يوم سعودي بامتياز كان في بلدة عرسال البقاعية المحاذية للحدود مع سوريا. إذ توجه للبلدة وفدٌ سعودي إغاثي لنصرة الأشقاء في سوريا تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وبإشراف صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة. وتوزيع المساعدات في عرسال التي تأوي أكثر من ألف أسرة سورية نازحة، أتى ضمن المرحلة الثانية للحملة الوطنية السعودية لنصرة النازحين السوريين. وصلت قافلة المساعدات المؤلفة من شاحنتين يترأسها مدير الحملة في لبنان وليد علي الجلال يواكبها عناصر من قوى الأمن الداخلي قرابة العاشرة من صباح يوم أمس الأربعاء، إلى ساحة البلدة حيث تجمع المئات من العائلات النازحة. وكان في استقبال الوفد الرسمي السعودي رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري، الذي رحب بالوفد شاكرا «خادم الحرمين الشريفين وكل المملكة العربية السعودية الشقيقة على الالتفاتة الكريمة لمساعدة اشقائنا النازحين من سوريا». وتحدث الجلال عن الخطوة السعودية قائلاً: «نحن اليوم، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو الامير احمد بن عبد العزيز المشرف العام على الحملة سنقوم بتوزيع المساعدات السلل في مرحلتها الثانية في بلدة عرسال على الف عائلة». واشار إلى أن السلة تشمل سلة الطفل والسلة الصحية والسلة الغذائية التي وبعد دراسات يجب ان تكون كافية لمدة شهر واحد. وأضاف: في المرحلة الاولى قمنا بتوزيع المساعدات على اشقائنا السوريين النازحين في طرابلس واليوم في عرسال ولاحقا سوف يتم توزيع السلل في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء. ونحن كنا قد بدأنا في المناطق التي تحوي العدد الأكبر من العائلات النازحة بعد دراسات وبرامج وضعناها وفق أولويات وأعداد النازحين بحسب تواجدهم في المناطق. وردا على سؤال عن إمكانية إيصال المساعدات للعائلات النازحة في مدينة بعلبك والتي فاق عددها ال1300 عائلة أكد الجلال أن البرنامج الذي وضعته الحملة يشمل كافة المناطق اللبنانية دون استثناء. المواطن السوري أبو خالد الزهوري (من بلدة القصير) تحدث لل «جزيرة» شاكراً خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز على هذه المساعدة، وهو ما تقوم به المملكة حكومة وشعبا في مساعدة الشعوب العربية. لكنه أردف: إننا هنا وعلى الرغم من الحاجة إلى مساعدتنا كنازحين إلا أن المساعدة الفعلية يجب أن تكون لإخوتنا وأشقائنا في الداخل السوري لأننا هنا في عرسال بين أشقاءنا وأخوتنا وهم لم يتأخروا يوما في تقديم المساعدة وإيوائنا في منازلهم، مؤكدا أن المواطنون في الداخل السوري هم بأشد الحاجة إلى المساعدة. المواطنة خيرية الخضر وهي أم لأربعة أولاد تقول متأثرة: «ما في كلام نقولوا إلا الله يطول بعمرك يا ملك عبدالله». أما المواطن إبراهيم فقد أكد أنه لو كان باستطاعته تأمين هذه السلل إلى أهله في الداخل لما تأخر أبدا لكنه لا يستطيع في ظل إقفال معبر جوسيه الحدودي بشكل كامل. هذا وقد أشرف الجلال ورئيس البلدية على توزيع السلل على النازحين. يذكر أن السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري كان قد أعلن قبل أيام عن انطلاق الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين النازحين نحو لبنان، موضحاً أن الحملة ستبدأ بتوزيع ثلاثين ألف سلة غذائية على الأشقاء السوريين في الشمال والبقاع وكل مناطق وجودهم.