لا أحمل ساعة حين أريد معرفة الوقت أتسلل إلى حزنٍ قديم وأدغدغ اللغة النائمة بسكين. هذه الكلمات التي تصفقون لها دمي هذه الوحوش الكاسرة التي أخبّئها لكم بين السّطور صناعة منزليّة بامتياز تلك الاستفهامات وعلامات الترقيم التي لا يتوقف عندها احدٌ قلبي الممزّق! أكتبُ لكم عن الرّيش وأنا عار من الدّفء عن الجدران وظهري تأكله المسامير، أصرخ ولا أموتُ أتمرغ في النّسيان ولا أصير تمساحا، أخرج رأسي من الغابة ولا يلتفتُ نحوي إلا البنادق! أعود إلى داخلي لكنّني أتوه في العتمة. أعترف أنّني تماديتُ أنّني جعلتُ من اللغة سكيناً ومن النسيان حفرةً تسكنها العقارب لكنني سأكشف لكم سرّ اللعبة أنا أحشو أظافري وأسناني وحبلي الشوكي في القصيدة أضيف إليها مسحوق حيلي القذرة جداً وأنفخ فيها الندم أجعلها لغماً وأنتظر أن يقودكم الفضول إلى وحشتي أقول لمن يجيء «لا أحمل ساعة كم الوقت الآن!» وأقدّم له قصيدةً ثمّ أراقبهُ ل «ثلاث ساعاتٍ ونصف» وهو يختنق بمفاصلي الخشنة. لو أردتَ أن تنجو لا تقرأ هذا الكلام لا تبحث هنا عن نهاية سعيدة أو حزينةٍ أنا فريسة أخطائي ولا يهمّني الوقت أفعل هذا كلّه لأنّني خسرتُ «ثلاث حيوات ونصف» كان من الممكن أن أتخلّى عنها لأجل آخرين ولم يكن عليّ الآن أن أخنقك بكل هذا لأضحك.