حطم الجفاف الذي ضرب وادي تريم التاريخي في ضباء، آمال الكثير من المزارعين الأمر الذي جعلهم يشيرون إلى أن مطالباتهم بتشييد سد والتي مضى عليها أكثر من 35 عاما، تعد ضرورة، لكنها للأسف في عداد الموتى. وكان وادي تريم يعد من الأودية التي تلامس وجودها بواقع التراث منذ زمن بعيد حينما كان الوادي موقع تجمع لقوافل الحجاج القادمون من دول الشام، فيعد جريان الوادي شاهدا على تلك الحياة المفعمة بروح الأمل في بناء مسطحات خضراء بحكم أن واقع أرض الوادي خصبة تساعد على إثراء المحاصيل الزراعية بكل أنواعها، إلا أن شح المياه أصبح شبح يهدد البنية التحتية التي قاموا على بنائها أصحاب المزارع منذ سنوات. «عكاظ» قامت بزيارة لمزارع سكان الوادي والتقت مع العديد من المواطنين الذين تضررت مزارعهم من جراء شح المياه التي خيمت على جميع المزارع بصفة عامة، حيث أكد سلامة بن سالم العميري أحد سكان وادي تريم أن المعاناة منذ عقود، تتعلق بجفاف جميع الآبار التي تم حفرها في أغلب مزارع المواطنين وتحديدا مزرعتي التي أصبح شح المياه ينضب رويدا ريدا، ويجب أن تبادر الجهات المختصة بإصدار قرار ولو استثنائي لاعتماد مشروع بناء سد وادي تريم، مضيفا أن جميع الأهالي أصحاب المزارع يطالبون منذ 35 عاما ببناء سد للوادي يؤمن لهم الاحتفاظ بمياه الأمطار، بدلا من هجرة المزارع من قبل أصحابها كما هو الحال حاليا. وأشار موسى بن رفيع الذيباني إلى أن مزرعته كانت تنتج العديد من الحمضيات التي تباع في محافظة ضباء وقراها ولكن لشح مياه الآبار في وادي تريم رغم زيادة عمق الحفر للمياه إلى أمتار تصل ل 100 متر بحثا عن المياه الجوفية، فلم نجد أي بوادر لقطرات المياه بها مما حدني قبل عدة أعوام ببيعها بمبلغ لا يتجاوز ثلث ما أنفقته عليها من معدات يعوضني تعب تلك السنوات. وأوضح ورثة أحمد سليمان الذيباني أن والدهم لطالما كان يوصيهم بالمزارع، على أن تكون منتجة، لكن بعد وفاته لم نستطيع تحمل مصاريف المزرعة، حيث أصبح شح المياه شبحا يهدد جميع المزارع بالوادي مضيفين بأن وادي تريم يبعد عن مياه البحر بمسافة قريبة جدا مما يجعل مياه الأمطار التي تهطل على الوادي لا تجد طريقا تسير به إلا مسار البحر. ويروي عبدالله سليم العديساني مطالبات سابقة لوالده ببناء السد منذ سنوات، إلا أنه لم يلتفت إليها أحد، فيما تم تنفيذ سدود في أودية تعد أقل أهمية من وادي تريم وأن هذا الوادي من أقدم الأودية لما كانت تحط به رحال المعتمرين والحجاج القاصدين بيت الله الحرام في ذلك الوقت، حيث يعد الوادي معروف بإنتاجه للخضروات وثمار النخيل وأن هذه المزارع هي تعد مصدرا لرزقنا، وعن وعود وزارة المياه والكهرباء لبناء سد لإنعاش مزارع وادي تريم، أوضح العديساني أنه منذ 35 عاما وأصحاب المزارع في وادي تريم تتلقى الوعود شهرا بعد شهر لبناء السد ولم نجد شيئا على أرض الواقع، حيث أن موقع السد تمت دراسته ووضعت له الرسومات منذ عشرين عاما ويبلغ عرضه حوالي 80 مترا منوها بأن أمر تنفيذ السد في وزاره المياه يقبع في الوزارة منذ ثلاثة أشهر، وحتى الآن لم ينفذ تخطيطه، فيما تعد بطاقة مراجع تم تحريرها من وزارة المياه والكهرباء ذات رقم القيد 306706 التي أحيلت إلى إدارة الهيدرولوجيا والسدود بتبوك لم تحرك ساكنا وذلك بتاريخ الأول من شهر شعبان من عام 1434ه. «عكاظ» تواصلت مع مدير عام المياه بمنطقة تبوك سعادة المهندس صالح الشراري الذي أكد أنه لا توجد أي مشاكل جوهرية لبناء سد لوادي تريم، مشيرا إلى أن محافظة ضباء بها 6 سدود، وهناك أولويات لإنشاء السدود حسب رؤية مجلس المنطقة وذلك بقيادة سمو أمير المنطقة حيث يعد سموه حريصا عليها ومشرفا على أولويات إنشاء السدود، حيث وضع سموه لجان خاصة لمجلس المنطقة، وذلك كل سنه لدراسة تلك الأولويات، وحول التضرر الواقع على مزارع المواطنين من شح المياه أجاب (يرزقهم الله بالمطر إن شاء الله الذي يغيث به العباد والبلاد).