يسير أعضاء الإدارة الاتحادية في نفق مظلم بتنحي محمد الفايز عن كرسي الرئاسة، وتشبثهم بالبقاء ومجابهة التيار المطالب برحيلهم فورا، إذ أصبح نائب الرئيس عادل جمجوم في مواجهة حادة ومباشرة مع الأطراف المطالبة بالتغيير بدءا من الشرفيين وانتهاء بالجماهير ولكنه هذه المرة بصفته القائم بأعمال الرئاسة ودونما حواجز. وكشفت الساعات الأخيرة قبل الاستقالة عن المتحكم الأول بزمام الأمور في النادي قبل انسحاب الفايز من المشهد، حيث شهد منزل والد الرئيس حامد الفايز سيناريو مثيرا حاول فيه الجمجوم ومن معه ثني الرئيس عن الاستقالة. وفي التفاصيل علمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة أن الزيارة التي قام بها كل من نائب الرئيس عادل جمجوم وسمير باجنيد وإيهاب أبو شوشه وبندر عبدالعال وبعض العاملين في النادي، فشلت في إقناع الأخير بعد موجة من الضغوط الأسرية التي أجبرته على الرحيل وحالت دون نجاح مساعي الجمجوم ومن معه. حيث كان والد المهندس محمد الفايز ونجله قد رفضا طلب الأعضاء معتبرين ما حدث منهم كفيل بوضع حد لكل شيء، وشهد الاجتماع نقاشا طويلا وحادا بين الطرفين المؤيد والمعارض وكان الجمجوم قد حاول بشتى الوسائل إقناع أسرة الرئيس بالاستمرار لكنه فشل، خاصة مع إصرار والده على الاستقالة والخروج فورا من المشهد الاتحادي بل وشن نقدا لاذعا، ووجه لوما شديدا للجمجوم، لما وصفه بخذلان ابنه وعدم قدرة بقية أعضاء مجلس الإدارة على الوفاء لابنه بالوعود التي قطعوها على أنفسهم عند استلامه إدارة النادي. وصب نجل الفايز جام غضبه على الجمجوم ومن معه، وقال لهم خلال الاجتماع: ما حدث كان مزعجا ولا يمكن قبوله فمن يرضي مشاهدة والده وهو يتعرض لموقف صعب كالذي حدث في مباراة النصر الماضية دون أن يكون له سبب مباشر فيما وصل إليه حال الاتحاد. واحتدم النقاش وحاول الجمجوم حينها الحديث عن أن مسؤولية رئاسة الأندية تحتاج إلى صبر، لكن ابن الفايز ضاعف من نقده وقال له بأنه وبقية أعضاء مجلس الإدارة يديرون النادي ويضعون والده في الواجهة ليتحمل أخطاءهم والمسؤولية بدلا منهم. وقال حامد الفايز مخاطبا نائب الرئيس: «أنت يا عادل تصرح للإعلام وتشاكس الأندية والإعلاميين ثم تحتمي خلف والدي بعد أن تؤجج أحاديثك وتصرفاتك الغضب ضده. وأضاف مواصلا نقده: لا يهمك يا عادل بقاء الوالد في الرئاسة بقدر ما يهمك حماية نفسك وتحسين صورتك بدليل أنك لم تفِ بوعودك للوالد ولم تلتزم بها، وكان أبسطها وعدك بحضور المباريات والوقوف إلى جانب الفريق وخصوصا في مباراة النصر، لكنك خذلته ولم تحضر أو أي من أعضاء مجلس الإدارة ووضعتم الوالد في وجه المدفع. وأمام ذلك حاول الجمجوم تهدئه حامد، وقال: نتفهم موقف الفايز وتضحيته للاتحاد ونأمل أن يستمر أسبوعين فقط، وعندما سأل الابن حامد عن الحكمة من ذلك رفض الجمجوم الإفصاح واكتفى بقوله: إنها مفاجأة، ما دفع بالفايز لاتخاذ القرار بالرحيل وتقديم الاستقالة. وقال أحد أشقاء محمد الفايز: عادل جمجوم وبقية أعضاء المجلس لم يكونوا صادقين أو واضحين مع الرئيس، وطلبوا منه البعد عن مواجهة اللاعبين لاسيما أنهم يطالبون بمستحقاتهم وطالبوه برهن منزله من أجل حصولهم على حقوقهم، وكان الهدف إبعاد الفايز عن ما يحدث فيه لينفرد الجمجوم بالقرارات والتي للأسف أضرت بالاتحاد، وعندما تأتي الإشكالية يهربون. وذكر المصدر ل «عكاظ» بعد انتهاء الاجتماع بالفشل قام حامد بن محمد الفايز بالاتفاق مع والده وأسرته على ثلاثة أمور وهي مهاتفة الأمير نواف بن فيصل وإبلاغه بالاستقالة التي تضمنت المسببات وفيها أن الفايز اجتهد وحاول أن يوجد عملا مؤسسيا احترافيا من خلال تولي كل عضو مهام معينة ولكن تم خذلانه ولم يلتزموا بها ولم يدعموه، وختمت برغبته في عدم الظهور في أي وسيلة إعلامية واعتزاله الوسط الرياضي.