تواصلت الاشتباكات بين المتمردين الحوثيين من جهة والسلفيين ورجال القبائل المتحالفين معهم من جهة أخرى أمس الجمعة في بعض مناطق محافظة صعدة شمال اليمن رغم الإعلان عن التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار بين الجانبين. فيما شهدت منطقة دماج هدوءاً حذراً يوم أمس الجمعة، وقد أفادت مصادر محلية في تصريحات ل»الجزيرة» بوقوع اشتباكات متقطعة في منطقة «كتاف». وكانت ثلاث لجان لجانية وبرلمانية وشعبية تمكنت الخميس من الدخول إلى منطقة «دماج» بعد سريان وقف إطلاق النار بناء على اتفاق تم التوصل إليه بهذا الخصوص مع الأطراف المتحاربة كما تم الإعلان عن نشر مراقبين في مواقع التماس. وينص الاتفاق الذي تم التوصل كذلك البدء بفك الحصار عن منطقة دماج وغيرها من مناطق محافظة صعدة وإخراج الجرحى ليتم بعد ذلك البدء بتنفيذ الآلية الرئاسية لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة. وكشفت إحصاءات لمصادر محلية أن أكثر من 300 شخص قتلوا وأصيب المئات في منطقتي «دماج» «وكتاف» من الجانبين المتحاربين منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في الأشهر الأولى من العام الجاري. وعلى صعيد آخر أكدت مصادر في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أن تقرير فريق العدالة الانتقالية سيقدم الى الجلسة الختامية العامة خلال يومين بعد استكمال عملية مناقشة المواد المختلف عليها في لجنة التوفيق وعرضه على فريق العدالة الانتقالية لإقراره ورفعه للجلسة العامة. وكانت لجنة التوفيق أقرت الخميس تشكيل لجنة مصغرة لمناقشة النقاط الخلافية في التقرير النهائي لفريق العدالة الانتقالية. وصوت فريق العدالة الانتقالية على 107 مواد من مجموع 159 مادة يتضمنها تقريره النهائي، فيما أحيلت بقية المواد المُختلف عليها إلى لجنة التوفيق. وفيما يتعلق بشكل الدولة اليمنية الجديدة تواصل لجنة ال»16» المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية مناقشة المقترحات التي قدمتها المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني حول تقسيم الأقاليم ونظام الحكم القادم للدولة اليمنية. ومن بين المقترحات المطروحة للنقاش أن تكتفي اللجنة بالاتفاق على دولة اتحادية وعلى جملة معايير لتقسيم الأقاليم على أن تُحال عملية التقسيم إلى برلمان منتخب بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه. يأتي ذلك في وقت بات من شبه المؤكد أن الاتفاق النهائي سيتضمن قيام دولة اتحادية تتشكل من خمسة إلى ستة أقاليم. وفي تلك الأثناء انتقدت الدول العشر الراعية للمبادرة الخيجية وآليتها التنفيذية الخاصة بعملية التسوية السياسية في اليمن مواقف بعض الأطراف السياسية التي تقول إنها تعيق تقدم الحوار الوطني. وعبرت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية عن أسفها لمواقف بعض الأطراف التي قال بيان للدول العشر إنها أوقفت العملية الانتقالية وذلك بتعليق مشاركاتهم أو التهديد بفعل ذلك بالرغم من أن القضايا الأكثر تحدياً بقيت غير محلولة حتى الآن.