على طول تاريخنا الحديث كانت طاقات الشباب وفورتهم دائما تدخل في حسبان الذين يرسمون الأفق البعيد من أجل سياسة التحولات في جميع المرافق، ولعل خالد الفيصل قد اختزل تجربته مع الشباب منذ شرخ صباه في المسؤولية في هذه الفترة التي امتازت زمانا ومكانا وشرفت بأن تكون قبلة العالم الإسلامي، وقد أخذ أمير المنطقة في حسبانه ومن واقع رصيد التجربة العريضة خلال سنوات طويلة، استقرت في وجدانه قناعات تملك الوجاهة والقدرة على أن ينهض الشباب -وهو عماد المستقبل- بأدوار إيجابية تسهم إسهاما مباشرا في الانسجام والتجاوب مع الأهداف الكبيرة في تحقيق الإستراتيجية، التي أصبحت طابعا مميزا للعمل الجماعي ولحراك المسؤولية في إمارة منطقة مكة، وتتالت الفعاليات، وكان دور الدكتور عبدالعزيز الخضيري وبصماته واضحة المعالم، مما أعطى التجربة فيضا من القوة الإنتاجية واستطاع أن يخلق ميادين ومضامير يستحلب من خلالها طاقات الشباب وقدراتهم فيما ينسجم وسياسة التطور والارتقاء نحو الأهداف السامية التي تموج في وجدان خالد الفيصل، وقد أكد التاريخ تلاقيهما عند نقطة واضحة ومحددة، هي الإيمان بأن شباب المنطقة يمتلك ناصية الإبداع والعمل الإيجابي المثمر، والجدير بالذكر أن مساحة مظلة الرعاية لشباب هذه المنطقة لم تكن وقفا لما كنا نعهد على مكةوجدة، بل غطت سائر المحافظات، الأمر الذي يسجل لهما وللإمارة ولجهازها بكثير من التقدير والإعجاب، ولأول مرة يجد شباب القنفذة والليث وخليص ورابغ وكافة المحافظات التابعة للإمارة فرصتهم ويشاركون إخوانهم مشاركة الند للند، وكانت فرصة لطاقاتهم الإبداعية وقدراتهم الخلاقة من خلال إثارة التنافس الشريف بين مختلف المحافظات، الأمر الذي جاءت نتائجه مثمرة وتشير إلى مستقبل واعد يعد بأن يكون للشباب دور فاعل ومؤثر مما يوسع دائرة الإحساس بقيمة الوطن وأهميته، وفي ذات الوقت يؤكد ويعترف بأن الشباب هم الطاقة المنتجة إذا ما أجيد استثمارها فيما ينفع، والملتقى الرابع يأتي نسخة متجددة ومتطورة من خلال حصاد نتائج وإن كانت صغيرة إلا أنها فرشت مساحة كبيرة تغطي أرجاء هذه المنطقة الكبيرة، وقد أبدع صاحب الفكرة وهو يجد كثيرا من الراحة والطمأنينة وهو يرقب الكفاءات الشابة وهي تأخذ مكانتها المتقدمة في خدمة الوطن، كذلك وتجدر الإشارة إلى الطاقة الإيجابية التي يختزنها وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وبراعته في احتواء هذا المضمون وترجمته على أرض الواقع من خلال حضانة هؤلاء الشباب ووضع قدراتهم على محك التجربة، كل ذلك في إطار تربوي ومعنوي. من هنا جاءت النتائج لتعلن عن نجاح الأهداف وإعطاء مؤشرات المستقبل الواعد، ولعلي قبل أن أختم هذا المقال أضع في دائرة الضوء.. أهداف الملتقى: تنمية القدرات المهارية والثقافية والعلمية لدى الشباب والشابات، تشجيع الشباب والشابات من خلال المسابقات على إجادة العمل وإتقانه، خلق نوع من الانسجام والتعارف بين المحافظات المساعدة في التوازن الفكري بين المحافظات، مشاركة الشباب والشابات في برامج مشتركة من محافظات مختلفة، اكتشاف المواهب والقدرات في مختلف المجالات، إعداد الشباب والشابات للمسابقات الدولية، توعية الأجيال من خلال إطلاق حملة إعلامية توعوية واسعة. من هنا يتضح جليا البعد الإستراتيجي لأهداف من وضعوا هذا البرنامج، ولعل المؤشرات تكاد تجمع على أن النتائج المبهرة التي خلقت روحا إيجابية تقدمية في شبابنا وفسحت المجال أمامهم رحبا للتعبير عن مكنونات وجداناتهم الأمر الذي كان جليا في انعكاساته، مما ولد في هؤلاء القدرة التعبيرية الإبداعية والجرأة في الوقوف أمام الجمهور في شجاعة أدبية نادرة، من هنا فمن حق صاحب هذه الأفكار الخلاقة والدكتور الخضيري وفريق العمل أن ينالوا الشكر تقديرا وتثمينا لجهودهم المباركة والغد يحمل في طياته مؤشرات سوف تلد الكثير من المفاجآت الإيجابية، وإن غدا لناظره قريب.