بمناسبة عزم معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه على السفر إلى الهند تحفه رعاية الله لبحث موضوع العمالة المنزلية نتمنى أن يعود من هناك وقد تحقق التوقيع على بروتوكول العمالة من سائقين وعاملات منزليات وإن كنت أخشى أن لا يتم هذا الاتفاق بسهولة لأن هناك بنودا ستتحفظ عليها اللجنة الهندية وفي المقابل هناك بنود سيعترض عليها معالي وزير العمل السعودي لكن يبدو على كل حال أن الحكومة السعودية والحكومة الهندية جادتان في رفع نسبة الاستقدام من الهند إلى أعلى درجة. والحقيقة إننا كشعب سعودي اعتمد منذ سنوات طويلة على العمالة المنزلية سائقا وعاملة إلا أننا لم نتعود إلا على العمالة الاندونيسية والفيلبينية وقد كانت الأقرب إلى إجادة العمل المنزلي بالنسبة للسائق والعاملة داخل بيت الأسرة. ثم إن هذه العمالة الاندونيسية والفيلبينية لاتحتاج أن تناقشها كثيرا فيما تريده ربة البيت من عمل في المنزل أو تكليف السائق بمشوار هو لم يذهب إليه إلا مرة واحدة وهذه الثانية!. إن قضية العمالة المنزلية بالنسبة لكل شرائح المجتمع شر لا بد منه شئنا أم أبينا، وصدقوني إن البيت الذي لا يوجد فيه سائق ولا خادمة ستضطرب أحواله يمينا وشمالا وإذا أراد رب المنزل أن يريح نفسه من وجع الدماغ ويحافظ على صحته أن لا يرد مطلبا حتى وإن كان ذلك لا يتوافق أحيانا مع ظروفه المادية ومع طلبات الزوجة. والحق إن الاستغناء عن الخادمة أو السائق أمر مستحيل عند معظم الأسر لدرجة أن القرى والهجر البدوية الصغيرة شمرت المرأة هناك عن ساعديها وأصرت على بعلها محدود الدخل بضرورة استقدام شغالة حتى لو اقتصدوا راتبها من مصروف المنزل. وفي النهاية أقول لكم: الحقيقة إنني «بدوي» لكن بعد أن تطاولت في البنيان أصبح من الضروري الاستعانة بسائق أو عاملة، ثم هل حركة الحياة تؤهل واحدا مثلي للإشراف على كل شيء في المنزل. لقد أصبحت بيوتنا ملجأ لجحافل من السائقين والعاملات.. ومن منكم يستطيع الاستغناء عن السائق والخادمة فليوريني نفسه لكي أطبع على جبينه عدة قبلات.