راوحت مطالب مواطني مركز السودة بِشأن إيصال الخدمات الهاتفية، مكانها سنوات عدة، وأسقط في يد الكثيرين آمال عريضة لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره, إذ لم تدم فرحة إيصال خدمة هاتف الإسقاط لفترة محدودة، والذي لا يفي بالغرض بأي شكل من الأشكال، حتى تم استبداله بخدمة أسوأ من سابقتها، وهي خدمة أثير، والتي لا تصلح نهائيا لمنطقة ذات أمطار متكررة، فأقل عيوبه الانقطاع الدائم وتداخل المكالمات حتى استغنى الأهالي عنه، رغم أن السودة هي أقرب النقاط إلى أبها حيث لا تبعد عنها أكثر من 15 كيلومترا. وفي هذا السياق، قال المواطن عبدالله محمد آل ماطر: من المؤسف أننا من أوائل من طالب بإيصال الخدمة الهاتفية منذ سنوات عجاف تجاوزت العشرين عاما، لنجد أننا على قائمة الانتظار غير المؤكد، ورفعنا مؤخرا برقية للمهندس سعود الدويش بالرقم 1007060628417 يوم الاثنين الموافق 7 محرم المنصرم بشأن تزويد مركز السودة بخدمة الهاتف الثابت، وللأسف لم ترد إفادة أو حتى اعتذار. وأضاف: سئمنا الانتظار والمطالب، ونحن ننتظر على أحر من الجمر دخول أي شركة منافسة لنتجه نحوها. وأضاف أن عدد طلبات الخدمة تجاوز أربعة آلاف طلب، ووصلت القائمة إلى مدير التخطيط بهاتف عسير، ولا نعلم أين اختفت وماذا حصل لها. وتساءل: هل من المعقول أن تكون هناك سياحة وشقق، ولا توجد هواتف أرضية بالمنازل تخدم الأهالي؟. وأشار إلى حاجة أبناء المركز في المرحلة الجامعية لخدمة الإنترنت والفاكس. فيما أوضح أحمد علي معمى، أن خدمة الإسقاط وصلتهم قبل سنوات قليلة، ثم تم استبدالها دونما إفادة بالأسباب بخدمة أشد سوءً من سابقتها، وهي خدمة "أثير"، حيث تتعطل بشكل يومي. وقال: نحن لا نريد خدمة الإسقاط ولا الأثير، ونريد مساواتنا بالمناطق الأخرى التي تم إيصال الهاتف الأرضي لها رغم أنها أقل سكانا ومساحة من السودة، مشيراً إلى أن السودة يقصدها السياح بأعداد كبيرة كل عام، متسائلا عن سبب عدم توفير الخدمة لها. ولفت إلى قيامهم بتسجيل قائمة بالصور لعرضها على وزير الاتصالات ليرى العدد السكاني والموقع السياحي والحاجة الماسة للخدمة. وأضاف: نحن نشاهد الاتصالات في فصل الصيف تزود السودة بأبراج الاتصال بجوار منازلنا مستشعرة أهمية الموقع للسياح، وعند انتهاء موسم الصيف تسحب هذه الخدمة، دون أي اهتمام بالسكان، مما أثار مشاعرهم بسبب هذا التهميش. وقال: لقد استبشرنا قبل عامين خيرا عندما بدأت الاتصالات حفرياتها على جنبات الطريق بالسودة، لنجدها تتجه إلى أماكن بعيدة لتقديم الخدمة، وتتركنا في موقف المشاهد، ولا نعلم سر هذا التحفظ. بدوره، أكد يحي أحمد شطوان، أنه من المثير للعجب أن تشق كابلات الهاتف الأرضي طريق السوده مرورا بمنازلنا وتتجاوزنا لتقديم الخدمة إلى أماكن تبعدعنا بكثير، رغم مطالبنا لاتصالات عسير بتوفير الخدمة، فيما نجد موال الدراسة ودراسة الجدوى سيناريو متكررا لوئد مطالبنا، مضيفاً أن السوده أكثر سكانا ومساحة من المناطق التي شملتها الخدمة. من جانبه أوضح رئيس مركز السوده عبدا لرحمن الهزاني، أنه كان خاطب الشركة منذ سنة، مطالباً بخدمة الهاتف الثابت، مبينا أنه خاطب خلال الأسبوع الماضي أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بهذا الشأن، مضيفا أنها ستتم متابعة الطلب، مشيراً إلى الحاجة الماسة للمدارس والمجمعات الحكومية والأهالي لهذه الخدمة، ونظراً لأن السودة تعتبر وجهة الكثير من السياح. "الوطن" حاولت مرارا الوصول إلى رد مسؤولي الاتصالات في منطقة عسير، إلا أن الجميع رفض التعليق على الموضوع. إلى ذلك، بينت إدارة الشؤون الإعلامية بالاتصالات السعودية بالمقر الرئيس في الرياض، حيال مطالب سكان مركز السودة في منطقة عسير، أن الشركة تسعى وبشكل دائم لخدمة جميع مناطق المملكة، مشيرة إلى أن الشركة يهمها في المقام الأول خدمة المواطنين والمقيمين أينما كانوا. أما فيما يتعلق بمطالب سكان مركز السودة، فإنها ستتم خدمتهم خلال العام الحالي 2011م وبأحدث التقنيات وأجودها.