في الزمن القديم كنت من هواة مشاهدة حلقات المصارعة الحرة التي كان يقدمها الأستاذ إبراهيم الراشد الذي كان أسلوبه في التعليق يستهوي المشاهد أكثر مما تستهويه حركات المتصارعين من ذلك ما لا زلت أذكره رغم مرور أكثر من عشرين عاما وهو يعلق على متصارعين كان أحدهما مطروحا على أرض الحلبة والآخر يواصل ركله وضربه بكل ما أوتي من قوة وكان تعليق الأستاذ الراشد نصا كما ذكره: «إن المطروح على أرض الحلبة يملك المليارات وآبار بترول ومع ذلك يسعى للشهرة ولو بالضرب»!! استعدت هذا التعليق .. وأنا اقرأ مطالبة الدكتور فيصل شاهين على ضرورة فصل الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيا رغم ما أفتى به الشيخ عبدالله المنيع من عدم جواز ذلك .. وليس هذا فحسب بل إن رجال الكنيسة في أمريكا وأوروبا يرفضون هذا المطلب حتى ولو طال بقاء المتوفى دماغيا لسنوات. والغريب في الأمر هو إصرار الدكتور فيصل شاهين في المطالبة بكل مجال يتيسر له الحديث فيه على المطالبة بوقف أجهزة التنفس الاصطناعي عن المتوفى دماغيا !!! وكان آخر ما تحدث به في هذا الموضوع هو ما نشرته «عكاظ» يوم السبت بتاريخ 11/2/1435ه وقد جاء فيه: أن وجود المتوفين دماغيا على الأجهزة يكلف الدولة 90 مليون ريال في العام الواحد!! يستكثر الدكتور شاهين على مجموع المرضى تسعين مليون ريال في الوقت الذي لا يجهل كم من الملايين تصرفها الدولة على علاج الحالات المستعصية هنا أو في الخارج !! إنه لأمر عجيب يدعونا لأن نسأل الدكتور شاهين: إن كان يوافق على تطبيق مطالبته ينزع الأجهزة عن والده أو ابنه أو ابنته أو زوجته لو كانت حالتها بلغت الوفاة دماغيا لا قدر الله ؟! إنني لا أنكر أهمية توفير أسرة لعلاج أصحاب الحالات الحرجة وخلافهم ممن تستدعي حالاتهم التنويم بالمستشفيات ولكني في الوقت نفسه أعرف تماما أن الدولة ممثلة في وزارة الصحة قائمة بهذه المهمة من خلال مستشفياتها التي ذكر معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة فيما نشرته «المدينة» بعدد يوم الأربعاء 15/2/1435ه: أن جميع المستشفيات مزودة بكل الأجهزة وبالذات وحدات جراحة القلب والأورام والأمراض المستعصية .. وذلك بالإضافة لما توفره الوزارة من خدمات للمرضى عموما بالتعاون مع مستشفيات القطاع الخاص أو إرسال المريض للعلاج في الخارج .. فما بال الدكتور فيصل شاهين يحاول إثارة موضوع يلقى من الدولة غاية اهتمامها من دون اللجوء لإنزال الفجيعة لأهل المتوفى دماغيا – هذا إن تأكدت وفاة الدماغ – ينزع الأجهزة الطبية. السطر الأخير: على من يريد أن يقترح أن يسأل نفسه: هل يمكنه تطبيق الاقتراح على من يعول؟!