محبو ومتذوفو الفنون الجميلة على موعد، مساء الأحد المقبل، لتذوق الفن من خلال معرض الفنان التشكيلي محمد الشهدي، وذلك في صالة العالمية للفنون الجميلة، ويقدم الشهدي 40 لوحة تشكيلية هي آخر إنتاجه الفني وامتداد لأسلوبه السابق في الطرح اللوني والمزاوجة بين عالم الألوان وعالم الخطوط. يقول السيد الجزايرلي عن أعمال الشهدي «يتميز الفعل الإبداعي لدى الفنان محمد الشهدي بأنه نتاج تجربة تمشي على مسارين متداخلين أو متمازجين.. الأول هو مسار الكتابة بما تحتوي من تشكيل وتصوير باللغة، والثاني هو مسار التشكيل بما يحتوي من رسمٍ بالحروف والكلمات، فالفنان الشهدي عندما يكتب نصا شعريا أو سرديا ينحاز بشكل لا إرادي ربما إلى خاصية التصوير، أي (الصورة الشعرية) إذا كان النص قصيدة، و(المشهد السردي) إذا النص قصة أو رواية». ويقول الدكتور سعد العبد «لقد حقق حسا جماليا يجمع بين مجموعة من التوافقات التي تتحقق بين الشكل والمضمون كذلك بين التوظيف اللوني بجمالياته ودفئه، وكذا بين تناسبية الحروف المستخدمة من حيث تقوسها واتساعها واحتوائها لجملة العناصر الإيحائية والإيهامية المستخدم». إن أعمال الشهدي التشكيلية تعد بمثابة ترجمة إبداعية وقراءة جمالية لإمكانات مفردة تعلو مختلف مفردات الفكر التجريدي جمالية، لقد استلهمها الفنان وصاغها وفق مجموعة من المفاهيم والفلسفات وبأسلوب متفرد يتميز بنسق بنائي جمالي يقوم على التزاوج بين ليونة العضوية ونعومتها وبين صلابة الهندسية وعنفوانها.. كما جمع بين الخط الهندسي بجسارته والخط الدائري المتقوس برقته وحنينه. بينما أكد الكاتب والباحث الدكتور عبدالرحيم العطري «إن أعمال الفنان محمد الشهدي يمارس فيها غواية الحرف الأصيل، يعانق الجرح النازف صعودا، إلى متاهات الأنفاس وبداهات الأشياء، من الحرف إلى الحرف، يحبر البياض اشتهاء للمعنى، وانتقاما من عفن الوقت وسيول الرحيل. يمارس شغب اللون احتجاجا على موت الإنسان وضياع المعنى، يأخذنا نحو الغرائبي والغائر فينا عميقا، يهدينا لحظات من الصحو ضد ثقافة النسيان، يغادر إلى تشكيل فائق العذوبة، يتخطى سطحية اللحظة، إلى ما يشبه الألق الوجودي».