التمويل السكني للأفراد يتراجع الى 2.5 مليار ريال    توحيد السجل التجاري للمنشآت    منح 30 شركة رخصا لمحاجر مواد البناء    ليب 2025 وصناعة المستقبل الصحي !    قراءة موضوعيّة للميزانية الفعلية للعام 2024    الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بجازان تستضيف فريق صياغة الإستراتيجية بالجامعة لمناقشة أوجه التعاون المشترك    العالم يضبط إيقاعه على توقيت.. الدرعية    أهمية إنهاء القطيعة الأمريكية الروسية !    التعاون يتغلّب على الوكرة ويتأهل إلى ربع نهائي" أبطال آسيا 2″    «الانضباط» توقف سيماكان مدافع النصر مباراتين بسبب «السلوك المشين»    الاتفاق يواجه دهوك العراقي في نصف النهائي لدوري أبطال الخليج للأندية    ب 10 لاعبين... التعاون ينتفض ويهزم الوكرة ويتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا 2    نادي فنون جازان يحتفي بالمشاركين في معرضي "إرث" و" في حياة الممارسين الصحيين"    قلم أخضر    جمعية«اتزان» تعقد اجتماعاً تحضيرياً لفعاليات يوم التأسيس بجازان    الهيئة العالمية للتبادل المعرفي تكرم رواد التربية والتعليم    إطلاق النقل الترددي في المدينة    «التخصصي» ينقذ ساقاً من البتر بعد استئصال ورم خبيث    ترمب: أوكرانيا مسؤولة عن الغزو الروسي    الرياض تكرّم الفائزين بجائزة «القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً    اتصالات دبلوماسية لبنانية لتسريع انسحاب «إسرائيل»    «المركزي المصري» يحسم غداً أسعار الفائدة    استدامة العطاء بصندوق إحسان    محافظ الطائف يطَّلع على برامج وأنشطة يوم التأسيس بالمدارس    رئيس هيئة الأركان العامة يفتتح عددًا من المشاريع التطويرية للإدارة العامة للأسلحة والمدخرات    هل لا يزال السفر الجوي آمنا.. الأمريكيون يفقدون بعض الثقة    اكتمال وصول المنتخبات المشاركة في كأس الخليج للقدامي    السيسي يطالب المجتمع الدولي بتبني خطة إعادة إعمار غزة    أمير المدينة يلتقي أهالي محافظة وادي الفرع ومديري الإدارات الحكومية    فيلا الحجر تختتم أول برنامج للتبادل الجامعي في مجال الهندسة المعمارية بين المملكة وفرنسا    أمير القصيم يرعى الملتقى السنوي السادس للقيادات النسائية    16 مليار ريال مساهمة قطاع الإعلام في الناتج المحلي لعام 2024    على نفقة الملك.. تفطير أكثر من مليون صائم في 61 دولة    نيابة عن أمير منطقة الرياض.. نائب أمير المنطقة يرعى حفل الزواج الجماعي لجمعية "كفيف"    عبدالعزيز بن سعود يعقد جلسة مباحثات رسمية مع وزير الداخلية الأردني    محافظ سراة عبيدة يشهد احتفال التعليم بيوم التأسيس    أمانة الطائف تطلق مبادرة "دكاني أجمل" بسوق البلد    السعودية تجدد دعوتها لإصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر عدالةً في تمثيل الواقع الحالي    محافظ صامطة يدشن الحملة الوطنية المحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال    مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية في مكة المكرمة    "فلكية جدة": بعد منتصف الليل.. قمر شعبان في تربيعه الأخير    جامعة أم القرى تطلق برنامجًا تأهيليًا لتهيئة المتطوعين في شهر رمضان    هطول أمطار رعدية وجريان السيول على عدة مناطق    ما أسهل «الوصل».. وما أصعب «الهلال»    أمير جازان يستقبل الفريق الاستشاري بمعهد الادارة العامة    ( 3-1) السعودية محط أنظار العالم    نقل تحيات القيادة الرشيدة للمشاركين في المؤتمر العالمي لسلامة الطرق.. وزير الداخلية: السعودية حريصة على تحسين السلامة المرورية بتدابير متقدمة    في ختام الجولة 22 من "يلو" .. نيوم يخشى توهج النجمة.. والطائي يطمع في نقاط أحد    "فضيلة مفوض الإفتاء بمنطقة حائل": يلقي محاضرة بعنوان"أثر القرآن الكريم في تحقيق الأمن والإيمان"    بتوجيه من سمو ولي العهد.. استضافة محادثات بين روسيا وأمريكا.. مملكة الأمن والسلام العالمي    دخول آليات وبيوت المتنقلة عبر رفح.. جولة جديدة لتبادل الأسرى بين الاحتلال وحماس    سماعات الرأس تزيد الاضطرابات العصبية    جامعة نورة ومعهد أبحاث الصحة يوقعان مذكرة تفاهم    سعود بن خالد الفيصل كفاءة القيادة وقامة الاخلاق    أمير الرياض يتسلم تقرير جامعة المجمعة.. ويُعزي السليم    طبية الملك سعود تختتم «المؤتمر الدولي السابع للأورام»    محافظ محايل يتفقد مشروع مستشفى الحياة الوطني بالمحافظة    ما أشد أنواع الألم البشري قسوة ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كادر جديد ومميزات وتأهيل وتدريب للمعلمين
نشر في عكاظ يوم 05 - 12 - 2013

•• أجاب وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على العديد من الأسئلة «الجريئة» التي طرحها عدد من الحضور والحاضرات في «اثنينية عبدالمقصود خوجة» منذ ثلاثة أيام وفي مقدمتها السؤال الذي لم يقله أحد ولكنه كان واردا في بعض الأذهان.
فقد تم اختياره لهذه الوزارة في (20 صفر 1430ه) والسؤال هو عن علاقة سموه بطبيعة هذه الوزارة ووظائفها ومهامها الشائكة فقال:
•• صحيح إنه ليست لدي تجربة مباشرة في مجال التعليم وعندما بدأت أتقلد مسؤولياتي في إطار هذا المجال استدعيت خبراتي وتجاربي ومعارفي السابقة سواء في مراحل دراستي وتعليمي الأولى أو بعد سفري إلى بريطانيا في سن الخامسة عشرة لتعلم اللغة الإنجليزية أو حينما مكثت في أمريكا عدة سنوات لتلقي دراساتي الجامعية وما بعدها وبالذات في «ستانفورد» وفي أمريكا تحديدا تلقيت معظم معارفي الأولى والمتنوعة من إدارة إلى هندسة صناعية إلى التعرف على آفاق المعارف الأخرى .. وكذلك بعد عودتي إلى المملكة وانخراطي في العمل بمركز التنمية الصناعية التابع آنذاك لوزارة التجارة والصناعة ثم في التعامل مع قضايا التنمية والتخطيط وبناء الاستراتيجيات وكذلك في مدرستي العظيمة الحرس الوطني في ظل رعاية وتوجيهات سيدي الملك عبدالله منذ عام ( 1412ه ) حينما عملت وكيلا للحرس الوطني بالمنطقة الغربية .. وكذلك في عملي بعد ذلك في الاستخبارات العامة إلى جانب معلمي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وإلى أن شرفت بالعمل في هذه الوزارة الكبيرة والمهمة والواسعة والمتشعبة.
•• الأمير الوزير أكد في هذا اللقاء مرارا على القول «إن كل يوم يمر في حياتي كان يضعني أمام حقيقة واحدة هي أن حضارة الدول والشعوب تقوم على الإنسان . وأن تربية العقول هي الأصعب لكنها تمثل بالنسبة لي الاستثمار الأغلى والأثمن .. فقد تتلمذت على يد رجال عظماء في مختلف مراحل حياتي الدراسية في الداخل والخارج وكذلك في مختلف المواقع العملية في المملكة .. وتحديدا على يد الملك خالد (يرحمه الله) .. وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (يحفظه الله).. فقد أولياني رعاية أدين لها بالكثير وتعلمت من توجيهاتهما الكثير والكثير ومن تعلم في مدارس بهذا التنوع وزخم المعارف في التجارب والخبرات لا بد وأن يكون مدركا لما تعنيه مسؤوليات بناء الأجيال وتنمية الوطن عبر مؤسسته التعليمية والتربوية الأولى.
* تطوير التعليم قادم *
•• عَرْض الأمير بمثل هذه الصورة أقنع الحضور كثيرا بأن لديه ما يقدمه لهذه الوزارة بعد (4) سنوات بدت في نظر البعض محل سؤال: ماذا قدمت؟!
•• الوزير أجاب: لست من الذين لا يحبون مواجهة الحقيقة .. ولذلك أستطيع القول إن وزارتكم كانت بحاجة إلى إعادة تنظيم .. إلى إعادة هيكلة .. إلى عمل جبار وضخم ينقلها من مفهوم التعليم إلى مفهوم التعلم.. يخلصها من أنماط التعليم التلقيني.. والانتقال بالبلاد وبالمجتمع إلى مرحلة جديدة نصنع فيها الإنسان الذي يفكر.. والذي يتدبر.. بشخصية مستقلة .. أي أن الوزارة كانت وماتزال للحقيقة بحاجة إلى عمل جبار لكي تكون حاضنة للأجيال .. وصانعة للمستقبل.. لذلك أقول إن الإخوة الذين يعملون معي «يجاهدون» لتغيير كل شيء .. لتطوير المناهنج .. لتحديث الأنظمة الإدارية .. والتخلص من المركزية الشديدة .. للاهتمام بعصب العملية التعليمية «المعلم» ..إلى جانب الهموم الأخرى من مبان مدرسية .. إلى تغذية .. إلى تدريب وتأهيل.. إلى ميكنة للعملية التعليمية..
•• ولأن الحضور كانوا بحاجة إلى تحديد أكثر لما أنجز .. ولمازال في مرحلة التحضير والإعداد.. فإن الأمير فصل ذلك قائلا:
* خارطة المستقبل كتبت في الطائف *
•• أدركت منذ البداية أن الوزارة تضم ثلثي أبناء الوطن .. وأنها مسؤولة عن مستقبل بلد .. وإن إدارتها بالصورة التي كانت قائمة فيها بحاجة إلى تغيير جذري.. وبالتالي فإن أول عمل أنجزته بعد اجتماع لي بأركان الوزارة في الطائف هو كتابة أول خطاب شامل للملك نشخص فيه مشكلات التعليم .. ونرسخ خارطة طريق نحو المستقبل.
فماذا قال الأمير في رسالته للملك؟
•• قلت لطويل العمر: إن تطوير التعليم في المملكة بات مسألة حتمية لكي نستطيع أن نعبر ببلادنا إلى بر الأمان .. ونشارك هذا العالم في مسيرته نحو تطور حقيقي .. فالمناهج تحتاج إلى تغيير شامل وجذري .. وهيكلة مؤسسة التعليم بالكامل مطلب لا يقل أهمية أيضا والارتقاء بمستوى المعلم يعطينا في النهاية مخرجات أفضل وعقولا أكثر قدرة على التفاعل مع الإنسانية.
الأمير يضيف .. ولم يمض وقت طويل حتى صدرت موافقته يرعاه الله على ما طلبناه.. ودعونا إليه.. واعتمدت لنا المخصصات التي ساعدتنا على الانطلاق .. فقد أعدنا هيكلة الوزارة ووزعنا الاختصاصات وألغينا المركزية الشديدة وأعطينا مديري التعليم بل ومديري المدارس صلاحيات غير مسبوقة .. لأنهم الأقدر على تسيير أمور منطقتهم أو مدرستهم في إطار سياسات عامة تبحث عن المنتج الأفضل في النهاية .. عن العقل الأنضج والأقدر على إنتاج المعرفة الصحيحة..
•• وقبل أن يكمل الوزير كان هناك من يتساءل:
•• وأين وصلنا الآن في تحقيق هذا الهدف .. وكأنه يريد القول إننا لم نلمس شيئا بارزا في هذا الاتجاه؟
•• أكمل الوزير: أنتم تعلمون أن العملية التعليمية والتربوية عملية تراكمية طويلة وغير ظاهرة بالسرعة التي يتحدث عنها البعض أو يريدها.. وصناعة العقول لا تتم في يوم وليلة .. والانتقال بالثقافة .. والتوسع في الإلمام بالمعارف يحتاج إلى قرون .. لكننا مع ذلك سائرون في هذا الاتجاه.. وبالذات في مراجعة مناهج التعليم ومقرراته ومفرداته الدراسية .. والربط بين الوحدات .. وإعادة تنظيم العلوم وتبويبها وتجنب الإغراق في بعضها والضعف في البعض الآخر .. نحن نبني عقولا .. وليس أجسادا.. وبناء العقول يحتاج إلى صبر .. وإلى تعاون .. وإلى ثقة الجميع بنا.
* إعادة بناء المعلم *
•• وماذا عن المدرس: سئل الوزير؟!
•• المعلم هو الهم الأكبر .. لأن ما أراه وأسمعه ونحاول في الوزارة التوقف أمامه طويلا.. هو ضرورة إعادة بناء المعلم .. وتكوينه معرفيا .. وتربويا .. وتأمين حقوقه بصورة أفضل .. فعلى مستوى التأهيل أوجدنا هيئة للتقويم.. لوضع معايير علمية دقيقة لاختيار المعلم .. ولتأهيله .. وتكوين معارفه .. وخبراته .. ومهاراته من جديد .. لأن إعداده بالصورة الأمثل سيكون له تأثير كبير على العملية التعليمية وفي النهاية على عقول الطلاب والطالبات.
•• وماذا عن المدارس .. عن المباني .. عن التجهيزات المدرسية المتطورة النائية عن مدارسنا؟
•• يجيب الأمير: الحقيقة إن وزارة التربية والتعليم .. ليست وزارة مبانٍ ومنشآت .. وإنما هي وزارة بناء عقول.. ومن هذا المنطلق اتجهت منذ سنتين إلى إقامة شركات متخصصة للقيام بعدة مهام تقوم بها الوزارة وتبعدها عن مسؤولياتها المباشرة ومنها شركة متخصصة في إقامة المباني المدرسية وفقا للمعايير التربوية والقواعد الهندسية المعروفة عالميا..
•• لكن هذه المشاريع متعثرة .. وكثير منها متوقف .. والفصول تعج بأعداد هائلة من الطلاب .. وبعض المدارس تعمل فترتين .. والجميع يشكون من تراجع العملية التعليمية بسبب أوضاع المدارس تلك؟
•• هذا صحيح في جانب .. وغير دقيق في جانب آخر .. صحيح أن العديد من شركات المقاولات لم تفِ بالتزاماتها وسحبنا عقودها .. وصحيح في أن بعضها أخل بالمواصفات أو تأخر عن مواعيد التسليم .. وتلك مسألة تحت الدراسة .. وعندما تتولى كل هذه الأمور شركات متخصصة نقوم بدعمها ويتفرغ القطاع المختص لمسؤوليته الكاملة بالانصراف إلى العملية التربوية بدلا من الانشغال بهذه الأمور التي تستنزف الوقت والجهد والمال على حساب مهمتنا الأساسية.. فإن العملية التعليمية تستفيد أكثر .. وهذا ما نعمل عليه الآن.
•• وماذا عن التجهيزات القاصرة في المدارس؟
•• الدولة جادة في إقامة الحكومة الالكترونية .. واعتماد التقنية العالية في العملية التعليمية هدف بارز من أهدافنا وهو جزء من خطتنا الشاملة (أرجوكم أعطونا وقت) قالها الأمير بروح المودة والرجاء والمسؤولية التي أحس بها الحضور وشاركوه في همومه.
* رياض الأطفال أولوية *
•• أضاف الأمير الوزير يقول: نحن الآن مهتمون كل الاهتمام برياض الأطفال، بالعملية التربوية منذ الطفولة ونركز على سن ما بين سنتين وعشر سنين .. التي تمثل مرحلة التأسيس لبنية تعليمية وتربوية صحيحة.. نحن نعد البناء من تحت .. من الأساس الأول وما نريده في الوزارة هو تعاون المنزل معنا .. ومساعدتنا على أن نبدأ صح .. وأن نتسلم طفلا يرعاه منزل منظم ومتعاون ومهيأ لاستقبال رسائلنا .. وإكمال جرعاتنا .. والتفاعل مع التوجهات الحميدة التي نعمل على غرسها في أطفالهم..
•• لكن المشروع كما يبدو شبه متعثر في نظر البعض؟
•• أحس الأمير بهذا فقال: «ليس متعثرا .. لكنه يتم بخطوات محسوبة .. نحن نريد البداية تكون صحيحة .. وهي عملية متداخلة يشارك فيها أكثر من طرف وأكثر من عامل. ونحن بصدد استكمال بعض الإجراءات للانطلاق بقوة في هذا الاتجاه لأن الاستثمار الصحيح في الإنسان .. يبدأ باللبنة الأولى .. وهي لبنة هامة نريد أن تكون قوية وسليمة وقادرة على الصمود والاستمرار والنمو.
* تأهيل المعلم وحقوقه هدفنا *
•• الوزير سئل بعد ذلك عن المعلم .. وعن حقوقه .. وعن مزاياه .. لمواكبة كل هذه التوجهات؟
•• أجاب: هناك سلم توظيف جديد في مراحله الأخيرة يصنف المعلمين على درجات ويعطيهم حقوقا ومزايا غير مسبوقة في ضوء عمليات التقييم والتأهيل والتدريب لكي يكون في مستوى المهمة الخطيرة التي كلف بها .. وهذا يعني أن عملية التأهيل والتدريب ستشمل القائمين على عملية التدريس الآن .. في الوقت الذي ستمكن معايير الاختيار الجديدة .. وكادر التوظيف وسلالم الترقية ودرجات النمو في هذا السلك الهام الذي لا يجب أن يدخله إلا مؤهل وقادر على تربية أجيال .. ستمكن الوزارة من معالجة مصدر الضعف الأول في البنية التعليمية الحالية.
•• هذا الكلام الهام .. كما بدا للحضور .. يأتي في إطار إعادة تقييم شامل للعملية التعليمية التي يلمس فيها الجميع ضعفا في المخرجات .. والسلم الوظيفي الجديد وبرامج التدريب وإن أعطتنا نتائج عظيمة إلا أنها لن تظهر قبل سنوات طويلة .. لكن الوزير كما بدا لنا مهموما بكل هذه الأمور وغارقا هو ووزارته في صناعة مستقبل حقيقي يبدأ بمعالجة نقطة الضعف الرئيسية هذه .. ورفع مستوى الاهتمام بالمعلم وهو محور الرحى.. ومصدر التغيير المرتقب والحقيقي ..
•• مسألة أخرى شغلت بعض الحضور .. وطرحت على الوزير الأمير بشفافية .. هي .. عدم الوقوف على أوضاع المدارس .. وذلك بالقيام بزيارات ميدانية مكثفة .. ومعرفة أوضاع العملية التعليمية عن قرب .. بدلا من إدارة العملية عن بعد .. ومن خلال المكاتب والتقارير؟
* الوزير .. لن يحل محل مدير التعليم *
•• أجاب الوزير على الملاحظة بمرارة وهو يقول: أتفق مع السائل حول أهمية الوقوف المباشر والإشراف التام والإكثار من مراقبة العملية التعليمية بصورة لصيقة. ومن أجل ذلك أعطيت الصلاحيات لمديري التعليم .. ولمديري المدارس إذا لم يقوموا بهذه المهمة فمن الذي سيقوم بها .. وزير التربية والتعليم ونوابه ووكلاؤه ..؟! هذا غير صحيح .. وغير صحي .. وغير ممكن .. إذا قصر مديرو التعليم ومديرو المدارس في أداء هذه المهمة فإنهم المسؤولون أمام الله (أولا) .. ثم أمام واجباتهم (ثانيا) .. وضمائرهم (ثالثا).. وأمامكم أيضا (الوزير في هذا الجانب بدا وكأنه يحمل مديري التعليم بالمناطق .. مسؤولية عدم رقابة العملية التعليمية مباشرة ومعالجة أوجه القصور أو رصد نقاط الضعف فيها عن كثب. فقد بدت له على ما يبدو ملاحظات على بعضها .. سواء في متابعة مشاريع المنطقة التعليمية أو في إدارة العملية التعليمية المنهجية أو في تحقيق المستوى المطلوب من الانضباط الشامل .. وقد لاحظ الحضور وكأنه يحملهم أيضا مسؤولية القصور في متابعة أعمال الشركات المكلفة بإنجاز مشاريع المباني المدرسية التي تأخر إنجازها وفقا للمواصفات المطلوبة وفي المواعيد (المقررة).
•• وماذا عن الخدمات المدرسية .. ومنها خدمات التغذية التي شهدت الكثير من المشكلات في فترة سابقة؟!
•• في هذا الشأن نبه الوزير إلى أن الوزارة في إطار خطتها الجديدة للتركيز على العملية التعليمية وبناء الإنسان أوكلت هذه المهمة أيضا إلى شركات متخصصة وهي بهذا التوجه الذي تتابعه الوزارة باهتمام وتدرس إيجابياته .. تكون قد أشركت القطاع الخاص بصورة واسعة في الاضطلاع بجزء من الأعباء والمهام ومكنته من الاستفادة المحكومة بمنظومة متكاملة من الشراكات البناءة مع الوزارة .. وتأمل الوزارة في تحقيق الأهداف المرجوة من وراء ذلك أيضا..
•• ومرة أخرى .. عاد الوزير إلى الاعتراف بأن مشكلات الوزارة كثيرة .. ومتشعبة .. ومتداخلة مع كل فئات المجتمع .. ومستوياته الفكرية والعلمية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والاجتماعية .. لأن لكل منهم دوره ومسؤوليته في تصحيح أوضاع البيئة التعليمية وتمكينها من الانطلاق بعيدا عن المعوقات.
•• الوزير واجه أيضا انطباعا آخر لدى الحضور عن عدم إحداث تغييرات جذرية في المناهج.. فإذا كان مفهوما لماذا تأخرنا في تحقيق مراجعة شاملة للمناهج الأدبية والدينية والثقافية .. فلأي أسباب تأخر التغيير بالنسبة للمناهج العلمية والمتخصصة التي لا يبدو أن هناك اختلافا حولها؟
* عقبات أمام تغيير المناهج *
•• الوزير بكل شفافية قال: حدث تغيير كبير في المناهج ولكنه ليس كل التغيير الذي نريده ونعمل على تحقيقه لإحداث النقلة النوعية الكاملة .. وليس عيبا أن نعترف أن هناك عقبات كبيرة نحاول أن نذليلها ونحاول أيضا أن نعالجها بهدوء وبموضوعية ووفقا للأهداف الكلية المرعية لتطوير العملية التعليمية.. ومن الصعب أن نقفز بسرعة .. أو أن نتخطى تلك العقبات بالسهولة التي نتصورها .. لكننا ماضون في الطريق المرسوم لنا لتصحيح أوضاع المناهج .. سواء في جانبها العلمي أو الثقافي .. ونحن نستعين في ذلك بكل الخبرات .. وبالدراسات العلمية تحقيقا للرؤية المستقبلية المنشودة على المدى البعيد .. ونحاول الاستفادة من كل المعطيات ومن الدعم الكبير الذي نلقاه من الدولة ومن الملك شخصيا.
•• ولكن .. ماذا عن المستقبل على وجه التحديد..؟!
•• سئل الوزير فأجاب: نحن بصدد استكمال استراتيجية التعليم الجديدة التي تغطي احتياجات البلاد لخمس وعشرين سنة قادمة .. وهي استراتيجية تجمع بين الواقعية والطموح وتضع يدنا على المفاصل الأساسية لتطوير التعليم التطوير الحقيقي .. ونحن نعمل على إنجازها ليل نهار جنبا إلى جنب تسيير العملية التعليمية اليومية .. بكل مشكلاتها وإفرازاتها وعقباتها ومنغصاتها.
•• أضاف الوزير يقول: لكن الجهد متواصل رغم كل هذا العناء ورغم قسوة الإعلام على الوزارة في بعض الأحيان .. ورغم تساؤلات المجتمع المتواصلة والمفتوحة .. ونحن نعترف أن لدينا قصورا في إيصال كل ما يدور في الوزارة إليكم لسببين هما:
(أولا) إن إعادة بناء العملية التعليمية عملية معقدة ومركبة .. وطويلة ومستمرة .. وليست خبرا أو حدثا أو معلومة نسارع في الإعلان عنها ولذلك فإننا نعمل ونعمل ولا نريد التحدث إلا بعد أن ننجز ما نعتقد أن يجب الإعلان عنه في الاتجاه الذي ينشده الناس ويتوقعونه من وزارة تمس حياتهم .. وتشاركهم في منازلهم.. في عيشهم .. في مستقبل أولادهم ... أما السبب (الثاني) فإن لدينا في الحقيقة قصورا ملموسا في الناحية الإعلامية وفي العلاقات العامة بداخل الوزارة .. وهناك إدارة جديدة تحت الإنشاء لهذا الغرض سيتم ظهورها إلى حيز الوجود بالمستوى الذي تنشدونه وبالصورة التي تتطلعون إليها وبالمعلومة التي تستحق أن تنشر .. (فقط نريد وقتا وصبرا)..
•• أما بالنسبة للإعلام (يقول الأمير الوزير) فإننا ندرك تمام الإدراك أنه شريك مهم لنا في جميع خطواتنا فهو ينقل لنا الصورة التي يراها ونحن نتفاعل معه بالقدر الذي نراه محققا للأهداف المشتركة لكننا نتوخى منهم الحقيقة .. وإعطاء الرأي الموضوعي المتوازن وقبل هذا وذاك توخي المعلومة الصحيحة.
•• عاد الوزير ليؤكد للجميع .. «أن مشكلتنا الحقيقية في هذه البلاد في الماضي وحتى اليوم هي نقص ورقة المعلومة .. هي توفر المعلومة الصحيحة وغير المشوشة .. أو الناقصة وغير الدقيقة .. وهذا يذكرني بحالنا قبل (20) عاما عندما عدت إلى المملكة وبدأت العمل في مركز الأبحاث والتنمية الصناعية .. وكنت أذهب لأقف على أوضاع المصانع بهدف جمع معلومات منها لأغراض الدراسات التي كنا نقوم بها .. كنت أحصل على معلومات غير التي يحصل عليها زميل آخر عن نفس المواقع التي زارها كل منا» ..
هذه المشكلة (يقول الوزير) مازالت موجودة وهي سبب تأخر الكثير من الدراسات وعلينا أن نعالجها ونصل فيها إلى حلول عملية.
* كفاءات وطنية تصنع المعلومة في الاستخبارات *
•• يضيف أيضا.. «وأنا بعملي في الاستخبارات العامة تعلمت كيف تتوفر المعلومة وكيف تكون دقيقة ومهمة في اتخاذ القرار وبالذات بعد أن انفتح الجهاز على كل العقول والخبرات من الجامعات والقطاع الخاص وكافة الفئات المدنية والعسكرية .. وبدأ الجميع يعملون بتكاتف كبير في سبيل صناعة المعلومة التي تخدم أهداف الدولة وتساعد البلاد على المزيد من النهوض.. وبذلك تغير المفهوم تجاه العمل في هذا الجهاز عندما أصبح الجميع شركاء فيه.
•• وعاد الحضور إلى طرح سؤال هام: عن رؤية سموه للمستقبل .. مستقبل المملكة في ضوء الاعتماد الكبير على مورد النفط فقط.
* الإنسان .. وليس النفط هو المستقبل *
•• أجاب الوزير على السؤال بسرعة فقال: ندرك هذا جيدا وندرك معه في هذه البلاد .. ويؤكد علينا بشأنه الملك عبدالله رعاه الله .. بأن نهتم بالإنسان.. لأنه الاستثمار الحقيقي .. ولأنه المستقبل .. ولأن الشباب هم الثروة الحقيقية التي يجب أن نراهن عليها .. وما برنامج الابتعاث الموسع إلا دليل على أننا ندرك تحديات المستقبل وندرك أن مستقبل هذه البلاد يتوقف على عملية إعادة بناء وحسن الاستثمار في الأجيال الجديدة..
•• وقد ذكَّرنا الأمير الوزير بحوار جرى بين الملك عبدالله عند زيارته للصين عندما كان وليا للعهد والتقى خلالها بالرئيس الصيني في بداية التغيير الشامل للوضع الاقتصادي والسياسي للصين .. يومها قال الرئيس الصيني للملك عبدالله: «نحن ندرك أهمية المملكة العربية السعودية في صنع تقدم دول العالم وشعوبه بفضل البترول الذي يوجد فيها باعتبارها أكبر مخزن لاحتياطي هذه الثروة .. عندها (يقول الأمير فيصل) تدخل الملك عبدالله وقال للرئيس الصيني: فخامة الرئيس البترول ليس هو ثروتنا الحقيقية .. فهو لا يشكل عندنا تلك الأهمية التي تتحدثون عنها ..
•• هنا تعجب الرئيس الصيني ووقف .. قائلا:
فما هي ثروتكم إذن؟
•• ابتسم الملك وهو يقول: نحن بلد قداسة ولدينا مكة المكرمة والمدينة المنورة وبهما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وحولهما تلتف ملايين شعوب الأرض المسلمة .. نحو دولة قيم إيمانية وعراقة وتاريخ يفوق في أهميته وقيمته ثروة البترول .. ثم إننا بلد يمتلك ثروة أساسية أخرى هي ثروة الإنسان .. ولدينا خطط وبرامج تسعى إلى تنمية هذه الثروة .. وتؤهلها لتحقيق عوائد أكبر للوطن تفوق عوائد النفط .. وهنا .. نظر الرئيس الصيني للملك ووقف وهو يشد على يديه مودعا ويقول له: إذن فالمستقبل لكم .. بهذه الروح وبهذه العقلية (يقول الوزير) تسير هذه البلاد ولله الحمد .. وبالتخطيط الجيد للمستقبل .. ونواته هذه الشراكة الوثيقة بين وزارة التربية والتعليم وبين مؤسسة الملك عبدالله ورجاله لرعاية الموهوبين «موهبة» فنحن نعمل معا من أجل بناء عقول خلاقة ومبتكرة تماما كما حدث منذ يومين عندما افتتحت نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين معرض «ابتكار» ..
•• نحن إذن (يقول الوزير) نعمل على أكثر من صعيد .. ونتحرك في أكثر من اتجاه.
•• وفي هذا الصدد ذكرنا الوزير بما تقوم به الدولة منذ بدأت التفكير العميق في المستقبل بإنشاء «مجموعة الأغر» التي تكونت في البداية من (6) أشخاص ثم أصبحت كيانا فاعلا وقويا لوضع الخطوط العريضة لرؤى الدولة نحو المستقبل في الجوانب العلمية والاقتصادية والثقافية والاهتمام بالإنسان، واليوم وقد أصبحت لدينا وزارة للاقتصاد والتخطيط فإنها وبالتعاون مع المجلس الاقتصادي الأعلى تقوم بوضع استراتيجية شاملة لبلد ينمو بسرعة .. ويتحرك في كل اتجاه ولا أستبعد أن تخرج هذه الاستراتيجية في وقت ليس ببعيد .. ونحن في وزارة التربية والتعليم في مقدمة المستفيدين إن شاء الله من تطلعاتها وخططها وبرامجها لأننا الجهة الأولى التي تضع الأساس في البنية الأولى .. وهي صناعة العقول .. ومن هنا ندرك أهمية تطلعات الجميع إلى أن تكون وزارة التربية على أعلى مستويات الأداء.. وهي تسعى إلى ذلك ولكن بتعاون الجميع .. وتضافر جهودهم.
* قال لي الملك خالد *
•• الأمير الوزير ذكرنا أيضا في هذا الصدد بلقائه الأول بالملك خالد بن عبدالعزيز في الطائف بعد عودته من أمريكا من رحلة علاجية عندما سأله : أين أنت الآن يا فيصل وإلى أين تتجه؟!، قلت له (يرحمه الله) أنا بين أيديكم حيثما توجهونني فإنه يشرفني خدمة بلادي، وكان الملك (يقول الأمير فيصل) يعرف أنني كنت مهتما بالنواحي العلمية وبالتخطيط الاستراتيجي من خلال دراساتي المعمقة في «ستانفورد» .. عندها قال لي: «عطنا رأيك في مشروع مجموعة التفكير» وهي مجموعة تكونت لبلورة رؤية مستقبلية عميقة لبلد ينشد المزيد من النماء والتطور وشعرت في نفس اللحظة بعظم التكليف وفي نفس الوقت .. بأهمية الغوص في هذا التوجه القوى لبلدي نحو المستقبل .. حيث وجدت نفسي في صورة ما يجري .. وما يمكن أن تصبح عليه صورة بلادي .. وقد أتاح لي ذلك الاتصال بأكثر من شخص وأكثر من جهة وأكثر من مصدر لتدارس وبلورة خطط التنمية الخمسية التي بدأتها المملكة .. وتعاملت مباشرة مع الأخ هشام ناظر ومع الأخوين فايز بدر وفاروق أخضر يرحمهما الله .. وغصنا في دراسة وتحليل الواقع ووضع رؤى مستقبلية مهمة في مرحلة مبكرة.
•• وفي تلك الفترة (يقول الوزير ) ولدت فكرة (هيئة الجبيل وينبع) وكانت تحديا حقيقيا وكبيرا شكك الكثيرون في نجاحه في بداية ظهور الفكرة الهادفة إلى صنع بدائل أخرى للدخل الوطني .. واستثمار الثروات البترولية بصورة أفضل والبدء في مشاريع الصناعة البتروكيماوية .. وها نحن اليوم نرى كم هي أصبحت استثمارا هاما وعظيما ومفصليا بالنسبة لنا.
•• هذا المشروع (يقول الأمير الوزير) يجعلنا نفكر الآن في تكراره من خلال مؤسسة التعليم .. وذلك بالاستثمار في العقول .. وبالتوسع في الكشف عن المواهب والقدرات الخلاقة وبالوصول إلى المستقبل المنشود من خلالها وسترون ذلك إن شاء الله تعالى في سنوات قادمة وملموسة.
•• أضاف الوزير (بطمأنينة) يقول: إن طموحنا كبير في هذا الاتجاه .. فنحن نعمل على أن يأتي إلينا شباب العالم من كل مكان .. ومن كل الدول لتلقي المعرفة من بلادنا بدلا من أن نذهب إليهم .. وفي هذا الصدد ذكرنا بحديث بينه وبين مسؤول كوري قال له إن شباب بلاده تدربوا على الأعمال الحرفية بالمملكة بالآلاف .. وعادوا ليخدموا بلادهم .. وتساءل الوزير: كيف يستفيد الآخرون منا .. ولا نستفيد نحن من أبنائنا؟.
•• يعود بنا (الأمير الوزير) إلى الوراء ويقول: «لقد قال لي الملك خالد وهو يكلفني بمهمة العمل مع مجموعة التفكير: «يا ولدي .. نحن نحتاج إلى الاعتماد على أنفسنا .. لأن الآخرين لم يعطونا المعرفة التي نريدها .. إنهم أخذوا عقولنا ولم يصدروا لنا إلا الحديد والأسمنت .. وهذا ليس هو المهم عندنا» .. يعلق الأمير قائلا: «لقد صدق يرحمه الله .. ونبهنا إلى أن علينا أن نكون مصدر المعرفة الأولى ومصدرها إلى الغير .. وهذا ما عمل عليه الملك عبد الله يحفظه الله .. وما جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في (ثول) إلا دليل على ذلك .. إنها القوة العلمية الجاذبة للعقول من كل مكان .. وغدا ستكون محجة الجميع ومصدر الخير لهذا البلد وأهله.
* التعليم رسالة وليس وظيفة *
•• لذلك يقول (الأمير / الوزير) إن مسؤوليتنا كبيرة لأن (58%) من موظفي الدولة مرتبطون بهذه الوزارة.. وعلينا أن نعرف كيف نوظف قدراتهم لخدمة رؤانا المستقبلية العريضة .. ولاسيما في ظل قناعتنا الراسخة بأن التعليم رسالة وليس وظيفة .. وهذه الرسالة لن يضطلع بها الوزير وحده أو العاملون معه في الوزارة وإنما سيقوم بها هذا العدد الكبير من العاملين الذين يجب أن نوفر لهم كل ما يساعد على أدائها على الوجه الأكمل.
•• الوزير سئل أيضا: عن مشكلة الوزارة مع الأراضي وكذلك عن المدى الزمني الذي سنتخلص فيه من المباني المستأجرة.. فأجاب:
•• الحقيقة إن لدينا مشكلات في بعض الأراضي ولاسيما في المدن الرئيسية الكبيرة .. ونحن وإن كنا نتطلع إلى إغلاق ملف المدارس المستأجرة خلال (5) سنوات إلا أننا نتمنى أن نوفق بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لأجل توفير المساحات الكافية على مستوى المملكة لكي نتخلص من مشكلة المباني التي لا تتلاءم مع أهدافنا ولا توفر الحد الملائم من المواصفات .. وبالتالي تعيق العملية التعليمية الصحيحة.. وتمنى سموه على القطاع الخاص أن يتعاون مع الوزارة وينجز تعاقداته معها فيما يتصل بالمنشآت .. وكذلك بالتجهيزات الكلية على مستوى المملكة.
* الثغر والصحراء كل اهتمامنا *
•• شيء آخر سئل عنه الأمير الوزير (فيصل بن عبد الله) هو .. توثيق مسيرة التعليم في المملكة.. ومضاعفة الاهتمام بالمدارس والمعاهد التي وضعت لبنات التعليم في المملكة مثل مدارس الفلاح بجدة .. وتحضير البعثات بمكة .. والمعهد العلمي بالطائف ومدرسة الصحراء بالمدينة وغيرها؟..
•• الوزير هنا كشف عن توجه موجود في الوزارة لمضاعفة الاهتمام بهذه المدارس .. وقال: إن أحدا في هذه البلاد لا يمكن أن ينسى الدور العظيم الذي قام به رواد التعليم في هذه البلاد والذين ساهموا في إنشاء هذه المدارس .. التي مازال بعضها يؤدي رسالته حتى الآن.. وبالتالي فإن الوزارة تعكف الآن على مشروع متكامل يخص هذه المؤسسات العلمية ذات التاريخ العظيم .. وسوف تحظى بالدعم والتوثيق وإقامة العديد من المعارض وإلقاء الأضواء عليها .. ومؤازرتها أيضا.
•• وكشف الوزير عن ملامح الاستراتيجية المستقبلية للتعليم فقال:
•• إن أي استراتيجية لا تأخذ في الاعتبار بمعطيات العصر .. ومتطلبات النمو السريع الذي تشهده البلدان هي استراتيجية عاجزة .. ونحن لسنا في عزلة عن هذا العالم .. وعلينا أن نبلور خطة تأخذ في الاعتبار بمجمل الظروف التي تمر بها منطقتنا والعالم سواء من الناحية الاقتصادية وأسواق العمل .. أو الأمنية ومقتضيات الاستقرار .. أو الثقافية ودواعي الانفتاح على هذا العالم .. ويكفينا في هذا الصدد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أطلق دعوته إلى الحوار بين أرباب الثقافات والأديان .. لأن عقيدتنا السمحة تحث على ذلك وتدعو إلى التحاور والتقارب مع الآخر وليس من المعقول أن تكون بلادنا معزولة عن كل ذلك.
•• من هنا يقول الأمير الوزير: ننظر إلى العملية التربوية على أنها صناعة فكر وقيادة أمة نحو المستقبل وهي عملية غير هينة .. ودقيقة للغاية .. وتحتاج إلى تأنٍ وروية وإعمال للفكر وتوسع في الدراسة الجادة والعميقة ولا يعني هذا أننا سنحتاج إلى وقت طويل أبدا، لكنه يعني أننا نعكف على عمل كبير .. يتصل بأمة وليس ببلد واحد .. نحن بلد في أمة .. أليس كذلك ؟..
•• تساءل الوزير وترك الحضور يسبحون معه في رؤية حالمة .. ولكنها مطلوبة .. لاسيما وأن في هذه البلاد (كما يقول) من القدرات والكفاءات والعقول من يستطيع أن يساهم مع الوزارة من خارجها في بلد له استراتيجية بهذا الحجم وهو ما فعلته الوزارة .. وتقيم من أجله مئات الورش العلمية بهدف تلاقح العقول .. واستخلاص النتائج التي نمطح إليها.
•• أضاف الوزير يقول: إن ما يحدث الآن هو أن المملكة تمر بمرحلة إعادة صياغة رؤيتها من الداخل في ضوء تجارب ورؤى دول العالم التي سبقتنا بعد أن كانت رؤيتنا للداخل تأتينا من الخارج فقط..
وهذه المعادلة أو المزاوجة بين رؤية علمية وفرتها تجارب الآخرين وبين رؤية داخلية تستلهم خطوطها العريضة من الداخل وتعتمد على عقول أبنائها ..هي التي نسعى إلى الوصول إليها والفراغ منها خلال السنتين القادمتين على أكثر تقدير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.