يضبط عمال النظافة في الكثير من المدن ساعاتهم على وقع الإهمال والكسل وربما التسول والتقاط النفايات التي يمكن تدويرها مثل علب المشروبات الغازية وبقايا الأسلاك النحاسية، ما يصرفهم عن أداء المهمات الموكلة على عاتقهم، إذ يتحجج الكثير منهم بقلة الرواتب وعدم صرف مستحقاتهم في الموعد المحدد، ما يجعلهم يتهاونون في أعمالهم ويتخم الحاويات بمخلفات المنازل التي تكون مرتعا لجيوش الذباب والحشرات الموسمية. «عكاظ» لبست قفازات الشفافية وجابت أحياء الكثير من المدن ورصدت بالكاميرا تكدس النفايات في الكثير من الشوارع الداخلية. الرصد الأول كان من تبوك، إذ أوضح بعض الأهالي أن ثمانية أحياء في المدينة تعاني منذ شهر تكدسا في النفايات ما جعل بعض شباب الأحياء يتولون نظافة الشوراع. وكان أهالي أحياء الروضة، النهضة، القادسية الورود، السليمانية، المنتزه، وسلطانة اشتكوا من تكدس النفايات أمام منازلهم دون أن يتم رفعها من الشركة المسؤولة عن النظافة، ومضى بحسب أحاديث أهالي بعض الأحياء أكثر من شهر دون تواجد لعمال النظافة وغياب تام لأي حلول من قبل البلدية، الأمر الذي جعل بعض أهالي الأحياء يبادرون بتنظيف شوارعهم بأنفسهم بعد أن تراكمت النفايات ووصلت لحد لايطاق - بحسب وصفهم. من جانبه أوضح رئيس المجلس البلدي في منطقة تبوك جمال الفاخري، أنه تم التوقيع مع 3 شركات جديدة خاصة بالنظافة في مدينة تبوك، مشيرا إلى أنها لم تستلم حتى الآن عملها لوجود إشكالية في عقدها ستنتهي قريبا، وأضاف «أمانة منطقة تبوك تقوم حاليا بجهود جبارة من خلال استخدام مكابس من بلديات المحافظات وسيارات ليست متخصصة في نقل النفايات وذلك لسد العجز الموجود، ووعد الفاخري بانتهاء الإشكالية في القريب العاجل، مشيرا إلى أن السيارات الخاصة بالشركات الجديدة ستكون من طراز حديث». وكشفت جولة «عكاظ» لعدد كبير من الأحياء السكنية في الطائف غياب النظافة في الشوارع الخلفية ووسط الأحياء السكنية، بينما ظهرات الشوارع الرئيسة نظيفة وطالب عدد كبير من أهالي حي الوشحاء والسحيلي والشهداء الشمالية والجنوبية والنزهة وغيرها من الأحياء الجهات ذات الاختصاص بسرعة إيجاد حلول مناسبة لإنقاذ الطائف من خطر يتربص بها بسبب النفايات المنتشرة في الأحياء السكنية، وأرجع مصدر مسؤول في أمانة محافظة الطائف أنه تم إنهاء عقد الشركة في الفترة السابقة وتم التعاقد مع شركات جديدة وهناك خطة لنظافة شوارع الطائف، مؤكدا أن الموازنة ستنهي معاناة السكان مع غياب النظافة في الشوارع. وفي المدينةالمنورة برر عدد من عمال النظافة أن عقود العمل التي وقعتها معهم الشركة لم تطبق على أرض الواقع، كما أنهم لا يتقاضون رواتبهم في الموعد المحدد لها ما يجعل بعضهم يتهاون في عمله ويسعى لزيادة دخله عبر تنزيل البضائع في المحال التجارية وغسل السيارات، وقال جويل خان إنه يعمل ثماني ساعات يوميا في نظافة الشوارع الرئيسة في أحد الأحياء السكنية مقابل مرتب 250 ريالا شهريا مع تجديد إقامته وتأمين سكن له مجانا ومع ذلك فإنها لا تصرف لهم رواتبهم في مواعيدها مما جعله يقوم بأعمال أخرى كتحميل وتنزيل البضائع في المحلات والمنازل وغسيل سيارات المواطنين. وفي موازاة ذلك أوضح عبدالله يونس نائب مدير الشركة المكلفة بنظافة أحياء المدينة أن هناك مشاكل بسيطة تم حلها ولم يؤثر توقف العمال على مستوى النظافة في المدينة لأنه يسير وفق خطط مرسومة ومحدودة، والمدينة وأحياؤها ولله الحمد نظيفة والجميع يشهد بذلك. وفي أحياء جنوبجدة تتكدس النفايات في عدة شوارع مخلفة بأشكال هرمية من أكياس النفايات، وتبعث بالروائح المختلفة في منطقة الحاويات وما حولها مسببة لسكان تلك المناطق البسيطة الكثير من الضرر في ظل غياب عمال النظافة الذين حاولت «عكاظ» الالتقاء بهم في هذه المناطق وبحثت عنهم دون جدوى. وفي جولة ميدانية لمنطقة الشرفية والسبيل والهنداوية وغليل رصدت «عكاظ» تكدس النفايات ما يجعل الإنسان يفر من الروائح غير المستحبة التي تنبعث من النفايات المتحللة. من جهته أوضح المتحدث الإعلامي الرسمي لأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن كمية النفايات في بعض الأحيان تكون أكثر من تحمل الضاغطات، كاشفا عن عقد جديد مبرم مع شركة نظافة ستكون أحياء جنوب جديدة هي موقع عملها الوحيد. وبين أنه سيتم تسليم الموقع خلال الشهرين المقبلين، وهذا لا يعني توقف عملية النظافة، وقال «من المستحيل أن تبقى النفايات أكثر من ثلاثة أشهر، وقد كانت بالفعل هناك مشكلة مع إحدى شركات النظافة وحلت سريعا». من جانب آخر، احتوت أمانة العاصمة المقدسة أزمة النظافة التي فاقت بها في الفترة الأخيرة من خلال مواصفات وضوابط محددة وآليات موزعة لجميع أحياء العاصمة المقدسة، حيث بين المدير العام للنظافة بأمانة العاصمة المقدسة المهندس محمد المورقي «أن أمانة العاصمة المقدسة فتحت ملف قضية تدني مستوى النظافة في الفترة الأخيرة ودرست أبعادها حتى لا تتكرر، مبينا أنه جرى إحالة 200 عامل للجهات المختصة للتحقيق معهم لأنهم كانوا يحرضون العمال على التوقف عن أداء مهامهم».