اشتكى عدد من سكان فيفاء من كارثة بيئية تهدد الزراعة في فيفاء بعد انتشار حشرة على شكل دودة بيضاء صغيرة تتلف ثمار الفواكه. وقال عدد من المواطنين إن الحشرة هي حشرة البق الدقيقي، واتهموا وزارة الزراعة وخبراء منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) بنشر الحشرة بعد أن تم جلبها من جنوب أفريقيا للمملكة بغرض التجارب فقط. من جهته، قال المواطن علي جابر المشنوي: لم تظهر هذه الحشرة في فيفاء إلا منذ فترة قريبة بعد أن أعلنت وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو إحضار حشرة البق الدقيقي للمملكة للتجارب بغرض مكافحة نبات البلس الذي أثبتت الحشرة جدوتها في القضاء عليه في أسترالياوجنوب أفريقيا، وأضاف المشنوي: بعد تقصي وبحث دقيق عن نوع هذه الحشرة التي أصابت الفواكه في فيفاء ومقارنتها ببعض الصور في عدد من المواقع الإلكترونية اتضح أنها حشرة البق الدقيقي، وقال المشنوي: إن وزارة الزراعة والفاو سمحتا بنشر هذه الحشرة في المملكة رغم أن التجارب التي أجريت أثبتت فشلها في القضاء على نبات البلس فقط وذلك حسب ما أعلنته وزارة الزراعة، وطالب المشنوي بسرعة البحث عن حلول عاجلة لمكافحة هذه الحشرة. وفي السياق نفسه، أوضح جابر مسعود العبدلي أن هذه الحشرة أثرت على الفواكه في فيفاء منذ ثلاث سنوات خاصة من جهة الشرق حيث هيئة تطوير فيفاء ثم العدوين والنفيعة والعبدلي ووصلت الآن إلى الحكمي والمشنوي حتى اجتاحت عموم فيفاء. من جهته، أكد مدير فرع البنك الزراعي بفيفاء المهندس محمد موسى الفيفي أن هذه الحشرة سبب المرض الذي أصاب الفواكه في فيفاء التي أتت إلى فيفاء من النباتات المستوردة التي تم إحضارها للمنطقة، وقال إن خطورة هذه الحشرة تكمن في أنها تصيب العديد من الفواكه كالرمان والبرتقال والليمون وغيرها من الفواكه التي تزرع في محافظة فيفاء، ورجح إمكانية مكافحتها بواسطة الرش بالمبيدات الحشرية لكنه حذر من استخدام تركيزات مرتفعة تبقى في الفواكه بعد نضجها وتنتقل وتؤثر على الإنسان لاحقا. من جانبه، أكد أستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود والمستشار بوزارة الزراعة الدكتور إبراهيم محمد عارف، عدم سماح اللجنة التي شكلت من وزارة الزراعة وخبراء كلية الزراعة بجامعة الملك سعود بنشر حشرة البق الدقيقي في المملكة؛ لأن نشرها لا يتم إلا بعد ثبوت نجاح التجارب في المحميات وأخذ الإذن والموافقة من الدولة لنشرها، وبين أن اللجنة أوصت بعمل المزيد من الدراسات والأبحاث على الحشرة، وقال لقد طالبنا أيضا بعدم الاعتماد على نتائج دراسات منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو)، وأضاف أنه إذا ثبت أن هذه الحشرة تسربت للمنطقة بطريقة خاطئة فإنها ستكون كارثة حقيقية وستدمر البيئة الطبيعية في المنطقة وتمتد لباقي مناطق المملكة إذا كانت نفس الحشرة التي أضرت بالفواكه في فيفاء؛ لأنها حشرة غازية وضررها سيكون أكثر من البلس، وطالب بسرعة دراسة الحشرة للتأكد من نوعها وإيجاد وسائل الحماية الناجعة للمحاصيل الزراعية في فيفاء.