بين عشية وضحاها يطل مغردون سواء ذوو شهرة في المجتمع، أو ممن لا يعرفهم أحد، بعدد تابعين يفوق الآلاف ويصل إلى الملايين، الأمر الذي يضع الكثير من علامات الاستفهام حول شعبية وشهرة تلك الأسماء التي بعضها وهمي فيما البعض الآخر معروف لكن شهرته لا ترتقي إلى مثل هذا العدد من التابعين. ووفقا لتقرير وكالة الوسائط الاجتماعية «ذا سوشال كلينيك»، فإن المملكة بها أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم نشط ل«تويتر» يصدرون أكثر من 50 مليون تغريدة شهريا، حيث سجل الموقع نمو المستخدمين بنسبة 30005 ما بين عامي 2011 - 2012م، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي. من هنا يتعجب الكثيرون كيف أن يحصل مغرد شهير في المملكة على تابعين بما يصل إلى سبعة أو ثمانية ملايين، مما يعني أنه يستحوذ على متابعة كل مستخدمي تويتر في المملكة، وينال أكثر منهم على المستوى العالمي، وهو أمر ربما ليس مقبولا في العرف العام، خاصة أن الشهرة تكون أكثر على الصعيد المحلي وتنطلق للصعيد العالمي، وقليل هم من يتبعون القاعدة العكسية في الشهرة من الخارج إلى الداخل، ومع ذلك نجدهم بلا تابعين محليين. ولعل التقارير الصادرة خلال العام الحالي، حول نشاط شراء التابعين الوهميين على تويتر، تكشف التباين في زيادة فائقة لعدد التابعين لبعض الشخصيات، خاصة أن الأمر أصبح أقرب إلى تجارة البيع والشراء، فنجد حسابات تعلن عن البيع صراحة وفق مفهوم السرية، والصفقات تتم عبر «الواتس أب» حفاظا على السرية التي يفضلها الكثير من المشاهير. ورصد تقرير صادر في 17 يوليو الماضي عن شركة «باراكودا لابز» الأمريكية المتخصصة بالدراسات وتحليل المخاطر أكثر من 1147 مشتريا للتابعين الوهميين بمعدل 52 ألف متابع لكل مستخدم، وكشفت أن بعض البائعين لديهم عدة آلاف من الزبائن، بمعدل إنفاق يبلغ حوالي 50 دولارا لكل زبون، وقدرت أن أحد البائعين الذين رصدتهم قد حصل حتى الآن على 1.4 مليون دولار من خلال هذه المهنة. وفيما بات البعض يتخوف من الحسابات الوهمية، ابتكر تجار المغردين طريقة أفضل للتخفي باعتماد كتابة تغريدات جديدة كل عدة أيام لإبعاد الزيف عنه مما يصعب تميزه، لكن المؤشرات تؤكد أن 77 تغريدة تمثل متوسط التغريدات في الحساب الوهمي، فيما يمتلك كل حساب 32 متابعا، في حين ارتفع معدل تلك الحسابات إلى سبعة أشهر خلاف الشائعات بسرعة ظهور وإغلاق تلك الحسابات وأشار جاسون دينغ الباحث في «باراكودا لابز» إلى أنه يمكن بيع كل متابع وهمي نحو ألفي مرة على الأقل مما يرفع قيمة المتابع الواحد إلى 20 دولارا أمريكيا، مضيفا أن مليون متابع وهمي يمكن أن يجلبون مليون دولار للبائع على الأقل، وأن المتاجرين بهذه الخدمات يبيعون كذلك التابعين على شبكات أخرى مثل «فيسبوك» و«قوقل بلس» و«يوتيوب» وغيرها من الشبكات الاجتماعية، وبالتالي مضاعفة جني الأرباح. المشاهير والصفقات لقد طالت الاتهامات والادعاءات العديد من الأسماء الشهيرة في مجتمعنا السعودي، وطرح من بينها أسماء لدعاة دين وشيوخ ورجالات مجتمع وإعلام وأعمال وفن، ولكن بغض النظر عن هوية هؤلاء المشاهير المتهمين بشراء تابعين وهميين، السؤال الأهم هنا هو: هل بالفعل قاموا بهذا الأمر؟. ولتوضيح هذا الأمر، نشير إلى أنه يوجد في شبكة الإنترنت مواقع وبرامج عدة تقوم بالكشف التلقائي عن نسبة وعدد الأتباع الحقيقيين والوهميين والحسابات غير المفعلة لكل معرف في شبكات التواصل، وبمجرد إدخال اسم الحساب تظهر النتائج على الفور. وقد تم تجريب هذه البرامج على عدد كبير من حسابات المشاهير في الغرب، وأتت بنتائج صاعقة، حيث تشير إلى أن حساب هيلاري كلينتون وزير خارجية الولاياتالمتحدة السابقة في «تويتر» يضم أكثر من 57 ألف متابع وهمي بما يعادل 18% من إجمالي التابعين، فيما في برنامج آخر تم من خلاله اختبار حساب الممثل الأمريكي الشهير توم كروز والذي يبغ عدد التابعين فيه أكثر من 4252892 متابعا، حيث كانت النتيجة صادمة للغاية وتبين من النتائج أن 74% من التابعين «أكثر من 3.5 مليون متابع وهميين وغير مفعلين لحساباتهم»، منهم 47% من التابعين وهميين و37% غير مفعلين، فيما التابعين الحقيقيين لا يتجاوزون 16% «نحو 680462 متابعا»، وهو فارق كبير. أسباب الشراء تتفق العديد من الدراسات وما يطرح من نقاشات في المدونات والمنتديات المتخصصة فيما يتعلق بقضايا شبكات التواصل الاجتماعي بأن المستخدم العادي على الأرجح يلجأ للشراء حتى يعطي انطباعا لدى الآخرين على مدى نجاحه وأهميته، واستغلال العدد الكبير من التابعين الوهميين كاستراتيجية لجذب تابعين حقيقيين، كما تلجأ الشخصيات السياسية والأحزاب إلى هذا التكتيك لأنها قد ترى في إقبال الجمهور على صفحاتها انعكاسا لقوة تأثيرها في الواقع، وحتى العلامات التجارية التي تتنافس فيما بينها على تدعيم وجودها في الشبكات الاجتماعية ترى أملا في الانتشار وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المبيعات بحسب رؤيتها. ولكن على الطرف الآخر، حذرت العديد من الدراسات الصادرة خلال العام الميلادي الجاري من مغبة الاندفاع في شراء المعرفات الوهمية، حيث حدد الباحث فرانسيسكو جاروفانو أربعة أسباب لعدم شراء تابعين وهميين في ورقته البحثية الصادرة في مارس الماضي، تتلخص في مخالفة قوانين تويتر باعتبار أن شراء التابعين الوهميين يخالف سياسة الاشتراطات ولها تبعيات قانونية وقضائية في عدد من الحالات. دقة النتائج في واقع الأمر، ليس من اللائق ولا المنصف أن توجه اتهامات لأي شخصية من دون تحقق كاف، حيث أوضح الباحث جيم دوفرتي في ورقته البحثية الصادرة في أغسطس الماضي بعنوان «ما هي دقة أدوات تحديد التابعين الوهميين؟»، وقام في دراسته بتحليل آلية عمل هذه البرامج والمعايير التي تقيم فيها النتيجة التقديرية حول وجود تابعين وهميين ونسبتهم وأعدادهم. الجاذبية للمحتوى ويعتبر يوسف عمر (خبير في منصات التواصل الاجتماعي ومدير عام شركة للاستشارات الإعلامية) ل«عكاظ» أن المستخدمين الذين يلجؤون لشراء التابعين، مغمورون ويسعون إلى البروز الإعلامي، وانتشار شعبيتهم وأسمائهم في شبكات التواصل، فيما الشخصيات المشهورة إعلاميا من فنانين ودعاة وإعلاميين بارزين، يجب ألا تلجأ لمثل هذا النوع من الشراء، ما لم يكن في خاطرها تنافس من نوع آخر. ويؤكد المهندس فيصل عزب المدير التنفيذي لشركة تقنية والخبير الفني في شبكات التواصل الاجتماعي ل«عكاظ» أن محتوى التغريدات هو ما يجذب التابعين لحساب شخصية ما. ويتفق على أن البرامج التي تكشف نسبة المتابعين الوهميين ليست دقيقة، وليست دليلا على أن صاحب هذا المعرف يقوم بشراء التابعين لغرض لفت الانتباه إلى جماهيريته، ولكن عندما تعطي هذه البرامج نسبا مرتفعة للمعرفات المحتمل بأنها وهمية (60% مثلا) فهذا مؤشر على احتمالية أن هناك معرفات وهمية بالفعل.
قائمة أشهر 10 مغردين سعودين
تباينت قائمة أكثر عشر شخصيات سعودية لديها متابعون على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، مع الأكثر تغريدا، ففي الوقت الذي حل الداعية الدكتور محمد العريفي الأول في الأكثر متابعة بنحو 7 ملايين متابع، كان المركز الأول للأكثر تغريدا في قائمة ال 10 من نصيب سلمان العودة والذي بلغ عدد تغريداته 34,234 تغريدة، فيما كان في المركز الرابع في عدد المتابعين بنحو 3,800,564 متابعا. وحل في المركز الثاني في الأكثر متابعة الدكتور عائض القرني، بنحو 4,731,400 متابع، رغم أنه حل في المركز السادس في عدد التغريدات بواقع 16,426 تغريدة. وحل في المركز الثالث في عدد المتابعين أحمد الشقيري بنحو 4,652,342 متابعا، لكنه كان في المركز الثامن في عدد التغريدات بواقع 7,158 تغريدة. وجاء رابعا في عدد المتابعين الدكتور سلمان العودة.وحل في المركز الخامس لعدد المتابعين الدكتور طارق الحبيب بنحو 3,100,373 متابعا، فيما كان متقدما في المركز الثالث في عدد التغريدات بواقع 20,864 تغريدة. وفي المركز السادس بعدد المتابعين كان الفنان فايز المالكي، بعدد 2,179,376 متابعا، بينما كان خامسا في عدد التغريدات بواقع 18,553 تغريدة. وفي المركز السابع بعدد المتابعين كان الشيخ صالح المغامسي بنحو 2,134,233 متابعا، فيما كان تاسعا في عدد التغريدات بعدد 4,064 تغريدة. وجاء ثامنا في عدد المتابعين الأمير عبدالرحمن بن مساعد بنحو 1,829,633 متابعا، فيما كان سابعا في عدد التغريدات بواقع 7,895 تغريدة. وحل تاسعا في عدد المتابعين وليد الفراج بنحو 1,385,832 متابعا، رغم أنه كان في المركز الثاني في عدد التغريدات بواقع 28,887 تغريدة. وجاء في المركز العاشر الأمير الوليد بن طلال بواقع 1,083,209 متابعا، وفي نفس المركز العاشر كان في عدد التغريدات والتي لم تتجاوز 72 تغريدة. وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد المتابعين لهذه الشخصيات تجاوز حاجز ال 30 مليون متابع، فيما كتبت هذه الشخصيات قرابة 160 ألف تغريدة.