الجميع بدون استثناء يتحدثون عن الأزمة السورية، وضرورة إيجاد حل لمأساة الشعب السوري، واستراتيجية لخروج رئيس النظام الدموي بشار الأسد من الحكم. لكن لا أحد يتحدث عن آلية واضحة المعالم لكيفية ترجمة ذلك على أرض الواقع، وإنهاء الكابوس الأسدي الجاثم على صدر الشعب السوري المناضل، والمغلوب على أمره . جاء الدابي وعاد أدراجه، وقدم عنان وغادر بهدوء، ودلف الإبراهيمي على الخط ولم يطرح حلولا عملية، بل إن وجوده كان بمثابة إطالة أمد الأزمة، وإعطاء الفرصة للجلاد لأن يجهز على ماتبقى من الضحايا. أصدقاء سورية عقدوا العديد من الاجتماعات، ولا صدى حقيقيا لها. والدول الفاعلة في المسرح الدولي خاصة أمريكا وبريطانيا تتحرك على استحياء، ولاترغب في الدخول إلى المستنقع السوري، وتكتفي بالتصريحات. لاسيما بعد ظهور روسيا والصين وإيران كداعم للظلم والعدوان. الوضع في سورية لم يعد يبشر بحل سريع للمأساة، مع استمرار التطهير الذي يتم أمام مرأى ومسمع العالم، ومحاولات الأسد استدراج أنقرة لحرب إقليمية. وأخيرا جاءت تصرحات راسموسين التي أشار فيها إلى أن الناتو سيدافع عن تركيا، إذا اقتضت الحاجة، وأن حل الأزمة في سورية يقع على عاتق المجتمع الدولي وليس الناتو. راسموسين نسي، أو تناسى أن هناك شعبا سوريا يعيش تحت الاضطهاد والقتل اليومي، وتناسى أن الناتو تدخل في ليبيا؛ لكي لايفقد نصيبه من الكعكه الليبية، وللحفاظ على مصالح الحلف. كما أنه تواجد في أفغانستان للحصول على جزء من الكباب الأفغاني. والآن هو متخوف ومتردد من عبء تمويل الحرب في سورية، ومن سيسدد فاتورة تدخل الناتو في سورية. الجميع يراهنون على وهن عظم النظام، وبشار يراهن على إيرانوروسيا والصين، وأفغنة سورية، وإدخال المنطقة في حرب استنزاف طويلة تمتص مواردها. وأتساءل ماهو ثمن التغيير في سورية، وهل يبقى الوضع في سورية معلقا بين مؤتمرات عربية ودولية.. وصرخات حقوق الإنسان، والجميع يرفع شعار إنهاء الأزمة، ولافتة الخوف على السوريين. أرى أن الحل أن يتذوق الناتو «الحلاوة النابلسية السورية» ... فإن لها طعما أفضل من الكعك الليبي، والكباب الأفغاني. لأن حل الأزمة السورية الأخير هو الكي.