صدر للدكتور علي إبراهيم النملة عن المجلة العربية كتاب حمل عنوان: «الاستشراق بين منحيين النقد الجذري أو الإدانة» وكتب في مدخله: إن حركة الاستشراق حركة فريدة من نوعها في تاريخ الفكر العالمي القديم والمعاصر إذا ما أخذ بعين الاعتبار قيام ثلة من العلماء والمفكرين غير المسلمين بالتعاطي مع علوم الإسلام والمسلمين وتراثهم وأخلاقهم وعاداتهم وآدابهم بل وسلوكياتهم دراسة وتحقيقا وترجمة وحفظا ونقدا ، مما أثار كثيرا من التساؤلات حول دوافع هذه الفئة وأهدافها، وهل قامت هذه الحركة لتأجيج الصراع بين المسلمين وغير المسلمين من الغربيين تحديدا ؟ ، أم أنها حركة هدفت إلى بناء الجسور العلمية والثقافية بين الشرق والغرب على غرار ما قام به المسلمون في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية في القرون الأولى للإسلام ، وأظهر هذا الهاجس في موقف المستشرقين من الحضارة الإسلامية نمطا من أنماط التلقي عن المستشرق قد يدخل في مجمله في مفهوم «نقد الاستشراق» ، وجاء نقد الاستشراق هذا بدءا من قبل علماء الإسلام والعربية ثم تبعه رهط من المستشرقين أنفسهم. وأورد الدكتور علي النملة أنه ليس من اليسير التحديد الدقيق لموقف علماء الإسلام والعربية من الاستشراق بل إن موقف المستشرقين لنفسهم من الاستشراق يعتريه قدر من الغموض إلى درجة محاولة التخلص من المصطلح ورميه. وتناول المؤلف في الفصل الأول: «البحث في المواقف» .. استعرض فيها مقولات بعض الأدباء وموقفهم من الاستشراق ، كما كتب عن تحديد المواقف والموقف المتوجس والمنبهر ، والوسط .. كما قام المؤلف بتقويم تلك المواقف من خلال استقراء غير شمولي حول ماكتب عن الاستشراق والمستشرقين من نقد.. وفي الفصل الثاني تناول الكاتب الاستشراق الالماني والمكتبة الإسلامية، واختتم كتابه بقوله: «تفاوتت مواقف علماء الإسلام ومفكري العربية وبعض المستشرقين حول نقد الاستشراق من حيث إسهاماته في خدمة التراث العربي الإسلامي وآداب المسلمين وسياستهم ومجتمعهم وفنونهم فأدى ذلك التفاوت في المواقف إلى الخروج برؤية أقرب إلى الموضوعية من حيث النقد الجذري للاستشراق بدلا من الاستمرار في الإدانة.