رغم التأكيدات الرسمية الصادرة من القاهرة على أن التوجه الدبلوماسي نحو موسكو لا يعني إحلال روسيا بديلا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإنما هو لإعادة التوازن المفقود فى الشرق الأوسط في محاولة لجعل المنطقة أكثر استقراراً، إلا أن المؤكد أيضاً هو سعي القاهرة نحو تنويع السلاح.. يدفعها إلى ذلك: أولا: التلويح الأمريكي سابقاً وفي أكثر من مناسبة بقطع المساعدات كورقة ضغط على السياسة المصرية بحيث تظل تغرد داخل السرب الأمريكي. ثانياً: إقدام واشنطن بالفعل على تعليق بعض المساعدات العسكرية، وأعقبت ذلك بإيقاف تسليم طائرات اف 16 وطائرات أباتشي التي كان مقرراً تسليمها لمصر. ثالثاً: الحرص الأمريكي الدائم والمعلن على التفوق الإسرائيلي عبر التسليم النوعي عبر وارادت السلاح الأمريكية للمنطقة. ورغم أن معظم هذه الحيثيات ليست جديدة، فإن نظام ما بعد 30 يونيو فى مصر تعرض لضغوط شعبية للحد من تبعية مصر فى عهد الإخوان لواشنطن، وإذا كانت هناك معلومات متسربة عن صفقة أسلحة روسية ونوعيتها ومصادر تمويلها، فإن ثمة مؤشرات أنه سيتم الاتفاق على تفاصيلها فى زيارة بعد غد الأربعاء حيث تستقبل القاهرة وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والدفاع سيرجي شويجو.. ومن هذه المؤشرات: أن الوفد المرافق للوزيرين سيضم عدداً من خبراء السلاح بينهم النائب الأول لرئيس هيئة التعاون العسكري ألفى أندريه بويتسوب، ومسؤولون فى شركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أويورون أكسبورت». إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي من المقرر أن يزور مصر قريباً عن استعداد موسكو لتغطية الاحتياجات العسكرية المصرية فى حالة طلبها.. بل تسربت معلومات عن عرض روسي تختار مصر بموجبه نوع السلاح الذى ترغبه وتحتاجه. تأكيد خبراء عسكريين مصريين فى أكثر من مناسبة على أن السلاح الروسي لا يقل جودة عن نظيره الأمريكي وأنه لا يزال موجوداً فى يد الجندي المصري الذي يجيد استخدامه، والتأكيدات التي حصلت عليها وفود سياسية وشعبية زارت موسكو مؤخراً بأن روسيا مستعدة لسد احتياجات مصر من السلاح وغيره من السلع الاستراتيجية مثل القمح.