نوه المستشار الإعلامي لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام أحمد الصوفي بمواقف خادم الحرمين الشريفين ودوره الإنساني والقومي والأخوي بالوقوف مع اليمن طيلة الفترة الماضية وخلال أحداث عام 1102م. وقال «الصوفي» في حوار مطول مع «عكاظ»: «لا يمكن أن ينكر اليمنيون دور المملكة بقيادة خادم الحرمين التي كانت دائماً السباقة في تقديم العون الإنساني والقومي والأخوي للشعب اليمني بكل أطيافه دون تمييز وعلى مر الزمن». وأوضح أن عدم مغادرة صالح بلاده للعلاج لا ترتبط بالضغوطات ولا تخضع لأماني أحد فالجميع يجب أن يرحلوا من البلاد، مبينا بأن الدولة الوطنية الموحدة الاتحادية الديمقراطية هي خيار حزبه «المؤتمر الشعبي العام»، ملمحا إلى أن حزب المؤتمر قد يعود إلى مربع العنف إذا فرض قانون العزل السياسي بالقوة. وأشار إلى أن حزب المؤتمر يرفض التمديد لأبرز قياداته الرئيس هادي لفترة رئاسية جديدة ويعتبر أنه معلق لعضويته في الحزب طيلة بقائه في رئاسته لليمن وأن انتخابه لرئاسة حزب المؤتمر بديلا عن صالح أو التمديد لرئاسة اليمن مرهون بعودته إلى حضن الحزب، متهماً بريطانياوإيران وأمريكا بالوقوف وراء الأزمات التي تعصف باليمن.. وإلى الحوار: بداية.. ضعنا في الصورة لطبيعة مرض رئيس حزب المؤتمر علي عبدالله صالح؟ أن المراحل الحرجة التي عاشها خلال ال15 يوما الماضية ناتجة عن عارض صحي مع أنه لا يزال بحاجة إلى علاج نوعي نظرا لحالته الصحية التي خلفتها جريمة دار الرئاسة في 3 يونيو 2011م وتأثيرها على حيوية وظائف جسمه مع أنه تلقى العلاج لمرتين في الرياض بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلا أنه لا يزال بحاجة للمزيد من الرعاية الصحية النوعية والعودة للمملكة في الوقت الراهن باتت ضرورة ملحة. الحقيقة لا يمكن أن ينكر اليمنيون دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين التي كانت دائماً السباقة في تقديم العون الإنساني والقومي والأخوي للشعب اليمني بكل أطيافه دون تمييز وعلى مر الزمن وعلى وجه الخصوص في عام 2011م، حيث وضعت يديا الملك عبدالله البيضاء مكانة في قلب كل يمني بتقديمها صوراً من صور العون الإنساني والاقتصادي لشعبنا وللرئيس علي عبد الله صالح وكانت بمثابة رسالة إنسانية أخلاقية وعربية وقومية وأشعرت الجميع في حينه أن المملكة ستظل عنوان السلام مع أن الجريمة كانت تهدف لإنهاء حياة كل القيادات السياسية وتحويل المنطقة إلى بؤرة صراعات. لماذا لم ينقل إلى أي دولة أخرى طيلة ال15يوماً للعلاج أو أن تسريبات ضغوطات لمغادرة أطراف الصراع البلاد كانت العائق لمتابعته للعلاج؟ ليس كذلك ولكنها مرتبطة بالرئيس علي عبدالله صالح نفسه والأطباء الذين يعالجونه وهم أقدر وأكفأ في تحقيق أي نوع من العلاج له، ولو قرأنا ما أثير عن وفاته ومغادرته البلاد لوجدنا أنها تخفي أمرين أحدهما يحمل طابعا سياسيا لخصومه الذين لا يريدونه أن ينعم بالراحة، أو محاولة لإرباك ذهن الشعب اليمني جراء تصاعد الأعمال الإرهابية.. أما الحديث عن ضغوطات فتلك أمان وفي السياسة لا وجود للأماني وإنما هناك اتفاقيات وموازين قوى، فالمبادرة واضحة وبخارطة طريق محددة ولم تصنف أحدا بل أن الجميع أمامها من السلطة لكنها لم تنفذ بشكل واقعي، وما يتم الآن هو انتقاء بنودها وكأنها تقصد استهداف علي عبد الله صالح وأبنائه وتفتيت الجيش وإبقاء الخراب السياسي والنفسي والأمني لليمنيين في جميع مناطق الجمهورية وكأنها حالة متعمدة تنذر بانهيار الدولة مع أنه من المفترض أن يخرجوا جميعهم بما فيهم قيادات الأحزاب الأخرى. شاركتم في الحوار الوطني.. فما رؤيتكم لمستقبل اليمن؟ رؤيتنا للدولة اليمنية تنطلق من مبدأ أن الدولة الوطنية الموحدة الاتحادية الديمقراطية هو خيار المؤتمر الشعبي العام وأن النظام البرلماني والانتخابي النسبي من العناصر الذي يميز النظام إلى جانب الانتخاب للمحافظين والأقاليم وقدمت في وثيقة مكتوبة، مع أن هناك من يختلف مع رؤيتنا ونحترم وجهة نظره، فالدولة الوطنية الواحدة لا بديل عنها في رؤيتنا، ولن نقبل بتمزيق اليمن، وتشير الرؤية إلى ضرورة حصر السلطات في نظام برلماني يتم التنافس عليه في تشكيل الحكومة، كما تؤكد على ضرورة أن تتكون الدولة من خمسة أقاليم مندمجة ومتداخلة، لكن الرؤى الأخرى تطالب بتقسيم اليمن إلى أقاليم شمال وجنوب ستعود بنا إلى الحقبة الماضية من الاقتتال والصراعات. البعض يرى أن صالح لا يزال الرئيس أو الحاكم الفعلي لليمن ما تعليقكم؟ حالتهم يمكن تسميتها بالاستفاقة المتأخرة، وكان ينبغي عليهم حينما وقعوا على الوثيقة التي وقعت من قبل علي عبد الله صالح وتسليمه السلطة للرئيس عبد ربه منصور هادي وخطاباته الواضحة في حينه أنه سيمارس السياسة من موقعه كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام أن يحددوا موقفهم، لكنه في الوقت الراهن لا يمكن لأحد أن يجبر رئيس حزب تقديم مهامه ووظائفه لشخص آخر خارج المؤتمرات العامة، وأعتقد أنهم لا يريدون المؤتمر الشعبي العام أن يكون قادراً على المنافسة ويريدون وحدهم أن يتقاسموا السلطة ولعلنا شاهدنا الحوثي الذي لا يريد نظاماً جمهورياً،.. فعلي عبد الله صالح هو بوصلة حزب المؤتمر ولا يمكن لأي شريك في العملية السياسية أن يقرر أنه يعزل الطرف الآخر. إذا ما موقفكم من قانون العزل السياسي الذي صوت عليه فريق الحكم الرشيد بأغلبية؟ حتى وإن تم التصويت عليه فهو مخالفة للمبادرة الخليجية واعتداء مباشر وتنصل من قرارات مجلس الأمن الدولي، وهي واحدة من تسريع انهيار التسوية السياسية والتحضير لمواجهات قادمة. تقصد أنكم في حالة توجه الدولة لفرض هذا القانون ستعودون لمربع المواجهات أو التصعيد إلى مجلس الأمن؟ نحن لا يقلقنا هذا الأمر البتة ولا يستطيع أحد أن يفرض العزل السياسي على من يحوز على نصف السلطة، وإذا طبق فمعنى ذلك أن 98% من اللاعبين في المشهد السياسي سيغادرون الحياة السياسية وعلى رأسهم أقطاب المشترك الرئيسية بما فيهم الدكتور ياسين سعيد نعمان خاصة أنهم جميعاً قد عملوا مع الزعيم صالح خلال الحقبة الماضية، فأي اتهام له فإنهم يتقاسمون معه بالتساوي. مجلس الأمن في قراره الأخير هدد بتطبيق قانون العقوبات على شخصيات يمنية معينة أتهمها بالعرقلة .. ماذا تقولون؟ هذا كلام المبعوث الأممي جمال بن عمر؛ فمجلس الأمن في محاولاته لتقوية مركزه يتبنى بشكل أعمى كل ما يقوله بن عمر مع أن لديه مشكلة أن يكون ناجحا في اليمن فهو يعتقد أنه برفع عصى مجلس الأمن والإشارة إلى مسميات وإيقاف أرصدة مالية سيعيد فترة 2011م، وهو في الحقيقة أن من مصلحة الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تتم المحافظة على وحدة اليمن واستقراره، ولذا فإن تلك الدول إذا لم تقدم من خلال الحوار معالجات عقلانية وطويلة الأجل للقضية الجنوبية فإنها ستكون هي المسؤولة.. ولهذا فإنه من حق مجلس الأمن أن يقول ما يشاء وأرى أنه إذا ظل يستمع بأذن المبعوث الأممي سينزلق إلى إصدار قرارات وبيانات وسيجعل التاريخ يذكر بأنه ألعوبة بيد شخص واحد. برأيك من يقف وراء ما يدور في اليمن من فوضى وإرهاب وهل لها ارتباطات دولية؟ بالتأكيد هناك أطراف دولية ضالعة في الوضع اليمني أبرزهم بريطانياوإيران كلاعبين رئيسيين، حيث إن بريطانيا لديها غاية معينة وتشترك في ثقل كبير جداً في الملف الجنوبي وتسعى لتصمم مخرجات محددة حول القضية الجنوبية تلائمها للاستفادة من الجنوب مستقبلا، سواء عن طريق تحريك كوادرها السابقين قبل استقلال اليمن الجنوبي أو تحريك المنتفعين من مشروعها والذي لا يخص الجنوب فحسب بل المنطقة بكاملها وهي تمتاز بمناطق النفط وتواجدها العسكري، أما إيران فهي لم تعد فقط لاعباً في الجنوب بل أيضاً في شمال الشمال وهي تقرأ المشهد وتكاد تقول إنها استطاعت أن تضعف جميع الأطراف بعد أن أخرجت صالح كلاعب رئيسي من اللعبة وفي الوقت الحالي تراهن على عنصر القوة التي كدستها في يد الحوثي والمال المتدفق ورغبة التمدد على مستوى منطقة المخزون البشري وتراهن أيضاً على أنها قادرة على نقل الصراعات داخل مدن اليمن لتجعل من مواجهتها للولايات المتحدةوبريطانيا عنصر ارتكاز داخل اليمن. أخيراً.. لماذا لم يؤيد حزب المؤتمر التمديد لفترة رئاسية جديدة لأبرز قياداته؟ قضية التمديد ليست مدرجة في المبادرة الخليجية، وهادي تعهد بتسليم السلطة بعد عامين للشعب اليمني، ثانياً أي مرحلة انتقالية إضافية يعني أن عبد ربه ضمن غطاء الموارد الضرورية للإبقاء على الاقتصاد الوطني معلقا وأعمال التخريب مستمرة وشعور الشعب باليأس، فالمجتمع الدولي لا يرعى رغبات شخصية، والأفضل أن يدخل هادي مرشحاً للتنافس للمرحلة القادمة وبكفاءاته وخبراته.