لم يعد يعرف أهالي الرياض حقيقة سوق الطيور الذي يقع بالقرب من سوق الأنعام بالعزيزية جنوبالرياض، إذ تحول بين عشية وضحاها إلى سوق لبيع الحيوانات على مختلف أنواعها الأليف وغير الأليف، بما فيها الكلاب، لتنتشر الروائح الكريهة في كل مكان. ويبدو أن الباعة والمشترين هم الذين ينظمون السوق خاصة يومي الخميس والجمعة، حيث يشهد كثافة الزوار والمشترين، إذ يشهد السوق غيابا واضحا للجهات المعنية خاصة في عملية التنظيم. لا يلحظ الزائر كثرة محلات البيع في الموقع، والتي تعد محدودة جدا، فيما هناك بعض الصيدليات البيطرية، فيما يضع الباعة الطيور بمختلف أنواعها كالببغاء والحمام والدجاج والحيوانات كالقطط بأنواعها المختلفة والأرانب على قارعة الطريق، على الرغم من أنه طريق رئيسي يصل بين طريق الحائر والدائري الجنوبي. في السوق تتواجد الكلاب بكثرة يأتي بها أصحابها لبيعها بعد سنوات من تدريبها وتختلف أسعارها حيث تراوح بين 4-6 آلاف ريال، والتي حسب محمد الدوسري يعلو نباحها بشكل مزعج يصل إلى مكان بعيد، مشيرا إلى أنه اعتاد زيارة السوق من آن لآخر للتعرف على الجديد فيه، خاصة أسعار الكلاب المرتفعة. وأوضح أبو خالد أنه حضر لبيع كلب حراسة تصل قيمته إلى 6 آلاف ريال، «لن أبيعه بأقل من هذا السعر، لأنه مدرب ومجهز للحراسة ولأشياء أخرى»، مبينا أنه دربه على كافة المخاطر. ويرى محمد الشهري أنه من المؤسف أن يكون حال السوق على مثل هذه الحالة، إذ لا يخضع -على ما يبدو- لأي نوع من الرقابة، حتى أن الحيوانات والطيور ربما تكون مسروقة، ما يعرض المشترين للنصب والاحتيال. ويرى تركي السعدي أن السوق يشهد الكثير من العشوائية ويصدر التلوث، إذ ينتشر الذباب والحشرات بسبب عدم نظافة الحيوانات التي يتخم بها السوق، فيما الإزعاج يملأ الموقع. ويبدو واضحا أن أسعار السوق لا تخضع لأي نوع من الرقابة، لا من قريب ولا من بعيد، فالأسعار تخضع للعرض والقبول، وفيما يرى البعض أن أحد الحيوانات لا يستحق مائة ريال، يباع بأكثر من 10 آلاف ريال، وسط حيرة الجميع. ويشير عبدالمجيد النهاري إلى أن أسعار السوق مختلفة فهناك حيوانات متشابهة في الشكل ومن صنف واحد لكن أسعارها تختلف تماما، مبينا أن المشترين في الغالب ليست لديهم سابق خبرة عن الحيوانات ولا أعمارها، الأمر الذي يعرضهم للغش والاحتيال بسهولة. من جانبه أوضح الدكتور عبدالعزيز العمري عضو المجلس البلدي في الرياض، أن السوق يدار من قبل الأمانة وبشكل جيد ويخضع للتفتيش، والدليل أن ادارة صحة البيئة في الأمانة هي أول من اكتشف انفلونزا الطيور في السوق قبل عدة أعوام، واتخذت حينها الإجراءات اللازمة، وحدث تحرك قوي وقتها من قبل الأمانة تجاه السوق.