يتمتع التنظيم الدولي للإخوان بعناصر من القوة، مكنته طوال عدة عقود من إيجاد فروع في حوالى 83 دولة حول العالم عبر قدرته على زرع خلاياه في هذه البلدان وما يتوافر له من مصادر تمويل قوية بجانب علاقته الواضحة بالمخابرات العالمية خاصة البريطانية والتركية. وبالرغم من الضربة التي تلقاها التنظيم الدولي عبر السقوط المدوي لقادته في مصر بعد 30 يونيو، فإن التنظيم يواصل معركة النفس الطويل عبر الدفع برموزه في مصر باستمرار التظاهرات تطبيقا لسيناريو حرق الشارع وإسقاط السلطة التي تبدو ضعيفة بما يمكنها من القفز مجددا على الحكم. ويعمد التنظيم الدولي إلى محاربة مصر من الخارج عبر أساليب الدعاية التي تبرز مظلوميتهم، وتشويه من يطلقون عليهم «الانقلابيين» بجانب جلب التمويل وإدخاله لعناصرهم وللجماعات الجهادية المتحالفة معها لتنفيذ بعض الأعمال التخريبية والإرهابية المتوقع استمرارها لفترة تطول أو تقصر بحسب النجاح في تطبيق خارطة الطريق. وبات إحكام السيطرة الأمنية لمنع دخول الإمدادات المالية للتنظيم الدولي للبلاد ضروريا في عرقلة قدرة إخوان الداخل على إضعاف الدولة، ويوازي هذا الجهد قيام مصر بعمل دعائي في الخارج ممنهج ومنظم خاصة في الدول التي ينشط فيها وجود التنظيم الدولي ودعاياته التي تقوم على تسويق فكرة الانقلاب في الدول الغربية. وفي المقابل، سيواصل التنظيم الدولي صنع بطولات زائفة وتسويق فكرة أصحاب الحق المضطهدين الذين سلب منهم الانقلابيون حقهم في الحكم، ومشروعية تظاهراتهم لإعادة الرئيس المعزول، وذلك رهانا على سيناريو هندوراس التي شهدت انقلابا عسكريا وتدخلت أمريكا لعودة الرئيس وهو ما يتنظر التنظيم الدولي للإخوان تكراره في مصر. أمام هذا التحدي فإن مصر مطالبة بأن تظل في حالة استنفار لتصفية ذيول الإخوان والمتحالفين معهم من الجماعات الإسلامية، وإنجاز دعاية مضادة تكشف فيها هوية التنظيم الدولي ومصادر تمويله وجرائمه الإرهابية وخطورته على الدول التي يعيش على أرضها، بجانب التنسيق الأمني مع دول الخليج لمواجهة مخاطر التنظيم الدولي على المنطقة، بما يضعف في النهاية من قدرات التنظيم داخليا وعالميا. * مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية