عندما نعت الصحافة ومجالس الأدب والثقافة في الآونة الأخيرة الشاعر الكبير الدكتور أسامة عبدالرحمن الذي كنت أقرأ قصائده الفيحاء فألمس فيها ما يتمتع به من رقة ومشاعر فياضة ورؤى نبيلة، فوجئت بأستاذي الدكتور هاشم عبدالغفار الوكيل الأسبق لوزارة الصحة، يقدم لي مؤلفين لشاعرين لم أسمع بها من قبل ربما لعزوفها عن التواصل مع وسائل الإعلام، وقال لي سعادته إن المؤلف الأول هو الشيخ عبدالرحمن عثمان، وهو شاعر مدني توفي رحمه الله عام 1400ه وهو والد الدكتور أسامة عبدالرحمن رحمه الله الذي اختصر اسمه في وسائل النشر فلم يضف إليه اسم جده ليصبح أسامة عبدالرحمن عثمان، والمؤلف الثاني هو للأخ أنس عبدالرحمن عثمان وهو شقيق الدكتور أسامة، واللافت في هذه الأسرة الكريمة أن من ذكرت منهم كلهم شعراء مجيدون لغرض الشعر السامي الرفيع لغة ومعنى، فقد قام الشاعر الشيخ عبدالرحمن عثمان وهو مدني المولد والوفاة بتحميس قصيدة البردة للبوصيري وقدم لمؤلفه شاعر المدينةالمنورة الدكتور محمد العيد الخطراوي رحمه الله، وقد أثبت الشيخ عبدالرحمن أنه متمكن من فن النظم، وأقتطف من عمله البديع هذه التحميسة: هدى سقاه أناساً لرشاد كسوا وأضحك الأرض حيث القطر منحبس والرسل والأنبياء من نوره اقتبسوا وكلهم من رسول الله ملتمس غرافا من البحر أو رشفا من الديم على جميع البرايا لله فضله وفوق كل الورى الرحمن أنزله طوبى لمن في حماه حط أرجله فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم يا أكمل الخلق من جن ومن بشر وأفضل الناس من أنثى ومن ذكر ومن أتى رحمة للبدو والحضر ومن هو الآية الكبرى لمعتبر ومن هو النعمة العظمى لمغتنم أما ابنه الشاعر أنس شقيق الدكتور أسامة عبدالرحمن فقد عارض بردة البوصيري وتأدب مع أمير الشعراء أحمد شوقي الذي عارض البردة بقصيدته «نهج البردة» فسمى الشاعر أنس عبدالرحمن قصيدته باسم «نهج النهج» ومنها هذه الأبيات: يا سيد الرسل كن لي إن بدا جزعي عند الحساب ولم أملك سوى ندمي راعي الشفاعة إن عنها قد اعتذرت جهابذ الرسل .. ما تاقبت لأيهمُ وإذْ أنت كل نفسٍ بالذي كسبت وكان كسبي من الزلات ملتزمي