على بعد 220 كم جنوب شرقي المدينةالمنورة تقع مدينة «الربذة» كواحدة من أقدم المدن الإسلامية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. خرجت «الربذة» من باطن الأرض قبل ما يقارب ال35 عاما بعد اندثار دام قرونا طويلة وبدأت في الظهور على سطح الأرض إثر عمليات بحث وتنقيب ودراسات قام بها فريق من جامعة الملك سعود أبرزهم الدكتور سعد الراشد لإظهار معالمها التاريخية بصفتها مدينة إسلامية ذات أهمية عظمى وأسفرت تلك الدراسات وعمليات البحث والتنقيب عن اكتشاف هذه المدينة وبدأت معالم قصورها ومساجدها في الخروج من جديد من باطن الأرض. وقد ارتبط اسم الربذة بالصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) حيث أسس قواعدها وبناءها عام 30ه، وشيد فيها جامعا يعد ملتقى علماء المسلمين وطلبة العلم، فضلا عن موقعها المميز لحجاج البصرة والكوفة على طريق الحج حيث كانت تعد محطة استراحة للحجاج. أصبحت «الربذة» منطقة مهجورة لا يسكنها أحد حتى بعد جهد جامعة الملك سعود لإخراجها من باطن الأرض وإعادتها للحياة من جديد فلم يقصدها أحد للعيش في أرضها بعد موت معظم سكانها نتيجة حرب ضارية عندما دمر القرامطة الربذة بالكامل وقد أحيطت الآن بسياج حديدي لمنع دخولها. ورغم عراقة «الربذة» وتاريخها القديم الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، لاتزال مدينة مجهولة حيث يستغرب الزائر لها غياب أبسط الخدمات بداية من الطريق الرملي الوعر المحفوف بالمخاط والذي تنعدم فيه اللوحات الإرشادية التي يستدل بها السياح والزوار ومحبو الآثار.