طالب عدد من المشايخ والمهتمين وزارات الإعلام والشؤون الإسلامية في الدول العربية التصدي لكافة أنواع الترويج للمذاهب المخالفة لما تعارف عليه الناس وتستند على أسس قوية بالإعلام الموجه باللغة الحية والدعاة المؤهلين الذين يتصدون لكل محاولة لنشر ما يتعارض مع الدين الإسلامي الصحيح. وأوضحوا ل «عكاظ» في تعليق على توصية مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي البارحة في الرياض، أن الكثير من الشعوب الإسلامية تقف بينها وبين فهم الإسلام الصحيح حواجز عدة منها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وعدم وصول الدعاة الحقيقيين لهم لتبصيرهم بأمور دينهم، وقوانين تجرم من يحاول الدعوة لمذهب يخالف مذاهب الأمة المعروفة. وأوضح الشيخ الدكتور محمد عمر بادحدح الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكةالمكرمة أن هناك عدة دول مثل ماليزيا وجزر القمر جرمت في قوانينها الدعوة للمذاهب المخالفة لما اتفق عليه علماء الأمة، وقال: «الدعوة إلى مذهب مخالف للمذاهب المعروفة هو دعوة إلى تضليل الناس ونشر الخزعبلات والأكاذيب مستغلين فيها جهل الناس بدينهم الحقيقي وهذا الأمر لا يمكن التصدي له إلا من خلال تبيان الدين الإسلامي الصحيح عبر دعاة موثوق فيهم يدركون خطورة المرحلة ويدركون أن مثل هذه الدعوة هو تفريق أبناء الأمة»، وأضاف: «نحن في حاجة إلى تنوير المسلمين لاسيما في الدول غير العربية فهناك مجتمعات تقف بينها وبين فهم الإسلام ومعرفة مقاصده وغاياته حاجز اللغة، فعلى وزارات الشؤون الإسلامية والإعلام في الدول العربية أن تبادر إلى تنوير هذه المجتمعات وتبصيرهم بدين الله الصحيح والمذاهب التي أجمع عليها علماء الأمة الإسلامية والتصدي لأي دعوات أخرى تريد النيل من المسلمين وإثارة الفرقة والضغائن والأحقاد بينهم، كما علينا أن نؤسس لإعلام يحمل رسالة باللغات الحية المعروفة في العالم له هدف وغاية، فالحجة لدينا قوية ولكن تحتاج إلى تحرك من الجميع بإعلام هادف صاحب رسالة، وهذا أمر سهل تحقيقه مع انتشار وسائل الإعلام الجديد». من جهته، قال الشيخ الدكتور نامي الفعر الشريف رئيس قسم التربية الإسلامية في إدارة التربية والتعليم في جدة : «المذاهب الصحيحة هي ما أقرت من قبل علماء الأمة وغيرها أهواء لا تستند إلى أصول لذلك علينا التصدي لكل من يحاول إثارة الفوضى والأحقاد والفتن بين أبناء الأمة الإسلامية باستغلال الأوضاع باسم الدين ويروجون لمذاهب ما أنزل الله بها من سلطان:»، وأضاف: «على الجميع دور في التصدي لمن يروج لمذاهب مضللة فالإعلام وأئمة المساجد والمثقفون وأفراد المجتمع جميعهم عليهم مسؤولية التصدي للأفكار الهدامة التي تريد تفرقة المسلمين لذلك نحتاج إلى أن تتكاتف الجهود ونكون لحمة واحدة ومنظومة واحدة للتبصير والتوجيه بالدين الإسلامي الصحيح». أما الداعية الشيخ عبداللطيف الغامدي، فاقترح جمع جهود العلماء في التصدي للأفكار الهدامة والحرص على طبعها ونشرها على نطاق واسع ليستفيد منها أبناء المجتمع، وتكثيف الندوات والمحاضرات في المؤسسات الأهلية والحكومية والإعلامية التي تبين بجلاء خطر الفكر الهدام لبعض المروجين للمذاهب التي تخالف ما اتفق عليه علماء الأمة على الفرد والأمة وأن تقوم الجامعات والكليات بتنظيم اللقاءات العلمية التي تهتم بمناقشة سبل تحقيق هذا الأمر ، وتفعيل دور مراكز البحث العلمي بالجامعات لتشارك بفعالية في التصدي محليا ودوليا لكل ما يفرق بين أبناء الأمة.. بدوره أشار الشيخ عابد الحسني رئيس مجلس إدارة مركز حي المعابدة في مكةالمكرمة إلى التوصية بأنها قرار صائب يدرأ الفتنة ويحافظ على اللحمة ويمنع بمشيئة الله الضغائن والأحقاد والتراشقات التي تحدث بين أبناء الأمة والتي تؤدي إلى إشعال نار الفتنة، وقال: «التوصية جاءت في وقتها لأن الأمة في حاجة إلى مثل هذه التوصيات خاصة في ظل هذا الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية، ولكن الأمر يحتاج إلى ترجمة هذه التوصية إلى أفعال وإجراءات تحمي شباب الأمة وتفقهم بدينهم الإسلامي، وهنا أطالب جميع المؤسسات الإعلامية والدعوية إلى العمل من أجل نشر هذا الأمر وتبيان خطورته على الأمة وكذلك تفعيل دور الإعلام بأشكاله المختلفة في نشر المبادئ الصحيحة للإسلام بكافة اللغات».