جددت المملكة وقوفها إلى جانب السوريين في موجة الشتاء القارس الذي يهاجم السوريين في كل مخيماتهم، وفي أول موقف للمملكة كشف رئيس الحملة الشعبية السعودية لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان وليد الجلال في تصريح ل«عكاظ» أنه، وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والمشرف العام على الحملة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، تقوم الحملة في لبنان بمواكبة ومساعدة النازحين السوريين على مواجهة فصل الشتاء، وتحديدا العاصفة القوية التي تضرب لبنان في هذه الأيام. وأضاف الجلال «قامت وقبل وصول العاصفة إلكسا إلى لبنان قبل يومين بحملة توزيع عاجلة في مدينة عرسال الحدودية الباردة، حيث وزعت على النازحين السوريين ثلاثة آلاف بطانية و1776 فرشة، كما سنقوم خلال اليومين المقبلين باستكمال توزيع البطانيات على المناطق الأكثر برودة، وذلك بانتظار فتح الطرقات المغلقة بسبب الثلوج، حيث سنقوم بتوزيع ما يقارب ال70 ألف بطانية سيتم توزيعها مع ملبوسات شتوية لجميع الفئات العمرية تتضمن معاطف شتوية وكنزات صوفية، إضافة إلى أننا سنقوم بتوزيع ما يقارب ال5 آلاف مدفأة». من جهتها، أكدت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين السوريين في لبنان دانا سليمان أن المفوضية قامت خلال العاصفة بمساعدة ما يقارب ال180 ألف نازح في مناطق البقاع والشمال بسبب ظروف العاصفة، ونحن نقوم بمساعدة الجيش اللبناني ووزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين ما يمكن تأمينه، لكن المشكلة الكبرى هي في ضعف المساعدات المقدمة وفي الحجم الهائل للنازحين في لبنان وهو حجم يفوق طاقة لبنان الاستيعابية. بالمقابل، تشهد مدينة عرسال مأساة إنسانية كبرى مع انقطاع كافة الطرقات الداخلية فيها بسبب الجليد والثلوج. رئيس جمعية آل زيدان الخيرية في عرسال الشيخ محمد الحجيري، وفي تصريح ل«عكاظ» قال: «المأساة الإنسانية في عرسال كبيرة جدا، هناك عائلات وأيتام من النازحين السوريين يسكنون في غرف ليس لها نوافذ ولا أدوات تدفئة في طقس تلامس فيه درجة الحرارة الأربع درجات تحت الصفر، النازحون السوريون بحاجة إلى مساعدات عاجلة؛ لأن الأيام المقبلة في فصل الشتاء ستكون أقسى وأقسى. هم بحاجة إلى الملابس الشتوية وإلى آلات التدفئة وإلى الغذاء الضروري في مثل هكذا طقس. كل ما يحصل في عرسال هو مبادرات فردية، فيما المأساة تحتاج إلى تحرك يفوق قدرة لبنان».