تنتشر في بعض مواقع الإنترنت إعلانات تحث الجميع على تحقيق أحلامهم من خلال أنشطة وعمليات استثمارية تتم من منازلهم بحيث يخصص راغب الاستثمار مبلغا من المال يبدأ به حسب طبيعة النشاط الاستثماري المنوه عنه .. وقد يكون المبلغ بسيطا يتم إيداعه في حساب معين لكي يجني من ورائه مكاسب تصل إلى عشرة أضعاف ما أودعه كبداية للاستثمار .. ويبالغ أصحاب هذه الدعايات في وصفهم لمشروعات استثمارية تحقق أرباحا سريعة بانتقاء عبارات جاذبة تشجع المستثمرين وتدفعهم بالخوض في هذه العمليات الاستثمارية المجهولة العواقب، إلا أن البعض قد يقع ضحية لعمليات احتيال ويخسر المال الذي بدأ به عملية الاستثمار هذه وتتبدد أحلامه في سراديب الأوهام .. وهناك قصص وحكايات كثيرة لضحايا وقعوا في سراب مثل هذه العمليات. القصص كثيرة والأمثلة أكثر نختار بعضا منها .. يقول أحد المواطنين عبدالرحمن الخالدي من جدة، لقد وردت إلى بريدي الإلكتروني رسالة من إحدى الشركات تدعوني فيها إلى استثمار بعض المال وأغرتني بمكاسب تفوق أضعاف المبالغ التي سأبدأ بالاستثمار بها – ويضيف هذا المواطن والذي يعمل في إحدى الشركات بجدة ويتقاضى راتبا في حدود 3500 ريال، لقد اقتنعت بالإغراءات التي وضعتها الشركة الاستثمارية المجهولة أمامي، علما بأنني لا أعرف مقرها وفي أي بلد تقع هذه الشركة التي زعمت بأن لها نشاطا في كل أنحاء العالم، فبدأت بمبلغ ضئيل لايتجاوز آلالف ريال، وفي البداية تعاملت معي الشركة بكل أمانة ومصداقية وجرت اتصالات هاتفية بيني وبين مندوبها بعد أن زودته برقم هاتفي فاتصل بي المسؤول وحثني على المزيد من استثمار أموالي، وللتأكد من مصداقية وأعمال الشركة فوجئت بإيداع إرباح وصلت إلى 800 ريال في حسابي، وهذا مما شجعني وزاد من ثقتي في هذه الشركة الاستثمارية التي أتعامل معها، فبادرت إلى إيداع مبلغ خمسة آلاف ريال في نفس حساب الشركة، آملا في تحقيق مكاسب ضخمة منها حسب المفاهمة التي تمت مع مندوبها والتي يتضح أن مقرها في مالطا حسب الاتصالات التي وردت عبر هاتفي .. وبعد إيداعي المبلغ (5) آلاف ريال ظللت انتظر إيداع الأرباح وأتابع بشكل مستمر حسابي البنكي آملا في تحقيق المكاسب المزعومة، ولكن دون فائدة ومضى أكثر من عدة شهور على هذه الحادثة وعند اتصالي بمندوب الشركة الاستثمارية فوجئت بإغلاق هاتفه ولقد مضت على هذه الحادثة أكثر من سبعة أشهر دون فائدة وأخيرا أدركت أنني كنت ضحية احتيال ذكية. وضحية أخرى لمثل هذا التعامل مع شركات وأفراد مجهولين يدعون إلى الاستثمار وهي السيدة ناريمين حداد من الطائف، والتي تحكي معاناتها وكيفية وقوعها في فخ إحدى المؤسسات الإستثمارية في الخارج، حيث تقول: البداية كانت عند متابعتي عبر بعض المواقع الإلكترونية لإعلانات نشرت فيها، تدعو الجميع بالاستثمار وتزف البشري بأرباح خيالية ستتحقق للمستثمر، ومن تلك البشري تحقيق مكاسب خيالية حيث استثمار مبالغ متواضعة وسال لعابي وقلت في نفسي لماذا لا أبادر بتجربة واستثمر مبلغا متواضعا عسى ولعل أجني من ورائه وأحقق بعض المكاسب والأرباح وأنا في منزلي، حيث أنني ربة بيت حاليا ولي راتب تقاعدي من التعليم لأنني كنت أعمل في سلك التعليم، وفعلا خضت غمار التجربة فأودعت مبلغ ألف وخمسمائة ريال كتجربة، ولم أتمالك نفسي بعد أسبوع حينما وردتني رسالة على هاتفي الجوال الذي زودت الشركة الاستثمارية المجهولة برقمه تفيد بأن المبلغ الذي استثمرته (1500) ريال قد حقق أرباحا قدرها خمسة آلاف ريال بحيث أصبح كامل المبلغ لصالحي هو (6500) ريال، وكم كانت فرحتي بهذا الإنجاز الربحي غير المسبوق في وقت بسيط لايتجاوز الأسبوع فقط، وشجعني ذلك إلى مزيد من الاستثمار في هذه المؤسسة، وإضافة مبلغ قدره ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال لاستمر في عملية الاستثمار في هذه الشركة، وهكذا أودعت مبلغ عشرة آلاف ريال لصالح الشركة لتحقيق مزيد من المكاسب .. وتمضي قائلة: ولقد مضى عام كامل دون فائدة، حيث ضاع رأسمالي ومعها أحلامي بأرباح ومكاسب أحققها وأنا في منزلي واختفت المؤسسة .. وبناء على ماحدث تقدمت بشكوى إلى الجهات المالية والقانونية في المملكة وذات العلاقة بهذه المجالات ولكن الإجابة كانت سلبية وأن لا دخل لهم بمثل هذه القضايا الخارجية. يصف الخبير والمحلل المالي محمد النفيعي رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة مثل هذه العمليات بأنها من نوع الاستثمار الإرهابي الذي يفتقد إلى الضمانات ويتم بشكل غير نظامي وأن معظم هذه الأنشطة تقف وراءها عصابات منظمة في الخارج مطالبا الجميع بضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم التعامل مع الرسائل المجهولة التي ترد إليهم وتدعوهم إلى استثمار أموالهم وتحقيق أرباح خيالية وطالب بضرورة تجاهل ذلك وتحذير الجميع من مثل هذه الأمور، مضيفا أن مواطنينا مستهدفون من عصابات خارجية، ويقول بأن مجال الاستثمار محليا متاح للجميع ومضمون، وأن على الجميع عدم التعامل مع أفراد أو شركات أو إعلانات تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الأخرى أو ترد إليهم عبر البريد الإلكتروني.