يقول الكاتب الهاييتي الكبير جورج إنغلاد: «هل هناك أدب فريد لهايتي، وللروح الهاييتية التي لها تأثير محسوس على مدى قرون من الزمن، هل هناك علامة ثقافية هامة في هايتي كما في غيرها من البلدان؟ الجواب: نعم». أرض هايتي يمكن تسميتها بأرض المعاناة، فمنذ الاحتلال الأمريكي وتوالي حكم الديكتاتوريات إلى عهد الديمقراطية المزيفة بقيت هايتي تعاني من مشكلات عديدة: الفقر المدقع في الغيتوهات التي يقطنها فقراء هايتي وما يقابلها من غنى فاحش يتجلى في حياة البذخ في الفيلات والفنادق واليخوت. بالإضافة إلى النظرة التغريبية التي يعامل بها سكان هايتي، فهم شعب مرح ومضياف وغامض مستعد لتقديم أي شيء للزائرين البيض. في هايتي شعراء كثيرون بعضهم يكتب بالفرنسية أو الانجليزية، فذاع صيتهم وأصبحوا مترجمين في أنحاء العالم، والبعض الآخر فضل الكتابة باللغة المحلية الشعبية. من خلال هذه الترجمة الأولى للشعر الهاييتي إلى اللغة العربية سنكتشف ثلاثة نماذج شعرية رائدة لشعراء كرسوا فرادتهم الشعرية منذ عقود، فأصبحوا عن حق علامات شعرية ومرجعية أدبية عن بلاد تعاني من التهميش وتراجيديات الزلازل التي تداهم في معظمها بشكل مفاجئ، لكن الفداحة العظمى أن يكون من بين القتلى أدباء مرموقون؛ مثل الكاتب الهاييتي جورج أنغلاند وزوجته اللذين قتلا تحت الأنقاض.