لفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية في دولة الكويت الشيخ سالم عبد العزيز الصباح الانتباه إلى أن الدول العربية والأفريقية أمامها فرص تتيح النهوض باقتصاداتها وتحقق مصالحها وطموحات شعوبها إذا ما أحسن استغلالها. وقال في كلمته التي افتتح بها المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي يقام ضمن فعاليات مؤتمر القمة العربي الأفريقي، ويحمل عنوان (نحو شراكة فاعلة عربية وأفريقية) ويستمر يومين، «إن هذه الفرص لا تخلو من المخاطر والتحديات المرتقبة كقضية تغير المناخ وما يترتب عليها من آثار سلبية على الموارد الطبيعية كالأراضي الزراعية والمياه وتبعات ذلك على الأمن الغذائي». وأكد أن الدول العربية والأفريقية بحاجة إلى حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ برامج ومشاريع في قطاعات اقتصادية واجتماعية مختلفة، من خلال استقطاب رؤوس الأموال من مصادر محلية وخارجية، بما في ذلك الدول المانحة ومؤسسات التنمية الوطنية والإقليمية والدولية والقطاع الخاص. وأفاد أن آمال تحقيق الأهداف الإنمائية التي حددها إعلان الأممالمتحدة للألفية في عام 2000م تراجعت جراء ما خلفته الأزمات المتتالية من آثار سلبية وتحديات على الجهود الدولية المبذولة. وقال «إن من بين تلك التحديات والأزمات أزمة الغذاء العالمية التي نشبت فجأة خلال عامي 2007م و2008م والمصحوبة بارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية والأزمة المالية العالمية في أواخر عام 2008م». ولفت الانتباه إلى قيام الدول العربية والأفريقية خلال العقود الثلاثة الماضية بتنفيذ إصلاحات في الهياكل الاقتصادية وتعديلات وتغييرات في السياسات الاقتصادية والمالية، كما أنها شهدت نموا اقتصاديا مطردا وتحسنا في مؤشرات التنمية الاجتماعية، لكن هذا النمو الاقتصادي لم ينجح في تحقيق طموحات الشعوب وهو ما تدل عليه الأحداث والتغيرات التي تشهدها اليوم العديد من الدول العربية والأفريقية. وعد الشيخ الصباح أن التعاون العربي الأفريقي المنشود لن يكون بمعزل عن سمات الاقتصاد العالمي وترابطه الذي يتميز بالتنافس الشديد بين مختلف البلدان والمناطق في العالم. ودعا إلى ضرورة أن تتخذ الدول العربية والأفريقية السياسات والإجراءات التي تمكنها من أن تستغل ثرواتها الطبيعية واستخدام مواردها البشرية بأعلى درجات الكفاءة الممكنة. من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى شراكة اقتصادية عربية أفريقية، مؤكدا ضرورة ترجمة عنوان المنتدى إلى مشاريع اقتصادية تلامس واقع المواطن العربي والأفريقي. كما دعا في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إلى اكتشاف الأسواق العربية والأفريقية لزيادة حجم التبادل التجاري وتنميته الذي وصل حسب الإحصائيات المتوفرة إلى 25 مليار دولار في2010م . وقال « إن مسار التعاون العربي الأفريقي يرتكز على العمل لإيجاد فضاء للتواصل ما بين رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين العرب والأفارقة تتبادل من خلاله المعلومات والتجارب الإحصائية ومصادر التمويل». وأكد أن هناك مشاريع عربية مشتركة كبرى جاري إنجازها مثل الربط بين الدول العربية في مجال الكهرباء والطرق السريعة والسكك الحديدية وغيرها، معربا عن أمله في إمكانية مد هذه المشاريع إلى دول أفريقية.