أرجع رئيس مركز التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور منصور عطية المزروعي، أسباب التقلبات المناخية التي شهدتها المملكة خلال الأيام الماضية وحتى أمس إلى تعمق منخفض في طبقات الجو العليا أثر بشكل خاص على المناطق الشمالية والشمالية الغربية، مبينا أنه صاحب ذلك تواجد رطوبي في طبقات الجو العليا القريبة من سطح الأرض، ما أدى لهطول أمطار متفرقة على مناطق حائل وتبوك والجوف وأجزاء من منطقة المدينةالمنورة. وأفاد المزروعي ل«عكاظ» أن التوقعات تشير إلى وجود حالة جوية مطرية مرتقبة نتيجة لتوقع تكون منخفضات جوية في طبقات الجو العليا مصاحبة لتيارات رطبة دافئة ناتجة من تمدد منخفض السوادن الموسمي، وذلك في شهر نوفمبر الجاري ويتوقع أن يكون أول حالاتها في بداية الأسبوع الثاني من شهر محرم المقبل وقد تتأثر بها السواحل الغربية من المملكة ومنها محافظة جدة. وأشار إلى أن مناطق شمال شرق المملكة تأثرت أيضا بهذه الحالة المطرية نتيجة لتحرك المنخفض شرقا وأثر بشكل خاص على منطقة الحدود الشمالية ومنها محافظة عرعر ويتوقع أن يكون اليوم الأحد النهاية التقريبية لهذه الحالة وعودة الاستقرار للأجواء، لافتا إلى أن هذا الموسم يعتبر مختلفا نسبيا عن الموسمين الماضيين وأن المبشرات بأن يكون موسما ممطرا واضحة وظهر ذلك في بوادر الحالة المطرية السابقة. وعن حالة الأجواء بشكل عام في شهر نوفمبر قال «كما أشرت سوف يكون ممطرا وخاصة على غرب المملكة والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى منها، وأن هذه الأمطار ستكون حول المعدل، كما يشير الاستقراء المناخي لشهر نوفمبر إلى أن توزيعات الأمطار تظهر على صورة حزام يمتد من وسط غرب المملكة إلى المناطق الشمالية والشمالية الشرقية وتقل نسبيا على المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية». وأبان أن مخرجات نموذج مناخ جامعة الملك عبدالعزيز التجريبي للتوقعات الفصلية والذي يتم تطويره حاليا بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي بالجامعة يشير إلى أن أنماط توزيعات الأمطار على المملكة لشهر نوفمبر متطابقة مع أنماط التوزيعات المناخية لها، كما أن التوقع المناخي الفصلي لدرجات الحرارة يبين أنها ستكون أقل من معدلاتها على الشرق والشمال الشرقي، بينما أعلى من معدلاتها قليلا على غرب وجنوب غرب المملكة. إلى ذلك، حذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من الضباب الكثيف الذي يسود المنطقة الشرقية ويتواصل لأيام، مبينة أن هناك تنويها صادرا عن نظام الإنذار المبكر بالرئاسة يتمثل في تأثر الرؤية الأفقية بسبب العوالق والضباب الكثيف في المنطقة شاملا: الدمام، الظهران، الأحساء، الجبيل، القيصومة، حفر الباطن، وخاصة المناطق المفتوحة والطرق السريعة. ودعت المواطنين والمقيمين الذين يقودون السيارات إلى أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة من المديرية العامة للدفاع المدني للتعامل مع مثل هذه الظاهرة، بعد أن غطى الضباب الكثيف فجر أمس سماء الشرقية ووصل إلى درجة حجب الرؤية عن السائقين لمسافة عشرة أمتار، حيث بدأ تراكمه عند الساعة الواحدة صباحا وازدادت كثافته حتى السادسة فجرا ليزول بشكل كلي عند السابعة صباحا، متسببا في إرباك الحالة المرورية، لتقوم عناصر أمن الطرق بعمليات تفويج للمركبات والشاحنات تفاديا لوقوع الحوادث، إضافة إلى عمليات متابعة تقوم بها دوريات أمن الطرق المتحركة لرصد الوضع. من جهتها، نصحت مصادر بإدارة المرور قائدي المركبات الذين يستخدمون الطرق الخارجية بترك مسافة كافية بين السيارات لتجنب الأخطار الناجمة عن انتشار الضباب، مشيرة إلى أن من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها السائقون في حالة وجود ضباب تشغيل الغمازتين في وقت واحد، بالرغم من أن هذا أكبر خطأ لأنه لا يوضح لمن وراءه الجهة التي يتجه إليها «يمينا أو يسارا»، مشددة على أن يكون تشغيل (الغمازتين) في حالة وقوف السيارة بشكل مفاجئ فقط أو عند سحب دراجة أو شيء آخر.