حرمت وسائل الاتصالات أهالي قرى الدمجاء والنحيلات وريشان والسوادين وبني سعد وبني مالك جنوبالطائف من التواصل مع ذويهم في أنحاء المملكة، وفرضت عليهم عزلة جبرية، ما يضطر بعضهم إلى التوجه لمحافظة الطائف للدخول في نطاق التغطية والاطمئنان على أبنائهم وذويهم. ولم تتوقف المعاناة على أهالي تلك القرى، بل امتدت لكافة قرى جنوبالطائف، إذ يتحدث عايض عيضة الحارثي من مركز ميسان، قائلا: «تظهر مشكلة غياب وسائل الاتصالات خلال أيام الإجازات والأعياد، حيث يصبح الضغط مضاعفا، ما يظهر حجم المشكلة، فتنقطع بنا السبل ونفقد تواصلنا مع الأهل والأقارب في مناطق المملكة كافة». ويعبر عبدالرحمن عايش عن المشكلة بقوله: «حين يعود أبناء المنطقة من أنحاء المملكة إلى قراهم لقضاء العيد مع ذويهم، يصدمون بغياب وسائل الاتصالات، ما يدخلهم في عزلة عن محيطهم الخارجي»، مناشدا الجهات ذات العلاقة بتدارك الوضع سريعا، وتزويد المنطقة بشبكات الاتصالات، خاصة أن الخدمة وصلت إلى القرى النائية، فيما تتجاهل مواقع حيوية في مدينة الورد التي يفد إليها المصطافون سنويا بكثافة من أنحاء المملكة ودول الخليج وأوروبا. يشاطره الرأي سعيد هلال حسن، حيث أبدى استياءه من حرمان قرى جنوبالطائف من وسائل الاتصالات على الرغم من أنها وصلت إلى جميع قرى المملكة الأخرى، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في هجرة الأهالي من القرى والأرياف إلى المدن هو افتقادهم الخدمات الرئيسية في قراهم، مشددا على أهمية وضع حلول لهذه المشكلة. وقال سعيد: «على الرغم من إنشاء عدد من الأبراج في مركز الصور بني الحارث حديثا إلا أنها لم تبدأ في تقديم الخدمة»، مشيرا إلى أن سالكي الطريق السياحي الطائف بني مالك الباحة لا يستطيعون الإبلاغ عن الحوادث التي تقع بكثرة لغياب الشبكة. ويطالب فيصل هلال الحارثي بإيجاد آلية لمتابعة إعادة الاتصالات وتقوية الإرسال ليخدم هواتفهم بعد أن خذلتهم في خدمات الإنترنت على حد تعبيره، ملمحا إلى أن معاناتهم في قرى جنوبالطائف لم تقتصر على غياب الاتصالات بل امتدت إلى تهالك الطرق التي تفتقد للتعبيد. في حين يرى سعود عبدالجبار أن أهالي قرية كتنة أكثر المتضررين من غياب الاتصالات، مؤيدا سابقه لصعوبة الوصول إلى قراهم بعد أن أصبحت الطرق ترابية ما يشكل معاناة حقيقية لسكانها. وناشد عبدالجبار الجهات المختصة بالتدخل سريعا والعمل على إنهاء معاناتهم، بتزويدهم بشبكة الاتصالات، وتعبيد الطرق، لافتا إلى أن حرمانهم من تلك الخدمات أفقدهم متعة العيش في القرية، كما أنها تسببت في هجرة الكثيرين إلى المدن الكبيرة بحثا عن الخدمات الأساسية والتنموية - بحسب قوله. وحاولت «عكاظ» البحث عن الأسباب الحقيقية في تعثر الاتصالات وغيابها عن قرى الطائف، فاتصلت بمدير إحدى شركات الاتصالات في الطائف، إلا أنها لم تتلق ردا رغم تكرار الرسائل والاتصالات. فيما أوضح مصدر في الشركة أن هناك خطة موسعة لدعم أبراج الهاتف في قرى الطائف بشكل عام.