تحت لهيب الشمس يعمل كتاب المعاريض وتعبئة الاستمارات لمراجعي ومراجعات الأحوال المدنية في جدة منذ عدة سنوات، فالعمل في هذا المجال يعد بمثابة أحد مشاريع العمل الصغيرة وبمثابة مصدر رزق لأسرهم لكن لسان حالهم لم يتوقف للمطالبة بمنحهم تراخيص من أمانة جدة لإقامة «أكشاك» تحميهم من لهيب الشمس. وفي هذا السياق يقول محمد الشهري أحد أقدم العاملين في كتابة المعاريض أمام مبنى الأحوال المدنية «أعمل منذ عشرين عاما وذلك بعد حصولي على التقاعد من الوظيفة ويتمثل عملي في تعبئة نموذج الاستمارة لمراجعي الأحوال وكتابة المعاريض للمراجعين. » ويضيف الشهري بقوله لكن العمل في الوضع الحالي مرهق في ظل العمل تحت المظلات الشمسية ويتطلع الشهري لأن تمنحهم أمانة جدة تراخيص لإقامة أكشاك أو أن يتبرع أحد المستثمرين من رجال الأعمال ببناء أكشاك حتى لو كانت بنظام «التأجير الشهري»، ويتابع الشهري: نتطلع لتحقيق إقامة الأكشاك إسوة بكتاب المعاريض أمام الجوازات والمرور ومكتب العمل. ولا يختلف حال العم علي الذي يعمل في كتابة المعاريض منذ خمسة عشر عاما عن معاناة الشهري في تعرض كتاب المعاريض إلى مطالبات من أمانة المحافظة لإيجاد تصريح للأكشاك لكن كل ما يأمله العم علي أن يستثمر أحد رجال الأعمال في بناء أكشاك تحميهم من أشعة الشمس ومن السيارات المارة لأنهم يجلسون على طاولات صغيرة على جنبات الطريق. أما عبد ربه فيعمل في كتابة المعاريض منذ سبع سنوات بعد انتقاله من أمام مبنى الجوازات حيث يقدم للمراجعين خدمة تعبئة نموذج الاستمارات وسداد المخالفات وحجز المواعيد، وحول المكسب المادي من المهنة يقول عبدربه الدخل الشهري أو اليومي يتراوح حسب كثافة المراجعين ويضيف إنه تقدم بطلب قرض من أجل إنشاء بناء كشك يحميه من أشعة الشمس إلا أن الطلب في قائمة الانتظار. أما الشاب ماجد الذي يعمل في كتابة المعاريض منذ عام فقد ترك عمله كحارس أمن لعدم تحقيقه دخلا ماديا جيدا إذ يقول أعمل منذ عام لكن كوظيفة مؤقتة على أن أجد فرصة وظيفية حيث إن الدخل اليومي متفاوت وهناك بعض المراجعين يجعلونني في موقف حرج عندما يعتقدون أن تعبئة الاستمارات وحجز المواعيد لهم «ببلاش» الأمر الذي يحبطني ويؤثر على المردود اليومي لعملي. وفي السياق نفسه بعد رصد «عكاظ» خلال جولتها الميدانية لكتاب المعاريض أمام مبنى الأحوال المدنية تابعنا الاتصال بالمركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة من أجل الاستفسار عن معوقات إيجاد تصريح أكشاك للعاملين إلا أنه لم يتم تلقي الرد إلى حين نشر المادة.