قال محمد العلاقي وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة ومسؤولون اخرون امس ان سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اعتقل في صحراء جنوب ليبيا. وأضافوا ان مقاتلين متمركزين في بلدة الزنتان بالجبل الغربي اعتقلوا سيف الاسلام وعددا من حراسه الشخصيين قرب بلدة أوباري ولم يكن معه أي مسؤولين كبار اخرين من النظام الليبي السابق. وقال العلاقي لرويترز:اعتقلنا سيف الاسلام في منطقة أوباري, مضيفا أن سيف الاسلام البالغ من العمر 39 عاما لم يصب. ولم ترد أي تقارير عن المسؤول الاخر الصادر ضده مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية وهو عبد الله السنوسي مدير المخابرات السابق. وأذيعت الانباء في الوقت الذي بدأ فيه مقاتلون من الزنتان يحتفلون في طرابلس. وأبلغ بشير التعيلب رئيس غرفة عمليات الزنتان -الذي كان دعا الى عقد مؤتمر صحفي للحديث عن أمر اخر- الصحفيين في العاصمة الليبية أن سيف الاسلام القذافي سيحتجز في الزنتان الى أن تكون هناك حكومة يمكن تسليمها اياه. وقال التعيلب في تصريحات نقلها التلفزيون الليبي : يعلن ثوار الزنتان أنه تم القبض على المدعو سيف الاسلام القذافي ومعه ثلاثة من معاونيه. واستطرد :نتمنى في هذه اللحظة التاريخية أن يكون مستقبل ليبيا مشرقا بعد هذا اليوم. وسيف الاسلام القذافي احد ابناء الزعيم الليبي معمر القذافي، قام في السنوات الاخيرة بدور مبعوث للنظام او ناطق باسمه وقدم باستمرار على انه الخليفة المرجح لوالده. وقد اكد سيف الاسلام مرارا منذ بدء الحركة الاحتجاجية التي دعمها حلف شمال الاطلسي انه "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء". واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في ليبيا. وسيف الاسلام (39 عاما) صاحب النفوذ الكبير، لم يكن يشغل اي منصب رسمي. لكنه اصبح في السنوات الاخيرة موفد النظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. ولدى عرضه مشروع تحديث بلاده في 20 اغسطس 2007، اثار سيف الاسلام تكهنات حول مسألة الخلافة في زعامة ليبيا ولو انه اكد ان "ليبيا لن تتحول الى ملكية او دكتاتورية". وقد برز دوره خصوصا في الوساطة التي قام بها في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي افرج عن افراده "خمس ممرضات وطبيب" في يوليو 2007 بعد ان امضوا ثماني سنوات في السجن في ليبيا. وهو الذي فاوض ايضا على الاتفاقات من اجل دفع تعويضات لعائلات ضحايا الاعتداء على طائرة في لوكربي. ولد سيف الاسلام القذافي في 25 يونيو 1972 في طرابلس، وهو النجل الاكبر من زوجة القذافي الثانية وثاني ابناء الزعيم الليبي الثمانية. وفي العام 1995 حصل سيف الاسلام على اجازة في الهندسة المعمارية من جامعة الفاتح في طرابلس، من هنا لقبه "المهندس سيف". وكلفه والده حينها بوضع مخطط لمجمع عقاري ضخم مع فنادق ومسجد ومساكن. وبعد خمس سنوات، تابع سيف الاسلام القذافي دراسته فاختار ادارة الاعمال في فيينا حيث حصل على شهادة من معهد "انترناشونال بيزنس سكول". وارتبط في تلك الفترة بصداقة مع يورغ هايدر، زعيم اليمين النمساوي الشعبوي الراحل. وفي لندن، انهى دراسته الجامعية بدكتوراة من معهد "لندن سكول اوف ايكونوميكس". وبعدما اصبح شخصية معروفة في طرابلس حيث انطلق في عالم الاعمال، ظهر على الساحة الدولية سنة 2000، عندما فاوضت مؤسسته من اجل الافراج عن رهائن غربيين محتجزين لدى مجموعة من المتطرفين الاسلاميين في الفليبين.