على الرغم من الأهمية السياحية لمركز السودة التابع لمنطقة عسير، باعتباره القبلة السياحية الأولى لآلاف السياح من دول العالم المختلفة، الذين يفدون إليه طيلة فصول السنة، خصوصا خلال فترة الصيف من كل عام، ومع أن المركز متخم بكم من المواطنين والمقيمين الذين يتوزعون في عشرات القرى، إلا أن هذا المركز يفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات وفي مقدمتها مركز إسعاف وآخر للدفاع المدني. ويضطر الأهالي لقطع عشرات الكيلومترات من قراهم وصولا إلى أقرب مركز للطوارىء، الأمر الذي يمثل لهم معاناة، خاصة في الحالات الحرجة كالولادة وغيرها، معرضين أنفسهم وأسرهم للخطر بسبب اضطرارهم للقيادة بسرعة عالية في الطريق الذي لا يخلو من كثرة المنعطفات الكثيرة وشديدة الخطورة، التي أصبحت تحكي في كل زاوية من زواياها روايات الدماء التي سالت بسبب الحوادث المرورية. ويعيش الأهالي بين مطرقة تعريض أنفسهم للخطر وسندان انتظار وصول فرق الإنقاذ. ويروي أحد الأهالي ل«عكاظ» معاناته قائلا: «أقرب مركز إسعاف لنا في مدينة أبها، وبعض الحالات الحرجة الناجمة عن الحوادث وغيرها تجعلنا في حيرة من أمرنا، هل نباشر بأنفسنا إسعاف المصابين أم ننتظر وصول فرق الإسعاف». واستشهد عدد آخر من المواطنين بالكثير من الحوادث المأساوية التي وقعت على الطريق والتي تعكس مدى ضرورة وجود مركز للإسعاف في المركز، خصوصا أن كل دقيقة من الزمن ذات أهمية قصوى لدى من يصارعون الموت. ويؤكد الأهالي أنهم يقدرون الجهود التي يبذلها المسعفون في محاولة الوصول في أسرع وقت ممكن لمواقع الحوادث، لكن عدم تواجد مركز ثابت يصعب المهمة. ولم تقف معاناة الأهالي عند هذا الحد بل يشكون حتى من غياب مراكز الدفاع المدني رغم وجود مراكز للإطفاء في بعض المراكز المجاورة لهم. ويشير الأهالي إلى أن المركز يشهد حوادث مرورية مروعة طيلة العام ويروح ضحيتها الكثير من المصابين والمتوفين، ونضطر لانتظار وصول فرق الدفاع المدني إما من مدينة أبها أو مركز طبب، وهناك الكثير من القرى تقع على جنبات طريق أبها - السودة ، إضافة إلى محمية ريدة تزيد فعلا من الحاجة إلى وجود مركز ثابت للدفاع المدني. وأضافوا: «ما يدل على الحاجة لمركز دفاع مدني هو أن الدفاع المدني يقيم خلال موسم كل صيف مركزا مؤقتا سرعان ما يغلق أبوابه عقب انصراف السياح، فهل آلاف المقيمين لا يستحقون مركزا ثابتا لهم؟!». من جانبه أوضح الناطق الإعلامي للهلال الأحمر بعسير أحمد العسيري ل«عكاظ» أن إنشاء مركز للهلال الأحمر في السودة ضمن الخطط المستقبلية.