حظي الأسبوع الجاري بمؤتمرات مست جوانب هامة في الشريعة الإسلامية، كالمؤتمر العالمي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، والمؤتمر الدولي للفتوى في جامعة القصيم. ويدلل تنوع المؤتمرات التي تعالج جوانب عدة في العقيدة على تنوع اهتمام المملكة بالقضايا التي تخدم الدين والشريعة، الأمر الذي يسهم قدما في ترسيخ الصورة العملية والواقعية للحياة التي نعيشها. ولقد أسهمت نتائج تلك المؤتمرات في الخروج بتوصيات فاعلة أعطت نتائج إيجابية على أرض الواقع، رغم أن الوقت لم يسعف المسؤولين للتطبيق الفعلي للتوصيات، إلا أن القرارات المدروسة وهمة المسؤولين العالية تعطي نتائج أولوية بتطبيق التوصيات بصورة تجعل من مؤتمراتنا أنموذجا ناجحا. إن توصيف تلك المؤتمرات بالعالمية لم يجئ لأن المشاركين من مختلف دول العالم، وإنما لأن النتائج ستكون فاعلة وشاملة ويمكن تطبيقها في مختلف دول العالم والقارات، فقد جاء على سبيل المثال في توصيات مؤتمر الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة حماية جناب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهذا يدلل على شمولية هذه المؤتمرات وعدم اقتصارها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا بدوره يكسب هذه المؤتمرات الصبغة العالمية، كما أن إنشاء جائزة باسم خادم الحرمين الشريفين للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم محفز لقاطني بقاع الأرض بالابتكار لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم. ولعل أبرز ما يلفت الأنظار تجاه تلك المؤتمرات، قيام ولاة الأمر عليها، ورعايتها، فمثلا رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم المؤتمر الدولي للفتوى بعنوان: «الفتوى واستشراف المستقبل»، أما صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز فقد رعى «المؤتمر العالمي عن الرسول عليه الصلاة والسلام وحقوقه على البشرية». كما أن الفتوى من شأنها أنها معظمة لأننا نبني عليها أسس عبادتنا، ولا يقدم عليها إلا أهلها من العلماء، وقد جاء المؤتمر لتمثيل هذه الأهمية على أرض الواقع، وللرفع من منزلة الفتوى وبيان خطورة الإقدام عليها، مع أهمية العناية بها.