يواصل طريق تبوك حقل حصد الأبرياء، في وقت لا يعرف أحد من الأهالي السبب في عدم الإسراع في توفير الحل المناسب لإيقاف نزيف الدماء، خاصة أنهم أطلقوا عليه «طريق الموت». وتعجب الأهالي أن يكون صوتهم حتى الآن ليس مسموعا لحسم تعثر ازدواج الطريق، خاصة أنهم سبق أن شكوا عبر وسائل الإعلام من سوء الطريق، فيما تلقت وزارة النقل آلاف الشكاوى حول هذا الطريق، مازال العمل على ازدواجيته يسير بشكل بطيء جدا، في ظل المبررات غير المقنعة التي يتلقاها الأهالي. وأشار الأهالي إلى أن إحصائية الطريق من الضحايا مستمرة، وتصل لأرقام كبيرة يصعب حصرها، حيث شهد الطريق خلال يومين فقط عدة حوادث أصيب فيها 20 شخصا فيما توفي شخص واحد، ومازال عدد من المصابين منومين في غرف العناية المركزة. من جانبه، كرر وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول الهذلول، التأكيد على أن تعثر مشروع طريق تبوك حقل، هو عدم اعتماد كامل مبلغ تنفيذ الازدواج، بل تمت تجزئته على سنوات متتابعة، مشيرا إلى أن آلية العمل في المشروع تقوم على إنشاء طريق جديد مواز للقديم، وبعد الانتهاء منه يتم تحويل حركة المرور، ليتم بعدها إصلاح الطريق القديم، الأمر الذي يصعب العمل في المشروع، مشيرا إلى أن الانتهاء الفعلي من كافة أجزاء المشروع، سيتم ذلك بعد سنتين من الآن. وبين الهذلول أن أحد أسباب تعثر مشاريع الطرق في المملكة هو قلة الاعتمادات المالية لها في موازنة وزارته السنوية، إضافة إلى تقاعس بعض المقاولين، معترفا في الوقت ذاته بوجود خلل في عمل الوزارة، الذي عزاه إلى حجم العمل الكبير الذي تضطلع به. وقال إن المملكة بلد بحجم قارة وتختلف فيها التضاريس من رمال إلى جبال، لكنه شدد على أن الوزارة تعمل على تصحيح ومعالجة الأخطاء أولا بأول. وأشار المهندس الهذلول إلى أن حجم شبكة الطرق في المملكة بلغ حوالى 60 ألف كلم، جزء كبير منها عبارة عن طرق رئيسة ومزدوجة، لافتا إلى أن أطوال الطرق الجاري تنفيذها حاليا تبلغ 22 ألف كلم على مستوى المملكة بتكلفة 50 مليار ريال.