لم يتوقع أولياء أمور طالبات مجمع البنات في حجن بني مشيخ التعليمي بالعيدابي، أن يصل إهمال مراقبة المدرسة إلى الحد الذي تضطر بناتهم إلى القيام بدور التنظيف بدلا من العاملات، في ظل ما أسموه غياب لأي أنواع من الاهتمام لهذا المجمع، على الرغم من أنه يضم أكثر من 244 طالبة، و24 معلمة. لكن أولياء الأمور ينظرون للمدرسة التي تضم كافة المراحل، ويعود إنشاؤها إلى ما يصل إلى عقدين، على أن وضعها مزر، فالمبنى عفا عليه الزمن، والحالة الداخلية توضع المعاناة في ظل أسلاك كهرباء مكشوفة وغياب نظافة وانعدام المياه والفصول الضيقة جدا وانعدام وسائل السلامة ومخارج الطوارئ وقت الحرائق. وشكا علي قاسم ولي أمر طالبة من حال الصفوف الدراسية فجميعها من فصل واحد يضيق للأسف بعدد الطالبات، كما أن أجهزة التكييف لا تعمل كاملة بحجة عدم تحمل العداد الكهربائي للعدد الموجود من التكييف، مضيفا: «بناتنا يشكين من عدم توفر المياه بدورات المياه، مما يضطر بعضهم إلى الاستجارة بالجيران في المنازل المجاورة». واستغرب يحيى الغزواني والد طالبة، عدم وجود مراقبة على تلك المدرسة، وقال: «بناتنا دائما يقمن بتنظيف المدرسة، ودائما يشكين من سوء النظافة بشكل عام وداخل دورات المياه بشكل خاص». وأضاف أن المنطقة نائية ولا يوجد بها أي وسيلة اتصال وذلك يشكل خطورة على تواجد المعلمات والطالبات في ظل غياب الحارس، فيما الأسلاك مكشوفة وتهدد حياة الطالبات خاصة طالبات الابتدائي. أما الطالبات فأعرب عدد منهن عن تخوفهن مما أسمينه هجوم ضعاف النفوس أو العمالة السائبة، خاصة في ظل غياب حارس المدرسة، والذي لا أثر له في المدرسة. وشكت أخريات من خلو المدرسة من المختبرات العلمية حتى يجعلنا ذلك الأمر نقتصر على الدراسة النظرية فقط. وأوضحت مجموعة من المعلمات بأن المنطقة بأكملها نائية وتشكل خطرا جسيما عليهن: «خاصة وأننا نأتي إليها من أماكن بعيدة جدا كما أن خطوطها وعرة ومخيفة بالإضافة إلى أن وسائل الاتصال تنعدم كليا من تلك القرية». وأشرن إلى أنه دائما ما تتقطع الطرق عند هطول الأمطار وتقلب الأحوال الجوية، حيث تعلق الدراسة بتلك المناطق، إلا أن الإشراف يطلب منا أن نأتي كي نوقع فليس لدينا خيارا سوى أن نخاطر بأرواحنا من أجل أن نوقع فقط. من جانبه أكد مدير مكتب التربية والتعليم بالعيدابي أحمد حسن الليل أنه تم تكليف مؤسسة لصيانة المدرسة وبدأت عملها الأحد الماضي لصيانة الكهرباء والأسلاك المكشوفة، أما بالنسبة للحارس سبق وتم استدعاؤه ومساءلته حول غيابه المتكرر ولكنه وتعذر بمراجعته لشركة الكهرباء لتقوية كهرباء المدرسة لأن الحريق تكرر لوجود ضغط على العداد الوحيد، كما أنه أكد توفيره البديل في حال تغيبه، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالنظافة هناك ميزانية تشغيلية للمدرسة وهناك عاملات نظافة يقمن بالتنظيف. وعن وعورة الخط وتعثر مشروعه عند نقطة معينة وعدم توفر اتصالات أوضح أحمد الليل أنه تم مخاطبة محافظ العيدابي بهذا الخصوص وسيتم وضع الحلول المناسبة لهم.