شيعت، أمس، في الرياض، جنازة الكاتب والشاعر حزام العتيبي، ووفاته جاءت بعد معاناة طويلة مع المرض. وأديت الصلاة عليه في جامع الملك خالد ودفن مقبرة حي الحمام بالرياض، وتتلقى الراحل العزاء في منزل والده في محافظة الدوادمي أو على الجوال (0502627374) وأعرب عدد من الشعراء والإعلاميين والمثقفين عن بالغ الأسى لوفاة زميلهم، وسيطرت حالة من الحزن بين أهله وذويه، وللعتيبي نشاط أدبي وثقافي بارز، حيث عمل لسنوات طويلة في الملحق الثقافي في جريدة «الرياض»، ثم عام 1419ه انتقل إلى صحيفة «عكاظ» محررا ثقافيا في مكتبها بالرياض، والعتيبي يكتب الشعر والمقالة الصحافية، وله مجموعات شعرية. وتحدث ل «عكاظ» عدد من المثقفين والنقاد، حيث يقول مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي: «حزام العتيبي واحد من أهم الأسماء التي مزجت بين المجال الأدبي كشاعر وكاتب ومثقف جميل وشاعر معروف، وبين عمله في حياض الإعلام المكتوب طويلا، رحم الله حزام الذي كون مع أرملته الروائية والكاتبة ليلى الأحيدب ثنائيا التقى في مضمار الأدب والإعلام، وكونا أسرة استطاعت أن تمخر عباب الحياة بنجاح اجتماعي جميل يضرب به المثل في الأوساط الإعلامية وجموع المثقفين». وقال الناقد الدكتور سعيد السريحي: «عرفت الصديق حزام العتيبي رحمه الله منذ أن كان محررا في جريدة الرياض، وتوطدت معرفتي به حينما أصبحنا زملاء في «عكاظ»، وقد قرأته شاعرا كما قرأته كاتبا، ووجدته في الحالتين رجلا صادقا فيما يكتب، متحمسا لما يعتقد، منفعلا تجاه ما يذهب إليه، كانت سمة الصدق التي لا تكاد تجعل له صاحبا غير أنه كان محبوبا من قبل من يعرف، معدنه الأصيل وطيبته التي تتوارى خلف ما يبدو عليه من حده، كان رجلا كريما، صادقا إذا صادق، وواضحا إذا خاصم، لا يعرف كيف يجامل، ولا يعرف كيف يهادن، فقدنا بفقده رجلا لا يتكرر في شخص مثله، فرحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر». من جانبه، قال الروائي عبده خال: «حين علمت بوفاة الصديق حزام العتيبي، علمت مقدار أن يعيش الإنسان وحيدا مغتربا بين أصدقائه، فخبر وفاته اقترن بأنه كان مريضا ويرقد في المستشفى لوقت ليس بالقصير»، وأضاف: «إننا نعيش غرباء في وحدة الذات، وإذا لم يذع خبر وفاة العتيبي لما علمنا أنه مات، بينما كان ينتظر أي زائر من الأصدقاء أن يطرق عليه الباب، أما وقد رحل فلا يجدي الأسف على الغربة أو على الوحدة، فقد مضى بعيدا من غير أن يعاتب أحدا أو أن نعتذر له عن غيابنا، رحم الله أبا يزيد وأسكنه فسيح جناته وعزاءنا لجميع أهله وخصوصا أم يزيد الكاتبة والروائية ليلى الأحيدب». أما الشاعر صالح الشادي، فقال: «رحم الله أخي الزميل حزام العتيبي الذي طالما فخرنا به وهو يشارك في العديد من الملتقيات الإعلامية والمؤتمرات الصحافية خارج المملكة وداخلها، إنه صوت إعلامي وصاحب له ضجيجه الإعلامي المميز عندما عمل في الثقافة وفي الاقتصاد وكون اسما نعتز به، إلى جانب موهبته وشاعريته التي اعتز بها الوسط الثقافي المحلي والعربي، وأكثر ما يلفت النظر إليه علاقاته الثقافية العربية الكبيرة مع شعراء الوطن العربي، وأذكر أنه كان يعتز كثيرا بصداقته وزمالته مع الشاعر والكاتب المصري الشهير جمال بخيت». وفي السياق ذاته، يقول الكاتب والإعلامي المميز تركي الدخيل صاحب برنامج «إضاءات» على شاشة العربية: «بفقده خسرنا اسما لامعا في الحياة الأدبية والإعلامية السعودية، قبل نحو ثلاثة أشهر، ونحن نحضر أول ملتقى للصحافة الفضائية، هذا النتاج الإعلامي العربي لشاعرنا وكاتبنا صالح الشادي في الأردن جاء في خاطري لو كان عضوا معنا عاملا في نادي الصحافة الفضائية، كونه واحدا من الأسماء التي تضيف دائما». ويقول الأديب والإعلامي حسين بافقيه: «أدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، وأن يغفر له ما تقدم وما تأخر، وأتقدم بخالص العزاء إلى أسرته وأبنائه وزوجته الروائية ليلى الأحيدب، وإلى الوسط الأدبي والإعلامي في المملكة». ولفت الباحث والناقد الدكتور زيد الفضيل إلى أن حزام العتيبي رجل ذو قامة ثقافية شعرية، وفقده خسارة للثقافة والأدب والشعر، متمنيا من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. أما عضوة مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس، فأوضحت أن حزام العتيبي تمتع بصراحته وخبطاته الصحفية، وخصوصا في المجال الاقتصادي، حتى لفت الانتباه له جراء مجهوداته، مبينة أن «الجميع اتفق على صفاء نيته، فهو إنسان خلوق وصدوق وشاعر متألق».