لا تعترف بلدية المخواة بزيادة عدد سكان قرية الرونة الجنوبية في المحافظة، الأمر الذي اتضح من عدم مواكبة الخدمات لواقع النمو السكاني، في وقت يرى الأهالي أن نقص الخدمات بات واضحا منذ أكثر من عقدين. يقول محمد بن عبدالله التهامي أحد أعيان القرية أن البلدية سفلتت شارعا رئيسيا فيها قبل أكثر من عشرين عاما، ولم تستكمل البلدية سفلتة الشارع نفسه، بالرغم من أن طوله لا يتجاوز 2 كلم. ويضيف: كان الجزء المسفلت في ذلك الوقت كافيا ويخدم معظم منازل القرية حيث كان عدد السكان والمنازل قليلا، مؤكدا أن قريته خلال العشرين عاما الماضية زاد عدد سكانها ولقربها من المخواة والطريق العام أصبحت وجهة لسكان المخواة، فتمددت القرية واتسعت رقعتها العمرانية كما أن البعض من السكان أنشأ استراحات كون الجهة الغربية تطل على الوادي وتنتشر المزارع التي يهرع إليها المواطنون كلما أرادوا قضاء بعض الوقت بعيدا عن الضجيج، إلا أن البلدية يبدو أنها لم تر هذا التطور، أو لا تعترف بالنمو السكاني في المنطقة. ويؤكد التهامي أن أهالي القرية وساكنيها طالبوا البلدية باستكمال سفلتة الطرقات عبر عدد من الطلبات في عهد أكثر من رئيس للبلدية إلا أن تلك الطلبات تحال إلى القسم المعني إلى أنها لا تأتي بجديد على حد قوله. وتعتبر القرية بحسب عبدالله محمد العمري أقرب قرية للمخواة من الناحية الشمالية ومع هذا تفتقر من وجهة نظره للخدمات البلدية، وقال: الشارع الرئيسي في القرية لا يتجاوز طوله 2 كلم حيث لا تبعد القرية عن طريق الملك فهد الذي يربط الباحة بالمخواة كثيرا، ومع هذا فإن الطبقة الأسفلتية بفعل الزمن وهطول الأمطار أصبحت مهترئة وتشكل مصايد للسيارات كونها مليئة بالحفر التي تلحق الضرر بالمركبات. ويرى كل من أحمد سعيد وعلي العمري أن عدم وجود أرصفة ومسارات لمياه الأمطار عجلت باهتراء الطبقة الأسفلتية ويؤكد حاجة الطريق الماسة لإعادة السفلتة وإيجاد مساريب ومسارات تمنع وصول المياه للأسفلت وعمل حماية له من أجل إطالة العمر الافتراضي له. ويشير حسن العمري إلى أن السير في طرقات القرية ليلا خصوصا لمن يريد الانتقال من أطراف القرية إلى المسجد أو العكس أو عندما يذهب بعض مربي الماشية نحو المزارع ليلا فإن عليهم السير وسط شوارع وطرقات مظلمة، ويطالب البلدية بإنارة كامل القرية مؤكدا أن الإنارة لا تشمل حاليا جميع أجزاء القرية، مبينا أهمية وجود أرصفة على جانبي الشوارع مما يمنح المكان شكلا جماليا مناسبا وهو أمر تفتقر إليه القرية. أما أحمد العمري ومحمد العمري وأحمد بن عبدالله فيؤكدون أن الغبار المتطاير من الشوارع غير المسفلتة يشكل معاناة للأهالي، ويزيد معاناة مرضى الربو والحساسية، حيث إن مرور السيارات من تلك الشوارع التي لم تسفلت يثير الغبار ويجعل أجواء القرية مشبعة بالغبار الخانق. ويؤكد إبراهيم محمد العمري أن الجزء المسفلت من الشارع الرئيسي لا يخدم أكثر من عشرة منازل فيما السواد الأعظم من المنازل يقع على شوارع غير مسفلتة، مضيفا: يضطر أصحاب تلك المنازل للسير في طرقات ترابية وغير معبدة. من جهته أوضح رئيس بلدية المخواة علي آل محياء أن المنازل غير المخدومة بالسفلتة تم بناؤها لاحقا، مضيفا أن هناك قرى أخرى تحتاج أن تضعها البلدية ضمن أولوياتها كونها لم تخدم نهائيا بعكس قرية الرونة الجنوبية، وقال «هذا لا يعني أننا لن نستكمل سفلتة الشوارع الداخلية للقرية»، مؤكدا أن جميع القرى ستخدم حسب الأولوية والحاجة الماسة والإمكانيات المتاحة.