ما يلجأون إلى إطفاء الحرائق الناجمة عن الحوادث المرورية بأنفسهم، لأن أقرب مركز للدفاع المدني في مدينة ليلى البعيدة عنهم، كما أن الجمال السائبة لها نصيب كبير في الحوادث المرورية لعدم وجود حاجز يحمي الطريق السريع من تلك الجمال، بالإضافة لكثرة التقاطعات الفرعية التي تعترض الطريق الدولي والتي تحتاج إلى معالجة سريعة حماية لأرواح المواطنين وممتلكاتهم. المنطقة المرتفعة قرب محطة الوقود «مسرح الحوادث المميتة» (عدسة: خالد الحامد) وبحسب معلومات "الرياض" فإن الكثير من الحوادث المميتة تقع في منطقة تحجب فيها الرؤية بسبب وجود مرتفع في الطريق الذي يسبق محطة وقود في العجلية يرتادها المسافرون في كلا الاتجاهين، مما يجعل المتجهين للجنوب يفاجأون بالشاحنات الخارجة من المحطة باتجاه الشمال بسبب حجب الرؤية، فيحصل الاصدام الذي عادة ما تكون عواقبه بشعة، كما في الحادث الشنيع للشبان السبعة الذين كانوا يستقلون سيارة كامري 2010م، توفي منهم أربعة في مكان الحادث بعد اصطدامهم فجر أحد أيام السنة الماضية 1432ه بشاحنة أثناء خروجها من محطة الوقود بينما أصيب الثلاثة الباقين بإصابات خطرة، وهو الأمر الذي أكده الرائد "محمد بن مقبل العتيبي" -مدير مرور الأفلاج- الذي قال إن أغلب الحوادث تقع في تلك المنطقة المرتفعة، مطالباً بالإسراع في حلها حماية للمسافرين وساكني بلدة العجلية الذين تسبب فصل الطريق السريع لبلدتهم في الكثير من الحوادث المرورية الخطيرة خاصة الطلاب وكبار السن. كما أوضح أن عدم وجود مركزاً للهلال الأحمر كان سبباً في تفاقم المشكلة، مما جعل أهالي العجلية يتقمصون في كل حادثة دور "المسعف" رغم بعد المستشفى الذي يتجاوز مسافة 120كم، قائلاً: "إن كثيراً من المسعفين يتواصلون معه بعد وقوع الحادث ويبلغونه أن بعض المصابين يتحدثون معهم وقت الإسعاف وأنهم بخير وبعد أقل من نصف ساعة يتصل المسعف ويبلغه أن المصاب أو المصابين قد فارقوا الحياة بسبب شدة النزف مما يتطلب المسارعة في افتتاح مركزٍ صحي وتزويده بسيارات الإسعاف المناسبة". الدفاع المدني والاسعاف يحضران متأخرين بعد أن يؤدي المتطوعون واجبهم وعن الحوادث المرورية في محافظة "الأفلاج" خلال العام المنصرم أوضح الرائد "العتيبي" أنها بلغت 830 حادثاً تسببت في وفاة 65 شخصاً بينما أصيب جراء هذه الحوادث 145 شخصاً، مؤكداً على تزايد عدد الحالات التي تحولت فيها سيارات المسعفين المتطوعين إلى برك من الدماء عندما تدفعهم انسانيتهم وشهامتهم لإسعاف من تعرضوا لكوارث الطريق في بلدة "العجلية" في ظروفٍ سيئة خالية من أبسط مقومات الإسعاف، كأن ينقل المصابون في صناديق سيارات النقل الصغيرة وهي أكبر جهدٍ قد يقدمه المسعف في ظل غياب الجهات الإسعافية التخصصية رغم الحاجة الماسة إليها، مشدداً بأن إسعاف المصابين من قبل المتطوعين قد يسبب لهؤلاء المصابين عاهات مستديمة إذا حصل وأنُقذت حياته، كون الغالبية العظمى من المتطوعين يجهلون أبسط أسس الإسعافات الأولية. وتأمل أهالي "العجلية" والمسافرون على طريق الجنوب التدخل السريع من وزارة النقل لعلاج عيوب الطريق، وعمل سياج لحماية الطريق من الجمال السائبة، والحد من التقاطعات العشوائية شديدة الخطورة التي تعترض الطريق السريع، إضافةً إلى حاجة هذا الطريق لمركز صحي متكامل، ومركز للهلال الأحمر، وآخر للدفاع المدني.