لسنوات طويلة تسببت الأمطار والسيول في إحداث آثار سلبية على محافظات وقرى منطقة الخرج. وعلى رغم الأضرار الكبيرة التي نتجت من هذه السيول، إلا أن الجهات الحكومية ذات العلاقة ظلت صامتة عن هذا الواقع المؤلم، الذي وصلت أضراره في بعض الأحيان إلى مبانٍ حكومية كلفت الكثير والكثير، إضافة إلى تعطيلها عجلة التنمية، وذلك بتحويل تلك الجهات إلى إدارات تتعامل مع الأمطار وكأنها حالات طارئة ووباء يجب مكافحته. إضافة إلى ما سلف، فالجميع يعلم ما تعانيه بعض الأراضي الزراعية من شح في المياه نتيجة لعدم الاستفادة من مياه الأمطار. ولذلك يمكن القول إن عدم تحرك وزارة الزراعة جعل السكان يتضررون من الأمطار، وفي المقابل لا يجنون من السيول أي فائدة لمزارعهم. وإذا علمنا أن السيول تنحدر إلى الخرج من أودية عدة، يأتي في مقدمتها العين وماوان ووثيلان ونساح، فإن الحل الأمثل هو إنشاء سدود في أعالي هذه الأودية، وبذلك نكون حبسنا هذه المياه لمصلحة المزارعين ومنعناها من الوصول إلى داخل المحافظات. لا أشك أن المسؤولين في وزارة الزراعة مدركون لأهمية السدود بعد دراسة الجدوى الاقتصادية والزراعية منها، خصوصاً بعد اعتماد إنشاء سدود عدة في الموازنة العامة للدولة. ثم يجب ألا يلتفت المسؤولون في محافظة الخرج ووزارة الزراعة لمطالبات بعض السكان بعدم إنشاء سدود، فالمصلحة العامة هي المقدمة على كل شيء، ولا شك أن واقع الحال يفرض الإسراع في بناء هذه السدود في أعالي أودية الخرج.