تذخر محافظة الحناكية بالكثير من الآثار والمواقع التاريخية مما يجعلها محافظة سياحية في أي وقت ولاسيما وقت الربيع ومن تلك الآثار: أولاً: الربذة وهي من المراكز الهامة على طريق الحاج العراقي قديماً والمعروف بطريق زبيدة، ولا زالت بعض معالمه ماثلة للعيان، ويعرف هذا المكان بالبركة ، نظراً لوجود بركة أو على الأصح ليست بركة واحدة وإنما بركتان إحداهما كبيرة والأخرى أصغر منها، وقد قامت جامعة الملك سعود بجهود مشكورة حيث بدأت بالتنقيب وإبراز الآثار التي عمل الزمن على اندثارها، واكتشفت مساكن من الطين، ومساجد ومقبرة أي: أن الربذة عبارة عن مدينة صغيرة أو قرية مدفونة... هذه القرية عرفت قديماً اسم الربذة ، وتم إحياء هذا الاسم " الربذة" وذلك نظراً لأهمية هذا الموقع سواء فيما يتعلق بتاريخ الحضارة الإسلامية أو فيما يتعلق بموقع الربذة الهام، إضافة إلى جمال الطبيعة ولاسيما أثناء الربيع، كما أن الربذة – كما تذكر بعض المراجع – هي الموقع الذي توفي فيه الصحابي الجليل سيدنا أبو ذر رضي الله عنه . ثانياً: العهين : عبارة عن جبل لونه بني فاتح، يقع شمال شرق الحناكية في حدود ( 30كلم ) وقد اكتسب أهميته السياحية لوجود نقوش بعض الكلمات غير المنقوطة، كما نحتت فيه بعض الرسومات لحيوانات غريبة، وصور بشرية، وقد عمل له سور ويحتاج مزيداً من الدراسة . ثالثاً: الجبال والأبارق : اشتهرت محافظة الحناكية ( بطن نخل) بمواقع ذكرها الشعراء قديماً سواءً الجبال أو الأودية والسهوب (القريبة من الحناكية أو البعيدة عنها تمثل جزءاً من تاريخ نجد واشتهرت تلك المواقع في الشعر كثيراً .فقد اشتهرت الأماكن والجبال التي تشملها محافظة الحناكية حالياً في الشعر حيث ذكرها شعراء جاهليون أمثال امرؤ القيس وشعراء إسلاميون مثل حسان بن ثابت رضي الله عنه وجرير ، ومن تلك المواطن : أبرق العزاف ، والأبرق عبارة عن جبل من الرمل والصخور ويقع أبرق العزاف شرق مدينة الحناكية واقترب منه طريق المدينة والقصيم حالياً ، سمي أبرق العزاف – كما يقال – يسمع في بعض الليالي صوت عزف يشبه صوت الآلات الموسيقية والعرب تقول بأن بأبرق العزاف من الجن أكثر من ربيعة ومضر، ويسمى الأبرقية ويطلق عليه حالياً القوز. وقد ورد أن كعباً وبجيراً ابنا زهير بن أبي سُلمى كانا يرعيان الغنم في أبرق العزّاف وعندما سمعا بخبر النبي صلى الله عليه وسلم أرسل كعبٌ أخاه بجيراً ليعرف أمر محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فلما وصل بجير إلى المدينة أسلم، وكتب إلى أخيه بذلك، فكتب إليه كعبٌ شعراً يذمه لتركه دين أجداده، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاطلع بجيرٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشعر، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه، وبعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من غزوة الطائف، أرسل بجير إلى أخيه ويحذره وينذره، ويطلب منه القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحداً جاء تائباً فقدم كعبٌ المدينة متخفياً، ونزل على صاحب له، فأوصله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلن إسلامه، وأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدته " بانت سعاد " فأهداه رسول الله بردة كانت عليه .. وهذه البردة وصلت إلى خلفاء بني أمية ثم إلى خلفاء بني العباس، وقد بدأت قصيدة البردة: بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ متيمٌ إثرها لم يفْدَ مكبولُ وما سعاد غداة البينِ إذ رحلوا إلا أغنُّ غضيضُ الطرفِ مكحولُ تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول وقال : نبئت أن رسول الله أوعدني والعفوُ عند رسول الله مأمولُ مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ ال قُرآنِ فيها مواعيظٌ وتفصيلُ لاتأخذني بأقوالِ الوشاةِ ولمْ أذنِبْ ولو كثرتْ في الأقاويلُ رابعاً: نفق ( كهف ) ذاره : ذارة قرية تقع شمال غرب النخيل وتحيط بها حرة، يوجد بها نفق في الأرض له امتداد لم تحدد نهايته وتنسج حوله حكايات ولاسيما – كما يذكر بعض الأهالي – بأنه تصدر منه ما يشبه الأصوات ولعلها: صوت الريح عندما تدخل هذه المغارة.