قدرت وكالة التصنيف العالمية «ستاندرد آند بورز» أن متوسط دخل الفرد السعودي بلغ نحو 94 ألف ريال سنويا، أي(25 ألف دولار) من الناتج الإجمالي المحلي، واصفة الرقم بالمبلغ الكبير، فيما وضعته في المرتبة الرابعة في ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي، في جانب معيار دخل الفرد. ولما كان التضخم له تأثير مباشر على تقلص نصيب دخل الفرد الحقيقي، كما هو واضح من الفرق بين القيمة الاسمية لنصيب دخل الفرد والقيمة الحقيقية لنصيبه، حيث بلغ المؤشر القياسي لتكلفة المعيشة، حسب المجموعات الرئيسة 141.5 نقطة عام 2012، مع أن التغير بينه وبين العام الماضي فقط يبلغ 6.2 في المئة، حيث أن متوسط نصيب دخل الفرد السعودي فقط سيكون 137.48 ألف ريال 2013، وبالأسعار الثابتة يصل 60.97 ألف ريال، ما يعادل شهريا 5000 ريال. ولما تأثر دخل الفرد في المملكة تأثرا كبيرا بالتضخم الذي يعتبر جزء منه مستوردا، وإيجارات المساكن، ما يستوجب وضع آليات لكبح هذا التضخم، وتخفيف آثار غلاء المعيشة عبر السياستين المالية والنقدية، مع قيام وزارة التجارة بتشديد رقابتها على الأسواق، للمحافظة على أسعار السلع. وهناك الكثير من الأسر السعودية لم يعد بإمكانها الادخار، فما تجمعه على مدى الستة أشهر الأولى من العام، تستهلكه في الستة أشهر الثانية، حيث أن عددا كبيرا من المواطنين لا يستطيعون التوفير من مداخيلهم مع توالي المناسبات، ما يدفع كثيرين منهم إلى القروض الاستهلاكية، وهذا التوجه يؤثر كثيرا على حياتهم المستقبلية. فلم يعد لدى الأسر القدرة على الادخار من المرتب الشهري لأسباب عدة: أولها التضخم وغلاء المعيشة الذي استنزف مداخيل الأسر، خصوصا قليلة ومتوسطة الدخل. والسبب الثاني أن وتيرة الغلاء تفوق نسب الزيادة في المرتبات بكثير، فنسبة الغلاء التراكمية تتراوح بين 35 و40 في المئة، بينما الزيادات في القطاع الخاص متدنية جدا، وتقل بمعدل 60 في المئة عن نسبة التضخم السنوي، فهذا من أهم أسباب عدم القدرة على الادخار. وثالث الأسباب أن قنوات الادخار الاستثماري لم تعد جاذبة للمواطنين لتجنيب جزء من مداخيلها للمستقبل وهناك سبب رابع، وهو استمرار الأسرة السعودية على السلوك الاستهلاكي. كيف تخطط لميزانية الأسرة؟ يجب على رب الأسرة تحديد مشتريات الأسرة واحتياجاتها طوال الشهر على أن يخصص نسبة 5 في المئة للعلاج و5 في المئة للضيافة، وكتابتها في بنود، مع مراعاة التركيز على الأهم فالأهم، فالأقل أهمية. تقسيم المصروف الشهرى على الأربعة أسابيع، وعدم إضافة أي مبالغ إضافية للتعرف على مدى نجاح التجربة في التخطيط الجيد لميزانية الأسرة. تخصيص مبلغ معين من الراتب شهريا بحد أدنى نسبة 10 في المئة للادخار وتعويد الأبناء على ذلك. أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف