بدأت لجنة عاجلة أمر بتشكيلها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة أمس عملها لإنهاء أزمة نفايات المنطقة، وذلك في مقر الشركة المتعهدة بالنظافة في طريق ينبع القديم. وعقدت اللجنة الرباعية المشكلة من الإمارة، الأمانة، الشرطة ومكتب العمل بالمنطقة، اجتماعها الأول أمس بحضور مدير مشروع النظافة عبدالله يونس، واستمعت للأسباب التي دفعت 3 آلاف عامل نظافة للتوقف عن العمل، وسجلت عددا من الملاحظات، وبين مدير الشركة أن معاملاتها تعرضت للكثير من العقبات أمام الجهات المختصة، واستعرض أبرز ما قدمته الشركة لدعم السعودة من خلال تعيين 120 موظفا سعوديا من أصل 200 وظيفة إدارية. في المقابل اتهمت اللجنة الشركة بالتقصير في إنهاء إجراءات عمال النظافة وعدم الاستفادة من المهلة التصحيحية التي انتهت نهاية العام الماضي، وطالبتها بحصر جميع عمال النظافة، ممن يملكون إقامات نظامية، لاستئناف العمل في أسرع وقت ممكن، إلا أن مدير الشركة أوضح أنهم في انتظار إنهاء إجراءات إقاماتهم، وعند آذان الظهر خرج أعضاء اللجنة من الاجتماع برفقة مدير الشركة دون التوصل لحل عاجل يساهم في إنهاء أزمة النفايات. ورصدت «عكاظ» الكثير من التفاصيل التي ناقشتها اللجنة في اجتماعها مع مدير الشركة، وتم الاتفاق على إنهاء امتناع العمال عن العمل في أسرع وقت ممكن، حيث شوهد مدير عام النظافة في أمانة المنطقة المهندس محمد علي الحربي وهو يناقش الأزمة مع وكيل أمير المنطقة محمد مصطفى سيف ومدير المشروع ومساعد مدير الشرطة. في المقابل كشف ل «عكاظ» مصدر موثوق في أمانة المنطقة أن راتب عمال النظافة المتدني جداً هو من قادهم للتوقف عن العمل، ويبلغ 250 ريالا شهريا فقط. وفي الوقت الذي اجتمعت فيه اللجنة الرباعية مع الشركة المتعهدة تزايدت أكوام النفايات في مختلف شوارع وأحياء المدينة، فيما بدأت مجموعات شبابية تطوعية في إزالة النفايات من الأماكن العامة، وكانت المنطقة المركزية الأكثر تضرراً، وهو ما دفع أمانة المنطقة لتطبيق الخطة البديلة بالاستعانة بشركات أخرى تعمل في مجال النظافة في عدد من الجهات الحكومية، حيث تمت الاستعانة ب 200 عامل و5 رافعات للحاويات. وعلمت «عكاظ» من مصادر داخل اللجنة أن أزمة النفايات ستنتهي خلال الساعات القادمة، وذلك بعد أن رصدت اللجنة تجاوباً كبيرا من قبل بعض عمال النظافة. من جهته قال أمين المنطقة الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر ل «عكاظ» التي التقته أثناء تواجده الميداني في محيط المسجد النبوي الشريف لمتابعة أعمال النظافة، عندما تجرد من منصبه وتحول إلى «عامل نظافة» ممسكا بالمكنسة أمام الجميع في خطوة وصفها أهالي المدينة بالجريئة، قال «ما نقوم به من عمل يمليه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا تجاه بلدنا والمدينة بصفة خاصة والدولة تعمل على ضبط الأمور والأمانة تدعم ذلك التوجه».وأضاف أزمة النفايات سيتم حلها عاجلاً، حيث جرى التنسيق مع جميع الجهات المختصة ذات العلاقة لإنهاء توقف عمال النظافة، فيما تم تطبيق خطة الطوارئ لإزالة النفايات من مختلف الشوارع، وتضمنت الخطة بأن تكون المنطقة المركزية هي نقطة انطلاق خطة الطوارئ، حيث تمت إزالة 70 في المائة من النفايات من المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي. من جهة أخرى نفت جوازات المنطقة على لسان ناطقها الإعلامي المقدم هشام الردادي، ما تردد حول عدم وجود عدد كاف من الإقامات، مؤكدا أنه بإمكان مندوب الشركة مراجعة الجوازات والحصول على إقامات لجميع العاملين لديهم، وذلك بعد استكمال الإجراءات النظامية. وكشف ل «عكاظ» مدير مشروع النظافة بالمدينة عبدالله يونس أن السبب الرئيسي لتوقف عمل عمال النظافة هو تعطل تجديد إقاماتهم، مبيناً أن الشركة قدمت الكثير من الحلول أمام الجهات المختصة لتجاوز الأزمة.