إن إدارة الوقت تعني «عملية الاستفادة من الوقت المتاح والمواهب الشخصية المتوفرة لدينا، لتحقيق الأهداف المهمة التي نسعى لها في حياتنا، مع المحافظة على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة، وبين حاجات الجسد والروح والعقل». يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، ويقول أيضا: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»، وهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، فإدارة الوقت وترتيب الأولويات وتحديد الأهداف مصاغة في خطة مجدولة مدروسة ومكتوبة؛ تكون واضحة المعالم وراسخة الركائز؛ سليمة الجوانب ينتج عنها تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات ومصافحة النجاحات ونيل أعلى الدرجات، فالوقت ثلاث ساعات؛ ساعة مضت وذهبت بخيرها وشرها، وساعة آتية في المستقبل لا ندري ما الله فاعل فيها، ولكنها تحتاج إلى تخطيط وبذل سبب، وساعة حاضرة تمثل روح الحياة ورأس مال الوقت، ولذا يجب على الإنسان أن يرسم أهدافه وخططه وأولوياته ويراجعها بما يتناسب مع إمكاناته وظروفه، وأن يحدد الأولويات ويفرق بين العمل الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية، فالتخطيط فن إداري قائم بذاته وبقدر ما يكون منطقيا يتوافق مع المعطيات والإمكانات بقدر ما يكون وسيلة من وسائل تحقيق النجاح، ونذكر هنا مبدأ «باريتو» للمساعدة على الفعالية وهو «أن التخطيط بنسبة 20% ينتج عنه إنجاز بنسبة 80%» وغياب التخطيط يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية والهدف والخلط في تحديد الأولويات وفقدان تحديد الوجهة فالفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل، والتخطيط للنجاح هو النجاح في التخطيط. محمد بن عبدالله الغامدي (جدة)