أفرزت الخلافات في أوساط المكون الجنوبي الممثل في الحوار الوطني تحديات وعراقيل أمام الحوار الوطني وسط تمسك الجنوبيين بفك الارتباط وتقرير المصير رافضين كل الحلول المؤدية لبقاء اليمن موحداً أو بناء دولة اتحادية متعددة الأقاليم. وأقر مؤتمر شعب الجنوبي في بيان أصدره عقب اجتماع له أمس الانسحاب من مؤتمر الحوار وتفويض قيادة المكون باختيار الزمن والمكان المناسبين لتنفيذ القرار إضافة إلى عدم الاعتراف بالهيئات واللجان غير الشرعية التي تم إنشاؤها باسم مكون الحراك الجنوبي وكذلك نتائج قرارات ستصدرها تلك الهيئة (الهيئة السياسية المشكلة مؤخراً). غير أن رئيس الهيئة السياسية لشعب الجنوب (الجناح المؤيد لإنجاح الحوار والمنشق) نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ياسين مكاوي ألد في تصريح خاص ب «عكاظ» أن الهيئة السياسية المشكلة مؤخراً هي مخرج من مخرجات مؤتمر شعب الجنوب وجزء منه، نافياً وجود انقسام في الصف الجنوبي الممثل في الحوار الوطني. وأضاف قائلا: «إن الهيئة السياسية شكلت لمنع التفرد والهيمنة على القرار السياسي لمجموعة ال85 المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني من الأطراف الجنوبية، وتشكيلها يهدف أيضاً إلى مساعدة الشعب الجنوبي في تحقيق طموحاته وتطلعاته في بناء دولته»، مبينا بأنها جزء من شعب الجنوب وليست صاحبت القرار النهائي. وعن آخر الحلول المطروحة على طاولة اللجنة المصغرة ال16 للجنوبية قال: «الهيئة السياسية استعادت مشروعها ورؤيتها المقدمة للجنة المصغرة بعد أن كانت قد أسقطت وهي متمسكة بها والمتمثلة بتقرير المصير واستعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي». مضيفاً أن هناك مرحلة من التفاوض تمت في الأيام الماضية وستستكمل في الأيام المقبلة ومن خلالها ستتم مناقشة كل ما هو على أرض الواقع. وأشار إلى أن هناك رؤى أخرى مطروحة تتمثل بدولة اتحادية من أقليمين وحق تقرير المصير ورؤى أخرى، كما أن هناك مكونات أخرى قدمت أطروحات من خمسة أقاليم وما يجرى حالياً هو التفاوض على الدولة الاتحادية والإقليمين. واختتم حديثه بالقول إن القضية الجنوبية لن تكون عقبة أمام إنجاح الحوار الوطني بل المحور الأساسي لحل قضايا اليمن وعلى الأطراف السياسية أن تعي هذه المسألة بشكل جدي. بدوره، أفصح نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني ل «عكاظ» أن القضية الجنوبية وشكل الدولة سيتم وضع الحلول النهائية لها واختتام الحوار الوطني عقب عودة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر إلى صنعاء. ميدانياً، أكد مصدر أمني يمني ل «عكاظ» مقتل خبير عسكري روسي في أحد الفنادق الواقع بشارع تعز بالضفة الجنوبية الشرقية للعاصمة صنعاء وإصابة آخر على يد مسلح مجهول يقود دراجة نارية أمس. وفي محافظة صعدة شمال اليمن، قتل نجل شقيق زعيم قبائل دماج يحيى الحجوري برصاص عناصر حوثية أثناء وجود لجنة الوساطة الرئاسية في منطقة دماج مخترقة قرار الهدنة.