يمثل طريق الجنوب الطائفالباحة أبها، نقطة انطلاقة الزوار والمصطافين إلى المنتجعات السياحية في مصائف الطائف وأبها والباحة، ولا شيء ينغص عليهم مسار الرحلة الصيفية سوى هاجس الجمال السائبة التي عادة ما تقطع الطريق ليلا في ظل عدم إنارة الطريق، وخوفهم الدائم من وقوع الحوادث، حيث تختزن الذاكرة الجمعية أسماء العديد من الضحايا الذين قضوا نحبهم على هذا الطريق، فضلا عن الأعداد الكبيرة من المصابين والذين تحولت إصابات البعض منهم لعاهات مستديمة. رغم أن هذا الطريق تم توسعته، إلا أن انتشار السائبة في كل جزء منه دونما رقابة عليها من أصحابها على امتداد الطريق، وعدم وجود سياجات واقية تمنع دخولها، قد أديا لحصد العديد من الأرواح البريئة. في أبلغ شهادة على خطورة طريق الجنوب، يروي المواطن سعد بن سعيد الغامدي «بحكم سكني في الوادي أشاهد يوميا حوادث مستمرة على هذا الطريق، وتكون الجمال السائبة السبب الرئيس وراء وقوع تلك الحوادث، فكم من أسرة توقفت رحلتها بسبب الحوادث المفجعة، ومنهم من تموت أسرته بأكملها، ومنهم من يصاب، ومنهم من تتهشم سيارته مع بعض الإصابات ولا حل في المنظور القريب سوى وضع سياجات حول هذا الطريق لوقف مسلسل الحوادث، واعتماد وسرعة تنفيذ إنارة الطريق». سياجات للحماية ويؤكد المواطن أحمد بن مزهر الغامدي أن الحيوانات السائبة تنتشر بشكل كبير على طريق الجنوب، وتتسبب في العديد من الحوادث المميتة، ومن المصابين من يصاب بإعاقة وعاهة مستديمة ومنهم من يموت، والسبب هو عدم وجود سياجات، تمنع دخول الجمال من جهة، وعدم إنارة الطريق من جهة أخرى، مناشدا الجهات ذات العلاقة بإنارة الطريق ووضع حد لهذا النزيف. إلزام ومسؤولية محمد سعيد (أحد سكان «بواء» بين الطائفوالباحة) أشار في سياق ذلك إلى أن الجهات المختصة بسبب ما تسببه الجمال السائبة من حوادث مفجعة، قد ألزمت جميع أصحاب المواشي بوضع وسم على كل الجمال لتتم معرفة أصحابها وتحميلهم المسؤولية، وعدم إطلاقها للرعي بالقرب من الطريق العام، ولكن الكثير من أصحاب هذه الجمال لم يلتزم بالتعليمات ويتركها تتسبب في وقوع الحوادث للأبرياء، لافتا إلى أن البعض من أصحاب هذه الجمال عند سماعه بوقوع حادث، يذهب سريعا لموقع الحادث ويقوم بقطع الوصلة التي بها الوسم هربا من المساءلة، بل إن أصحاب هذه المواشي يتعاونون ويتفقون على هذا المبدأ حتى لا تكتشفهم السلطات وتعاقبهم، ولوضع حد لهذه المعاناة، يكمن الحل في إنشاء سياج يمنع دخول السائبة للطريق، وإنارة الطريق. ويأمل علي سعد عبدالرزاق من وزارة النقل دعم هذا الطريق بإنارة كاملة تريح المواطنين المسافرين عبره ليلا، وإنشاء سياجات واقية تمنع دخول المواشي والجمال إليه. أما حاتم عبدالله ظهران، فقد أشار إلى توسعة الطريق وانتهاء ما نسبته 70 في المائة من المعاناة، وتبقى إنارة الطريق، وإنشاء سياج يمنع دخول الحيوانات السائبة لوقف مسلسل الحوادث. ويتفق كل من عبدالله محمد الحمراني وعبدالرحمن بن سعيد وسامر الهملان وناصر الدعجاني وثايب بن سعيد واحمد عبدالله وسعيد بن علي الزهراني ونايف حاوي ووليد الحمراني في مطالبتهم للمسؤولين في وزارة النقل بوضع حد لمشاكل طريق الجنوب بعمل سياجات حوله تمنع تسلل السائبة وإنارته. مواصفات للسريعة إلى ذلك أوضح مدير عام إدارة الطرق والنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بدوي الغامدي أن السياج الذي يطالب به المواطنون، يوضع على الطرق السريعة فقط، وطريق الجنوب طريق مزدوج وليس من الطرق السريعة، لافتا إلى أن الطرق السريعة لا توجد بها تقاطعات بل تتكون من 3 مسارات على الأقل بدلا عن التقاطعات، ومستقبلا سيكون هذا الطريق سريعا، فيما لا تزال المعاناة قائمة من الطريق المنفرد ذي المسار الواحد ما يؤدي لوقوع حوادث مفجعة، وبالنسبة لإنارة الطريق، أوضح أن كل بلدية تتولى إنارته الجزء الذي يخصها، حيث قامت العديد من المحافظات في المنطقة بتوجيهات من سمو أمير المنطقة بإنارة الأجزاء التي يعبر منها الطريق، فيما ستتولى بلدية محافظة القرى إنارة الطريق حتى نهاية حدودها باتجاه الطائف.