تجتمع المعارضة السورية في التاسع من نوفمبر الجاري في اسطنبول، لتحديد موقفها النهائي من مؤتمر جنيف- 2، وهو الاجتماع الذي أجل أكثر من مرة ، تحت وطأة ضغوط دولية وعربية مكثفة لإقناعها بالمشاركة في المؤتمر الذي لم يحدد موعد انعقاده بعد. ويثير انقسام المعارضة السورية، العديد من علامات الاستفهام، حول الخلافات الحقيقية داخل مكوناتها، والعقبات التي تعترض توحيد جهودها، وهل هذه الخلافات مجرد اختلاف في الرأي والرؤية، أم أنها حرب زعامات ومصالح، لاسيما أن المجلس الوطني السوري أحد أبرز مكونات الائتلاف المعارض أعلن رفضه المشاركة في جنيف - 2. كما أن هناك مخاوف من حدوث شرخ في الجسم السياسي المعارض لنظام الأسد، نتيجة قبول جهات في الائتلاف الوطني الجلوس إلى طاولة حوار مع نظام الأسد، دون الإصرار على محاسبة أركان النظام. وفي هذا السياق، أوضح عضو المجلس الوطني المعارض زيوار العمر، أن المعارضة السورية تعاني من تباينات واختلافات في الرؤى فهناك انقسام جذري بين الائتلاف وهيئة التنسيق، إذ أن التباين حاصل حول مصير بشار الاسد في مستقبل سوريا ،لافتا إلى أن العوامل الإقليمية والدولية تقف خلف تجذر هذا الانقسام. وأضاف أن هناك انقساما منذ بداية الثورة، مرجعه إلى عوامل كثيرة وطبيعية أولها أن الثورة قد طالت، فثلاث سنوات كفيلة بظهور تباينات واختلافات، كما أن أصدقاء سوريا لم يفوا بتعهداتهم تجاه الثورة ما جعل مصادر التمويل والدعم تتشعب ما أوجد العديد من المجموعات غير المنسجمة. وأفاد العمر أن هناك تباينا داخل الائتلاف، كما أن هناك تباينا داخل الجيش الحر حول المشاركة في جنيف2، فمنهم من يرى ضرورة المشاركة بعيدا عن الشروط المسبقة، ومنهم من يشترط رحيل الأسد للمشاركة، بيد أن خلاصة الأمر هو أن توحيد المعارضة ليس من المستحيل تحقيقه إن توحد الدعم باتجاه مرجعية واحدة ما يجعل من السهل إنشاء مركزية للقرار السياسي. من جهته، رأى القيادي في الجيش السوري الحر العميد أنور سعد الدين، أنه لا توجد معارضة موحدة عبر التاريخ، فالمعارضة حالة شعبية متنوعة الأفكار، مشيرا إلى أنه في سوريا هناك حراك ثوري في الداخل، وهناك الجيش الحر الذي انشق عن النظام، وهناك شخصيات سياسية مرموقة تمثل الائتلاف، ولذا فإنه من الطبيعي أن من أن يكون هناك تباين بين هذه المجموعات. وقال أنور: «لكن هذا التباين لا يلغي الثوابت من أن الجميع يريد سوريا حرة ديمقراطية مدنية ولا يريد بشار الأسد في مستقبل سوريا»، مضيفا أن هناك خلافات تكتيكية لكن الهدف واحد والثوابت واحدة. واعتبر أن العالم الغربي وأصدقاء سوريا يتخذون من قضية توحيد المعارضة سببا لتغطية فشلهم وهم يعلمون تماما لو التزموا بدعم الجيش الحر والائتلاف كما وعدوا لما كان هناك تطرف ولا متطرفين، مؤكدا أن الائتلاف والجيش الحر يمثلان الشريحة الكبيرة من المعارضة وهذا ما يعلمه الجميع وتترجمه الوقائع على الأرض.