أجاب معرض كفاءة الطاقة المقام ضمن برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي في الظهران، بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة عن جملة التساؤلات والتقديرات العالمية حول الزيادة في مقدار الاستهلاك للطاقة خلال السنوات المقبلة. جملة الأرقام والدراسات، التي تشجع على مجالات ترشيد، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة هي اللافت في أجنحة المعرض، الذي صمم أركانا مزودة بكامل الأجهزة الكهربائية، التي يتم استخدامها في المنازل بغية تحفيز وتشجيع زائري المعرض على التطبيق الآني للمفهوم الصحيح في الترشيد؛ ما زاد في نبوغ هذه الطريقة وأثرها في التوعية تلك التساؤلات الهامة منهم لمن يتولى عملية الشرح في الاستزادة والتوضيح عن أهم المنتجات الموثوقة، وذات جودة عالية ليتم اقتناؤها والاستغناء عن بعض ما يزيد في استهلاك الطاقة. كما قدم المعرض جناحا يعرض بصورة مفصلة للمركز السعودي لكفاءة الطاقة، ومهامه، التي يعمل عليها ومنها وضع برنامج وطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة والخطط اللازمة لذلك، واقتراح النظم واللوائح، التي تحقق ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، والمساهمة في وضع المواصفات القياسية للأجهزة والمعدات، ونظم الإضاءة، ووسائل النقل وغيرها؛ بما يحقق الترشيد ورفع الكفاءة مع وضع الأسس المناسبة، التي تساعد على إدارة برنامج بطاقات كفاءة استهلاك الطاقة للأجهزة والمعدات، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتقديم خدمات تدقيق الطاقة، وتطوير معايير استخدامها، إلى جانب نشر الوعي في مجال ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، ومن ذلك التجارب والتطبيقات الناجحة في هذا المجال عن طريق وسائل التعليم. ومن الأجنحة التي لاقت اهتمام زوار المعرض جناح «عوازل البناء والمنازل»، حفاظا على حرارتها الطبيعية عند نسبة 30 في المئة، باستخدام أنظمة العزل الحراري في المملكة، إذ أن 70 في المئة غير مستخدمة لها، وبين الجناح على أن الأسقف والجدران، التي تحتوي على عوازل تخفض حرارة المنزل، بالإضافة إلى أن النوافذ الزجاجية المزدوجة الطبقات تمنع أشعة الشمس من إتلاف الأثاث أوتغيير لونها، وتوفر الطاقة بنسبة 33 في المئة. كما قام المعرض بمنح الزائرين بطاقات توعوية مدون عليها «كفاءة الطاقة للأجهزة الكهربائية» للمقارنة بين الأجهزة الكهربائية حسب كفاءتها في استهلاك الطاقة، متضمنة بيانات أساسية عن المنتج، ونوع الجهاز، والطراز، والعلامة التجارية، واستهلاك الطاقة الكهربائية، ومواصفة الاختبار؛ بهدف تقليل قيمة استهلاك فاتورة الكهرباء. ومن هذه البطاقات الكثيرة بطاقة كفاءة استهلاك الطاقة لغسالات الملابس، حيث تعتبر من أعلى الأجهزة الكهربائية المنزلية استهلاكا للطاقة الكهربائية، والتي تمثل بدورها 53 في المئة من استهلاك الطاقة الكهربائية بالمملكة، إلى جانب عقد مقارنة واضحة بين غسالات ملابس، يتم حمل الملابس داخلها من الأمام، وهي التي ينصح باقتنائها، وأخرى تحمل بطريقة علوية، وهي الأكثر انتشارا في الفترات الماضية وكشفت المقارنة أن الأولى التي تحمل فيها الملابس من الأمام تحتاج ثلث كمية الماء، بمعدل دوران 650 دورة بالدقيقة، بينما الأخرى يجب تغطية الملابس بالماء، وفي جانب الحمل المكانيكي تبين أن الغسالات ذات الحمل الأمامي تستفيد من جاذبية الأرض لإعادة الملابس إلى الماء، بينما الأخرى العلوية فالحمل الميكانيكي فيها مستمر، وعدد دوراتها 1000 دورة في الدقيقة. من جانبه أوضح المشرف على معرض كفاءة الطاقة وائل عيسى الملا، أن المعرض في جملته يقدم توعية هادفة لجميع شرائح المجتمع حول أحد أكبر التحديات، في ظل ارتفاع مستوى استهلاك الطاقة ونموه في المملكة، إلى جانب التعرف على أهم طرق ترشيد وتوفير الطاقة، من خلال وسائل فعّالة تشجع على التطبيق والممارسة. مشيراً إلى أنه تم إقامة حديقة بمسمى أجيال الطاقة، تضم عددا من الألعاب الآمنة، والهادفة لإضفاء حالة من المرح والمتعة المتعلقة للجانب التعليمي للأطفال تمكنهم من التعليم بالترفيه، إلى جانب عرض فيلم وثائقي تعليمي هادف يحكي عن رحلة الماضي، وكيف كانت الحياة تسير بلا كهرباء، مع ربطهم بقيم دينية راسخة تحث على الترشيد، وعدم الإسراف، والاستعداد لغد زاهر بحول الله ومشيئته. وأشار عبدالله الشهري أحد الزائرين للمعرض إلى أن الأرقام والنسب، التي تم عرضها مذهلة، جعلتنا نعيد التفكير فيما نستخدمه من أجهزة ونتأكد من عدم استهلاكها للطاقة، منوهاً بفكرة المعرض لما يحمله من قيمة علمية مضافة تساعد أجيال المستقبل على ضرورة المحافظة على الطاقة واستثمارها بالشكل الصحيح.