فكرة راودت الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة فحرص على ترجمتها على أرض الواقع لرعاية الشباب والاهتمام بقدراتهم ومواهبهم واستثمار طاقاتهم في مختلف المجالات العلمية والثقافية والرياضية، وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم ومجتمعهم ووطنهم، وغرس الاعتزاز بالدين والانتماء للوطن في نفوسهم انطلاقا من اهتمام سموه بالشباب وتطوير قدراتهم ورعايتهم وتهيئة البيئة المناسبة لصقل واستثمار قدراتهم في مختلف النواحي العلمية والثقافية والرياضية وغيرها. وكذلك انطلاقا من نهج الإمارة والتي تسير وفق استراتيجية واضحة ومحددة هدفها التأكيد على أن الشباب جزء فاعل ومؤثر في مجتمعهم، والمستقبل لهم وبهم، لأن قدراتهم وإمكانياتهم المختلفة ستساهم في صناعة المستقبل، وتجسد دورهم ومشاركتهم في النقلة التنموية التي تشهدها المنطقة، والاستفادة من قدراتهم للوصول إلى العالم الأول. تلك الفكرة والأهداف التي حملها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وحرص على أن تكون واقعا ملموسا يستفيد منه كافة شباب المنطقة جاءت بعد عقد عدد من ورش العمل المتخصصة في الرعاية والاهتمام بقدرات الشباب ومواهبهم واستثمار طاقاتهم في مختلف المجالات شارك فيها كبار المسؤولين من مختلف الجهات ذات العلاقة، بهدف الوصول إلى كيان لبناء الأساس القوي لشباب المنطقة من خلال التوجيه والاستثمار الأمثل لطاقاتهم وإمكاناتهم ليكونوا قادة في المستقبل وأصحاب مسؤوليات عالية من خلال تمكين إدارات التربية والتعليم بتنظيم أنشطة ثقافية وسياحية ورياضية تؤدي إلى تكوين بيئة تنافسية مستقرة ومتطورة للمنطقة. وتم خلال تلك الورش المتتالية البحث في كل الطرق والأساليب والمنافسات التي تهدف إلى تنمية وتطوير الوعي لدى شباب محافظات المنطقة وزيادة التواصل بينهم والاستفادة المثلى من الموارد البشرية والإمكانات المادية الموجودة في المنطقة واكتشاف المواهب المبدعة والخلاقة فكريا ورياضيا لتكون النواة الأولى للأندية الرياضية والأدبية ومنحهم الفرصة لإبراز هذه المواهب في ظل العمل على تطوير منطقة مكةالمكرمة في كافة المجالات. وانتهت هذه الورش والاجتماعات إلى تنظيم فعاليات تنوعت ما بين الألعاب الرياضية، ومسابقات في الفنون الأدبية، إلى جانب إقامة العديد من الفعاليات السياحية وفي التراث الشعبي والآثار والرسوم المختلفة وعرض مشاركات الموهوبين من الأندية العلمية بالمحافظات، إضافة إلى فعاليات مختلفة تخص الأسرة بمختلف شرائحها، وأكدت الورش على أن تكون المرحلة الأولى من الملتقى تتعلق بالمنافسات الأولية في المحافظات على تلك الفعاليات. نجاح الملتقى الأول ونجح الملتقى الأول لشباب منطقة مكةالمكرمة وعزز تواصل النجاح من خلال افتتاح الخيمة السياحية الحرفية لأول مرة بالملتقى منذ انطلاقته العام الماضي بهدف ربط المشاركين به بأكثر من 30 حرفة وأعمال يدوية وهدايا وتحف قدمتها الأسر المنتجة وتشتهر بها المحافظة، وذلك في شرم أبحر بكورنيش جدة الشمالي على مساحة أكثر من 1200 متر مربع. وشملت الخيمة أكثر من 40 جناحا تعزز جميعها الحضارة والتراث وعبق الماضي، الذي مازالت عروس البحر الأحمر محتفظة به على مر العصور لتدخل تلك الخيمة الحرفية ضمن برامج وأنشطة ملتقى شباب منطقة مكة في عامه الثاني. وتواصل مسلسل نجاح ملتقى شباب مكةالمكرمة، وهو ما هدف إلى دراسة أسباب تلك النجاحات من أجل استمرارها وإضافة سبل أخرى لتعزيزها، لذا عمدت اللجان في الملتقى الثالث إلى تشكيل لجنة مخصصة لهذا الغرض بدأت فعليا عملها باقتراح إشراك شباب وشابات الجامعات في الملتقى، فضلا عن تطوير أعماله المتعلقة بالتعليم العام، مشيرة إلى أن دخول الجامعات في إدارة الملتقى ستخلق فرصة للأكاديميين والأساتذة لبحث ودراسة مشكلات الشباب واستقصاء متطلباتهم واتجاهاتهم ما سينعكس إيجابا على عمل الملتقى ومخرجاته. وساهم تحقيق ملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة لقفزات كبيرة في أهدافه، ليكون شريكا استراتيجيا تنشده القطاعات التجارية والحيوية والمهنية في المنطقة، وشرعت تلك الجهات في تحقيق تلك الشراكة من خلال عقد الاتفاقات المتتالية مع كل من وزارة العمل والمعهد التقني التابع لمجموعة ابن لادن والتي عقدت اتفاقات لتدريب وتأهيل وتوظيف الطلاب المشاركين في الملتقى من خلال تهيئتهم في المجالات التي يختارونها بحسب تخصصاتهم العلمية. وفي نفس الشان، أبرزت أكاديمية دلة للعمل التطوعي كل طاقاتها لتعريف الشباب المشاركين في الملتقى بالبرامج والأنشطة التي تقدمها للمجتمع ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية قبل أن يسجل الشريك الاستراتيجي الأكبر الخطوط السعودية أهم مبادرات التوظيف الصيفي لعدد من الطلاب المشاركين في الملتقى. فكر استراتيجي تلك الشراكات ما كان لتتحقق في هذه السنوات القليلة للملتقى لولا الفكر الاستراتيجي الذي مضى عليه في ظل متابعة واهتمام من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وإشراف من قبل وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري حيث أوليا المنتدى العناية والاهتمام ليرتقي سريعا درجات الرقي في سيره ويصبح مطمعا لجميع الطلاب والطالبات للمشاركة به وهو يتجاوز فكرته التقليدية القائمة على التنافس بين الشباب فقط، إلى إطلاق برامج تثقيفية وتدريبية تساعد في توعيتهم وإرشادهم فكريا وتطويرهم مهاريا، وتشجعهم أيضا على المساهمة بأدوار إيجابية في خدمة المجتمع ورسم خارطة طريق جديدة لاستثمار مواهبهم وطاقاتهم بطريقة حضارية ومؤسسية، وعمل على تقديمهم إلى ساحة المنافسة المحلية وصولا إلى العالمية عبر 34 مسابقة ثقافية وعلمية ورياضية بدءا بتلاوة القرآن الكريم والسنة النبوية، مرورا بالأدب والشعر والرسم والفنون، والابتكارات، والألعاب الرياضية، ومن خلال 150 فعالية مصاحبة تمثلت في زيارات ميدانية وورش عمل وتدريب ومحاضرات نجح أيضا في إيصال أهدافه ورسائله المتمثلة في الشعور بالمسؤولية واحترام النظام، خاضها أكثر من 550 ألف طالبة وطالبة من التعليم العام والجامعي، تأهل ونال المتميزون منهم المراكز الأولى.